السبت، 31 مارس 2012

في الفيدرالية ( الحلقة 7 )


حصان طروادة الليبي

31/3/2012م                                                                 بقلم : ابراهيم السنوسي امنينه

على هامش الفيدرالية
من منا لم يقرأ قصة حصان طروادة التي تغنّي هوميروس بمعاركها في "الإلياذة" وهي مدينة قديمة في الأناضول على مسافة بضعة كيلومترات شرقي مدخل الدردنيل من ناحية بحر إيجة في غرب تركيا، ويُعرف موقعها اليوم باسم "حصار ليك" .
تقول الأسطورة أن اسبرطة (اليونان) كانوا قد حاصروها ، أي طروادة مدة عشر سنوات وجرت عندها الحروب المشهورة باسمها نحو سنة 1884 قبل الميلاد ، وكان الغرض من تلك الحرب أو ذلك الحصار هو تحرير امرأة يونانية غاية في الجمال والفتنة تدعى "هيلين" كانت قد هربت مع شاب "طروادي" يدعى "باريس" ، تاركة زوجها الاسبرطي ويدعى "مينيلاوس" .
وتفصيل تلك الأسطورة أن "هيلين" هذه كان كل الأمراء في اسبرطة يخطبون ودّها ويتمنونها زوجة . غير أنها اختارت زوجاً اسمه "مينيلاوس" من بين العشرات من الأمراء . عند ذلك تراجع الأمراء وأقسموا على مباركة هذا الزواج وتقديم العون والمساعدة "لمنيلوس" هذا إذا احتاجها في يوم من الأيام . وجاء هذا اليوم عندما نزل عليهما ضيف من طروادة اسمه "باريس" وأقام عندهما يوم أو يومان ، عشق "هيلين" وعشقته واتفقا على الهرب إلى طروادة فتركت زوجها "مينيلاوس" الاسبرطي وذهبت مع "باريس" وتزوجا ، وبعد زمن قصير رزقا بطفلة أسمياها "هيرميون" .
وكان رؤساء القبائل في اسبرطة ونبلائها قد أقسموا على تقديم العون "لمينيلاوس" متى احتاجه كما ذكرنا وها هو يحتاجه عندما هربت زوجته "هيلين" مع الطروادي باريس .
هكذا بدأت الحرب بين طروادة واسبرطة انتهت بمقتل باريس الطروادي الذي هربت معه هيلين الاسبرطية (اليونانية) وبعد مقتل باريس تزوجها أخوه "دايفوبس" وكانت هذه نهاية لحرب طروادة، لكن كيف بدأت وكيف جرت .
قام الاسبرطيون ببناء "حصان" ضخم من خشب يمشي على عجل ، ووضعوا داخل جوف هذا الحصان عدة آلاف من الجنود اليونانيين (الاسبرطيون) مدججين بالحراب والنبال والسيوف وعبروا الأسوار تحت جنح الظلام وخرج الجند من جوف ذلك الحصان وأشعلوا النار في المدينة وقتلوا من قتلوا ، وحرّروا "هيلين" بعد أن قتلوا زوجها "دايفوبس" شقيق "باريس" عشيقها الأول ، وحرّروا كذلك "مينيلاوس" قاتل "باريس" وعادوا إلى اليونان (اسبرطه) وتركوا طروادة خاوية على عروشها (كأنها لم تغن بالأمس) .
والسؤال هو : كيف دخل ذلك الحصان الضخم (حاملة الجنود) ؟
هل كان لابد من طابور خامس لدى طروادة لتسهيل عملية دخول ذلك العدد الضخم من الجنود والعتاد الإسبرطي بهذه الآلة الخشبية ؟
أم يكفي أن يكون الرئيس الطروادي من حملة بكالوريوس أو ليسانس شريعة وليس علوم سياسية أو عسكرية كما يجب ، أو خبرة سابقة في مزاولة عمل رئاسي ؟
أم يكفي أن يكون وزير دفاع طروادة يحمل نفس جينات أسامة جويلي أو يوسف المنقوش ، رئيس أركانه ، أو فوزي عبد العال ، عدو الصحافة والكلمة ، أم يكفي أن تكون وزيرة الصحة في طروادة تحمل نفس جينات فاطمة الحمروش التي لم تقطع رحلتها خارج البلاد (لتفقد أمورها الشخصية في ايرلنده) ولم تأبه لما وقع للكفره من إحتلال من قبل التشاديين والتبو إذ أُبلغت بذلك ، ولم تهتم بل واصلت رحلتها ، ولما عادت بالسلامة زار ملاك الموت عدداً من النزيلات في مستشفى الهّواري نتيجة للإهمال والتقصير وسوء الإدارة في عهدها أيضاً ، ونتيجة لأدائها البائس كانت معاناة الجرحى في مدينة سبها في اليومين الماضيين مثلها مثل معاناة إخوانهم في مدينة الكفرة منذ شهر مضى : لا عربات إسعاف ولا سيارات مطافي ولا طاقم طبي ولا معدات طبيّة ، ولا حد فاهم حاجة : (هل المعارك عرقية أم جهوية أم قبلية أم نجّك ليّه يا دكتورة فوزية الناطقة الرسمية لوزارة الصحة الليبية) فأنت أسيرة سياسة التابع والمتبوع مثل وزارة الكيب والجنود التابعين لمن يسمّون أنفسهم بالثوار والذين يحتلون المنافذ والمؤسسات في ليبيا بحجة أنهم حرروها ، مع أن الذين حرروها قد استشهد معظمهم ومن تبقى منهم اليوم فهم مصنفون كقطّاع طرق وقراصنة للأسف الشديد في شوارع المدن الرئيسية – وما تم تحصيله من مال سائل بقوة سلاحهم قد وصل إلى مليار ونصف مليار جنيه ليبي حسب آخر تقرير من مصرف ليبيا المركزي في بنغازي .
نعم ، فقد حصلت مثل هذه الأعمال من قرصنة وقتل في ثورات سابقة مثل الفرنسية والروسية واستمرت لسنوات غير أنه قُمعت عندما سادت القوانين بعد أن فُعّلت ، فأُعدم ماكسميليان روبسبييروالكونت ميرابو والدوق دورليان ودانتون ومارا بعد أن كانوا قد ركبوا الموجة وتسلقوا مثل ما فعل أزلام الطاغية مع النظام الانتقالي اليوم ، أُعدم كل هؤلاء بالمقصلة ، ثم فُعلت القوانين وسادت وأقيمت الجمهورية الأولى عام 1795م أي بعد قيام الثورة بست سنوات فهل يا ترى يتوجب علينا الانتظار حتى عام 2017م لكي يستقر الوضع وتسود القوانين وتفعّل ويُعدم المتسلقون .
وعوداً على بدء، والتساؤل هل لابد من طابور خامس وحصان خشبي أم يكفي أن يكون ؟
أم يكفي أن يكون القضاء العسكري في طروادة يتكوّن من خلايا فاسدة متعفنة من بقايا نظام سابق جلست على منصّات قضاء المجلس الانتقالي وقالت لمن جاءوا مع أرتال 19 مارس 2011 واقتحموا أسوار مدينة بنغازي وقتلوا ما شاء الله واغتصبوا كذلك من شاءوا وبعد أن اعترفوا بجرائمهم وندموا على أفعالهم نطق قاضي 17 فبراير الانتقالي العسكري بمنطوق الحكم الآتي :
إذهبوا فأنتم الطلقاء ... بما  فيكم أم المؤمنين الطاهرة (دلال) الشهيرة التي شوهدت تطلق النار على الثوار أثناء المعارك وعندما احتج جمهور البائسين على ذلك رد القضاة العسكريون قائلين بصوت واحد :
نحن طبّقنا مقترح وفلسفة ورؤيا صاحب النيافة السيد المستشار التي تدعو للمصالحة الوطنية وتقول :
إحبال السوّ طاحن في بير ، والدم إمغطّى العيب
إذا عرفنا أن الاسبرطيين اليونان كان هدفهم من غزوهم للجارة طروادة استرداد الفاتنة "هيلين" من الطروادي "باريس" وأعطيناهم العذر لأنهم قالوا لنا ما قال أبو الطيب " لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يُراق على جوانبه الدم" .
فما هو هدف غزاة الكفره وسبها ، ولا أظنهم جاؤا لاسترداد الفاتنة دلال فأغلبهم جاء  من تشاد الجارة اللصيقة التي بينها وبيننا ثارات قديمة تسبّب فيها شيطان الصحراء (ولد مزّالة) . هذا الشيطان عكس فرعون وشارون فقد نجاهما الله ببدنيهما ليكونا عبرة : قال تعالى في سورة يونس الآية 92 :
(فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) صدق الله العظيم .
لكن هذا الشيطان الذي طغى في البلاد وأكثر فيها الفساد فارق الحياة ولم ينطق حتى بالشهادة – قال تعالى في سورة يونس الآية 90 :"حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين" صدق الله العظيم .
غير أن شيطان الصحراء واليهود فارق الحياة وهو يتوسل : حرام عليكم أنا كيف بوكم  شنو فيه ؟ مش السلطة فيديكم ونعطي فيكم حصتكم من الثروة !!!
هذا الشيطان قد فارق الحياة بجسده ولم يصحب معه (شلّته) من الغوريلات ومن أكلة لحوم البشر الذين هم على رأس السلطة اليوم فهم باقون ليتوالدوا ويتكاثروا ، والله لطيف بعباده .
والسؤال الذي يفرض نفسه : ماذا تريد تشاد من ليبيا ؟ وماذا يريدون التّبو ؟
فيأيها الشعب الطيب كونوا على حذر واحترسوا من العدو رغم قول الشاعر :
كيف احتراسي من عدو سكناه بين أضلاعي

؛؛؛ والله الموفق



هناك تعليق واحد:

  1. في الوقت الذي تتقدم فيه صفحة أبجدية الوطن بكامل التقدير

    للاستاذ إبراهيم السنوسي إمنينة


    الذي خصها بسبق نشر كتاباته بشكل حصري في صفحات أبجدية الوطن طيلة عام كامل بدأت مع الايام الاولي من إنطلاقة ثورة 17 فبراير واستمرت حتي هذا العام .. فإنها تلفت عناية السادة المتابعين والمهتمين بكتابات
    المؤرخ الليبي الاستاذ إبراهيم السنوسي إمنينة
    بإمكانية متابعتهم لتلك الكتابات والتحليلات بمدونة الاستاذ : إبراهيم السنوسي إمنينة علي الرابط التالي : http://herodot17.blogspot.ca/
    مع اطيب تمنياتنا للسيد إمنينة بدوام العافية والسؤدد .. أطال الله عمره وحفظه شخصية وطنية ناضلت بعزيمة طيلة فترة حكم الطاغية ..ولم يخشي في قول كلمة الحق لومة لائم.. يضع الوطن اولا وفوق كل اعتبار في كل وقت وحين ..وقد دون وأرخ ووثق وتابع تاريخ ليبيا النضالي .. موجهين لسيادته الدعوة لتجميع تلك المادة التاريخية ذات القيمة الرفيعة في كتاب ينضم لمكتبة الوطن .. بقلم شاهد علي الزمن متابع بحس وطني صادق ..

    ردحذف