السبت، 31 مارس 2012

في الفيدرالية ( الحلقة 6 )


في الفيدرالية

الحلقة (6)                                 29/3/2012              بقلم : ابراهيم السنوسي امنينه

نحن لم نستخدم القوة بعد
... وأولاد إدريس ، وهم "الدرسه" وأولاد حواس ويسمون "الحاسه" ثم أولاد عُبيد ويطلق عليهم "العُبيدات" ثم أولاد "فايد" ويطلق عليهم "فايد" . فهؤلاء الخمس قبائل وبطون أبوهم يدعى "حرب" وجدهم "عَقّار" بن الذّيب بالليل وأمهم – إلا فايد – سعْدا أو سعْده – الزناتية التي سباها "الذيب" بعد مقتل زوجها "الزناتي" في غزوة من غزوات قبائل بني هلال وبني سليم لقبائل البربر – هذه القبائل العربية التي كان قد جنّدها الخليفة الفاطمي المستنصر بالله عام 1050م لغزو البربر في شمال أفريقيا عندما دعا ابن باديس زعيم البربر في الخطبة للخليفة العباسي ورفع راية العباسيين السوداء وتمرد على الفاطميين.
هُزم البربر وتفرقت هذه القبائل في شتّى الأصقاع في الشمال الأفريقي من موريتانيا حتى مصر مروراً بالمغرب الأقصى والجزائر وتونس وليبيا .
وعوداً على بدء : أرسلت قبائل برقه . وهي للتذكير : المغاربة والعواقير والعريبات (وهم الجبارنه أبناء "عاليه" من جبرين بن برغوث بن الذيب بالليل) قلنا أرسلت القبائل المذكورة الشيخ بوخريص الكزه إلى زعيم الحرابي يستنصرونه فأرسل مع الشيخ بوخريص كوكبة من الفرسان وفي طليعتها ولديه "الجالي" و "أبو بكر" وكذلك شقيقه "جلغاف" ، وفي هذه الثناء وصلت سرية أخرى من قبيلة العبيد لمساعدة قبيلة العريبات وذهب أفراد هذه القبيلة لمخازن القبيلة المضيفة ويسمونها "كهوف" يخزنون فيها القمح والشعير والعلف والتمر" لكي يأتوا ببعض التمر ، فلحق بهم بن رزق الله وعصابته وأبادوهم عن آخرهم ، وقال الشاعر في رثائهم :
سِرية العبيد إفداك إتريد تَمرْ راحت كِلّها
ونواصل : «للتذكير لا زلنا بصدد السؤال : من الذي بادر بالانفصال وهدّد به، وهو سيف الأزلام» ، لما رجع شيوخ صف الشرق إلى أهلهم من منتجعات بن رزق الله أراد هذا الأخير أن يجامل "العلايا" ويرد بذلك ايهامهم كسباً للوقت حتى تصل قبائل "الجوازي" فوصل إلى منتجعات "العلايا" الذين أكرموه وبنوا له بيت الكاسح الكيلاني لينزلوه ورفاقه ، وهذه عادة البدو العرب المتأصله فيهم إذ يشيّدون خيمة خاصة بالضيف كاملة المرافق لينزل بها ويقيم ما شاء له أن يقيم ، وينحرون له الذبائح  كل يوم . ولقي هذا الضيف ومرافقوه من اكرام ما لقيه بعكس ما صدر منه من معاملة دنيئة آخرها كان اغتيال المراسيل . وأعمال القرصنة وقطع الطريف .
وبعد تناول الطعام والراحة التي أعقبت طلب ابن رزق الله من شيوخ "العلايا" فتح باب المفاوضة وكانت العادة المتبّعه عند العرب أن افتتاح الجلسة وابتداء الكلام أمر صعب لا يتولاه إلا دهاتهم ومن بين الصفات التي يمدح بها عظيم البدو هي (ان فلانا فارس في الميعاد وفلان قدير في فتح الكلام) .
تكلم الشيخ حسن قادربوه ردّ عليه الشيخ صالح بن رزق الله فأسكته هذا الأخير بتهديد قائلاً : لا يحق لك أن تتكلم ولا أطلب الكلام من أمثالك . فتكلم غيره وغيره لكن رزق الله أسكتهم جميعاً بتوجيه كلمات عيب يصف بها المتكلم بأوصاف غير لائقة وكان غرضه أن لا يتكلم إلا الشيخ بوشنّيف الكزه لما يعتقده رزق الله في "أبي شنّيف"  من حب المسالمة واللين ويعتبرهما ضعفاً أو جبناً بأبي شنّيف فيصل معه وتحت الضغط إلى ما يريد . بعد أخذ ورد طويلين وبدون جدوى كررّ الشيخ بن رزق الله كلمته السالفة وهي "برقه ظهر حمار ما تشيلش إلا واحد" فرد عليه اللواطي صاحبه المتكلم الأول بجوابه الأول هو شاهرا السلاح في وجه بن رزق الله قائلاً : (علي الطلاق لا يركب ظهر الحمار إلا نحن ، لو لم تكن بين نسائنا وأولادنا وفي محلاتنا كضيف لقتلتك تأديباً لك يا وضيع الأصل) فركب بن رزق الله وقومه مغادرين وفي أنفسهم ما فيها وهناك طلب الشيخ بو شنّيف من شيوخ العلايا أن نُضم جميع الحيوانات والاّ يذهب أحد من المنتجعات والعمل بجدّ للدفاع عن الوطن والأهل، وأن المسألة وصلت الذروة القصوى من التعقيد فلا فائدة في علاجها دون قتال ولا أمل في الوصول إلى اتفاق وفي هذه الأثناء وصل الشيخ بوخريص ورفاقه من البراعصه إلى المنتجعات كما سبق ذكره الأمر الذي زاد في اطمئنان العلايا وتشجيعهم وبينما كان العلايا يستعدون وصل الخبر إلى الشيخ حمد اللواطي أن الشيخ صالح بن رزق الله ومعه ابنه في كوكبة من الفرسان بموقع كذا فاغتنم الشيخ حمد اللواطي هذه الفرصة وركب في سريّة خصوصية بدون أن يعلم بذلك قومه وخفّ بمنازلة بن رزق الله ، وكان من بين رفاق اللواطي فارس اسمه "محجوب دواس" فالتقى بابن رزق الله واشتبك معه في معركة لم تطل حتى أسفرت عن أسر بن رزق الله ابنه المسّمى (شيناه) وقتل جميع رفاقه، ولما علم بن رزق الله أن لا مفرّ من الموت قال للشيخ حمد اللواطي لا تقتلني مرتين ، وهو يريد بذلك أن يقتله قبل ابنه بحيث لا يرى ابنه صريعاً فأجابه الشيخ حمد ، وكان قد جرح أحد رفاقه الأعزاء عليه : ان مات فلان فلا مناص من قتلك مرتين وإن نجا من جراحه فسأقتلك قتلة واحدة . وفي النهاية قُتل بن رزق الله وابنه بموقع اسمه (الصواكي) . وكان في انتصار حمد اللواطي تفاؤلاً حسناً لصف الشرق، وانتقلت منتجعات صف الغرب إلى جهات برقه الغربية وقد استولى عليهم الرعب والذعر بالرغم من أنهم أقوياء لكن كُسرت شوكتهم بمقتل زعيمهم بن رزق الله وولده .
وقد اقتفى صف الشرق أثرهم ، وهكذا كلما انتقل صف الغرب من دياره ينتقل صف الشرق في أثره مطارداً يوماً فيوم حتى وصل الأولون موقع يسمّى "زغباً" فماذا حدث؟ يا أيها الانفصالي المنذر والمهدّد بالتقسيم يوم 20 فبراير 2011 يا سيف الأزلام .

         ؛؛؛ إلى اللقاء في الحلقة القادمة (7)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق