السبت، 24 مارس 2012

نبش القبور حكر على أهل الفجور عبر الدهور (ج 2 )


نبش القبور حكر على أهل الفجور
 على مرّ الدهور
الحلقـــــة ( 2 )                                           بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينه
6/3/2011 م             
بسم الله الرحمن الرحيم
}كلا سوف تعلمون * ثم كلا سوف تعلمون * كلا لو تعلمون علم اليقين * لتروُنّ الجحيم * ثم لترونهّا عين اليقين * ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم{صدق الله العظيم
كنا قد تناولنا في الحلقة الأولى من هذا الموضوع قصة الأضرحة في بنغازي والراقدين تحتها من الأولياء الصالحين الغرباء الذين حضروا من الغرب أو مرّوا بمدينة بنغازي فقضوا فيها بعد عودتهم من الأراضي المقدسة ، وذكرنا فضلهم على سكان المدينة بما علّموهم من آيات وأموّهم في صلوات ، وعندما وافتهم المنيّة أقاموا لهم السكان الأضرحة المتواضعة إكراماً لهم واعترافاً بفضلهم ، وتخليداً لذكراهم وكذلك تبركاً لا توسلاً .
وكذلك ذكرنا بكل عرفان وامتنان وترحّم على روّاد السنوسية الكريمة بما قدموه لليبيا والبلاد الأفريقية والاسلامية العربية من جميل وهدايه وتطهير لعقيدتهم مما علق بها من أوهام وخرافات وبدع ومفاهيم خاطئة ومعطلّةلتعاليم الدين الاسلامي ، مما أدى إلى تراجع وأفول حضارة سكان هذه البلدان وانتشار الفساد الاجتماعي والأخلاقي واقتصاداتهم الزراعية والتجارية والصناعية ، وأنهم كانوا قد جاءوا للإصلاح من أجل توحيد العالم الاسلامي على الصعيدين المعتقدي والمذهبي ونبذ التعصب الأصولي والفرعي . وانهم يبشرون بأن دعوتهم تمثل حركة دينية فكرية ثقافية إصلاحية وسلفية وسطية .. ونواصل :
لابد لنا من أن نوجز ترجمة لهذا الإمام الجليل المجاهد الداعية وولده محمد المهدي والد سيدي إدريس ، وكذلك إبن أخيه أحمد الشريف ، فكلّهم مجاهدون ودعاة وسلالة ملوك وأشراف لمن يجهل هذه الحقائق ، ولمن نبش قبورهم من الحمقى والصراصير نسوق ذكراهم في سطور ولعل الذكرى تنفع المؤمنين ولا شأن لنا بالفاسقين ولا نقيم لهم وزناً :
ولد الإمام محمد بن علي السنوسي رضي الله عنه ليلة الاثنين 12 ربيع الآخر 1202ه الموافق 12 ديسمبر 1787م ، وذلك في السنة الثانية من القرن الثالث عشر الهجري ببلدة مستغانم مقر آل الخطاب بالجزائر .
ونمر مرور الكرام لنتعرف على الأسس والأصول الفكرية التي دعا إليها هذا الإمام ولقنها لأتباعه وهذه الأصول في حركة هي (فكر وحركة) و(تصوّر ومنهج) و(منهج وعمل) وليست مجرد دعوة فكرية أو مذهب عقائدي .
إن الطريقة السنوسية هي عبارة عن جمعية مذهبية ، وطريقة صوفية وسياسية واجتماعية ، ولو أنها من الناحية السياسية ليست لها أهداف تمردية إنقلابية على الدولة . أي أنها لا تحارب دولة الخلافة بل ترفدها وتسندها ، وقد نشأت في ظلّها .
ويمكن إجمال الأسس الفكرية والتصورات التي تبنتها الدعوة السنوسية فيما يلي :-
أولاً :- دعوة الناس كافة إلى الالتزام بأحكام الاسلام الظاهرة والباطنة ، ذلك أن المسلمين في تلك الحقبة كان قد انتشر بينهم الجهل وقلّة الالتزام ، فكان تعليم الناس أحكام الشريعة هدفاً أساسياً وأولياً لتحقيق معنى الإسلام .


؛؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق