السبت، 24 مارس 2012

نبش القبور حكر على أهل الفجور عبر الدهور (ج 3 )


نبش القبور صنعة أهل الفجور
على مر الدهور
الحلقـــــة (3)                                                            بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينه
10/3/2012 م             


كيف يحجب الحق والحق أبلج ... وكيف يستقيم الظل والعود أعوج

وتبرز عالمية الدعوة عند الإمام من الحرص على إنشاء زواياه في كل مكان استطاع الوصول إليه ، فأول زاوية أنشأها كانت في الحجاز ثم في مصر ثم في ليبيا وتلا ذلك الجزائر ثم تشاد ومالي ، ذلك أن الإمام كان قد تنبّه إلى ضعف فهمهم للدين وجهلهم بالقرآن وبإحكام الشرع وقلّة الالتزام بأركان وقواعد الاسلام .

ثانياً :- ومن خصائص وأسس هذه الدعوة ما يمكن تسميته بـ(سياسة عدم المواجهة مع الاتجاهات أو التيارات الاسلامية) .
وانظروا كيف واجه طاغيتنا الذي بلينا به ردحاً من الزمان – التيارات الاسلامية المعارضة في منتصف التسعينيات من القرن الماضي ، وكيف قذفهم بالقنابل الحارقة والغازية السامة في الجبل الأخضر وعلى تخوم مدينة درنة – ولو أنه اتبع سبيل هذا الإمام – وهو حظر المواجهة واختيار الحوار والمسالمة سبيلاً – لما تطور الأمر إلى أسوأ الأحوال ، وهو ما حدث من تقتيل بالجملة في سجن بوسليم يوم 28/6/1996م – ثم أنظر الآن من ناحية أخرى عندما إلتفتت عنهم حكومة المجلس المؤقتة ، ولم تعر لهم ولإتجاهاتهم وزناً ولا تقييماً ، كيف عبرّوا عن نواياهم واتجاهاتهم العقيمة بنبش القبور والأضرحة بما في ذلك قبور الجنود المسيحيين الذين قضوا في الحرب العالمية الثانية في سبيل تحرير ليبيا من الاستعمار الايطالي الألماني – وأنا شخصياً أحتسبهم عند الله وأخالهم عنده شهداء رغم اختلاف الديانة . وأنظر كيف أوقعونا هؤلاء في شر الأفخاخ مع المنظمات العالمية حيث لجأنا للإعتذار منهم حين وضعونا هؤلاء الزنادقة في موقف غاية في الإحراج والخجل والجهل .
نعود إلى أعمال الإمام الجليلة ، ونرى أنه يتضح جلياً من خلال عدة مواقف للإمام مثل موقفه من الحركة المهدية ودعوتها ، حيث بعث إليه محمد أحمد المهدي ، صاحب الدعوة المهدية في السودان كتاباً فلم يرد عليه بنفي ولا إثبات – حين ادعى هذا السوداني أنه هو المهدي المنتظر ، فلم يرد عليه مع رفضه لفكره ، وأيضاً عدم مواجهته الدعوة الوهابية في الجزيرة العربية مع أنها كانت ترى بطلان مبادئ الإمام السنوسي المتمثلة في التصوف والمعتقد السني في الأشعري !! ورغم ذلك فلم يُؤثر على الإمام السنوسي أي كلمات أو ردود على تلك الطائفة ، وذلك بالرغم من أن حركة الوهابيين هذه بحاجة إلى دراسة وتقييم لفكرها من وجهة نظر غير متعصبة ، ولبيان مدى توافقها من عدمه مع منهج أهل السنّة والجماعة ، وبيان حقيقة إنتمائها المذهبي وبيان مواقفها منذ نشأتها إلى يوم الناس .
* ومن أدبيات الإمام ضمن إرشاداته لمريديه وتلاميذه ما يلي :-
(إنكم تعلمون أن مادة الخصام ليس من دأبنا ، وقد علمتم أن شأننا هو إمتثال قوله صلى الله عليه وسلم : (من ترك الجدال وهو مبطل بنى الله له بيتاً في الجنة ، ومن تركه وهو محقّ بنى الله له بيتاً في وسطها ومن حُسن خلقه بنى الله له بيتاً في أعلاها) .
ومن تعاليمه أيضاً "إن شاء أهل الله أن يكونوا أرضاً لمن سواهم ، يحملون من الأذى حملها ، وينتجون خيرها ، أما الخوض والجدال في الأمور الاعتقادية فهو الطامة الكبرى والداهية الغرّى" ويمضي الإمام في تعاليمه :"ويجب التنبيه هنا إلى أن هذا المبدأ لا يعني تمييع القضايا كما قد يفهم البعض ، بل هو مبدأ ينطلق مع العلم الشرعي الصحيح ، واختيار الرأي الصحيح والترجيح ، ثم بعد ذلك لا نلتفت للخلاف ، فهذا الخلاف ليس معوّقاً للحركة ، وإنما هو رصيد تختار منه ما تراه صواباً وحقاً ثم تتجاوزه ولا تقف عنده .


؛؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق