الثلاثاء، 20 مارس 2012

ما هكذا تورد الأبل يا هيكل ! (الحلقة 13)

هيكل   بقية الكاذب المتجنّي
            HAIKAL : The Liar & Unfair              

10/12/2011 م                                                                           بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه

منذ(42) عاماً كنت قد وصفتهم بالأطهار وبالأبرياء إلى حدّ مذهل ، ومنذ أيام وصفت الشعب الليبي بالخنوع والذل طول هذه المدّة يعني أربعة عقود ويزيد ، وأن ثورة 17 فبراير ما كانت لتنجح لولا تدخّل طيران الناتو NATO !! وإنه لشيء بالفعل يدعو للحيرة فكيف تصف هؤلاء الحكام بالأطهار ، وهم الذين كنت التقيتهم في ليلة مظلمة في مطار بنينه وفي قنصليتكم في بنغازي ، وتصف شعبهم اليوم بالخنوع والرضا بالذل في ظل حكم فردي شمولي متسلط فرضه هؤلاء "الأطهار الأبرياء" على مدى اثنتين وأربعين عاماً !!

فكيف يستقيم ذلك ؟ .. أم نسيت ما قلت !! ؟


غير انك لم تروي حتى نصف الحقيقة لدى وصولك لمطار بنينه بل الحقيقة هي ما رواها الضابط رفيع الرتبة محمد فتحي إبراهيم الديب ، الاستخباراتي اللصيق والرفيق لعبد الناصر والذي كان هو الذي تلقى الأوامر من حاكم مصر يوم الأربعاء 3 سبتمبر 1969 م وسخّر له طائرة حربية تنقله إلى بنغازي في مهمة استقطابية معروفة استمرت إلى 18 مايو 1971 م حيث تم إعتقاله ومحاكمته ومن ثم تبرئته من التهم التي وجهت لإقطاب مراكز القوى التي صفاها السادات خلا ل شهر مايو 1971 م .

هذا الاستخباراتي رفيع الرتبة واللصيق بعبد الناصر ، يروي لنا الحقيقة بحذافيرها عن تلك الرحلة إلى ليبيا ومهمته الخطيرة فيها وبقاءه فيها حوالي 21 شهراً ، وذلك في كتابه (عبد الناصر وثورة ليبيا) عن دار المستقبل العربي - القاهرة الطبعة الأولى 1986م  ، ونورد نصوصاً من هذا الكتاب تثبت الكذب والتجنّي من جانب هذا الهيكل فنذكر ما ورد إبتداءً في الصفحة (13) من الكتاب المذكور فنقول :-

" كيف تم اختياري لتولي مهمة دعم ثورة ليبيا " ! فوجئت صباح اليوم الثالث من سبتمبر بإتصال السيد سامي شرف ، سكرتير الرئيس بي تليفونياً ليخطرني برغبة الرئيس جمال في لقائه فوراً لأمر هام . وتوجهت على الفور لمقابلة الرئيس الذي فاجئني بقوله :

" طبعاً أنت تابعت يا فتحي أحداث ليبيا ، وبعد أن بدأت الصورة تنجلّى أمامي قررت أن نقف إلى جانب مجلس الثورة الليبية لنوصلها لبرّ الأمان . وأحب اقولّك يا فتحي أنا طلبت ترشيح من يصلح لهذه المهمة الخطيرة ، وعُرضت علي كثير من الأسماء ولكنني قلت للكل انه لا يصلح لهذه المهمة غير  الـ Fighter  المقاتل بتاعنا ، فقالوا مين ، قلت فتحي الديب . وأنا أخترتك لأني عارف أنك قادر على القيام بهذه المهمة بنجاح ، وزيّ ما كان الجزائريون كلهم بيثقوا فيك وبيحبوك .. عاوزك تتبع نفس الإسلوب مع الليبيين ، وما تبخلش عليهم بأي شيئ ، وأنا بأضع سمعة ومستقبل مصر كلها في إيديك ومفيش أمامك غير حل واحد من اثنين : إما النجاح وتأمين هذه الثورة أو أدبحك بإيدي شخصياً " .  وأنا كنت كلمت محمد فوزي لكي يحرك القوات اللازمة من الطيران والمدرعات والمشاة الميكانيكية إلى الحدود الليبية وهذه القوات ستكون في معاونتك إذا طلبتها يعني تحت أمرك ، وقد أمرت بتجهيز طائرة مصرية جاري إعدادها الآن في مطار القاهرة لتستقلها ومعك من ترى الاستعانة بهم من خبراء عسكريين ومدنيين وخبرة شفرة . وأنا أمرت بتجهيز خطاب مني لقائد الثورة الليبية لأقدمك إليه ، ومنتظر رد ليبيا عليّ وإبلاغنا باستعدادهم لاستقبال طائرتك لتقوم فوراً . ولعلمك أنا كلفت هيكل ليسافر معك لتغطية لقاءك بقائد الثورة صُحفياً على أن يعود بنفس الطائرة ومعه تقرير عاجل منك توضح لي فيه الصورة ، ومين اللي قائم بالثورة ، ورأيك فيهم ، وبعد كده عايزك تداوم الإتصال وباستمرار لتضعني في الصورة لما يحدث أولاً بأول . المهم أنك تجنبهم الوقوع في أي خطأ زي اللي وقعنا فيه في أول الثورة ، وركّز إهتمامك على تأمين الوضع الداخلي في البداية حتى تتفرغوا لمواجهة  بقية المشاكل الخارجية بالتدريج . ولو احتجت لأي خبرة أرسل لي فوراً لأوافيك بها " .

والآن نتوقف عندما رواه هيكل عن هذه الرحلة في كتابه (الطريق إلى رمضان) المنوّه عنه في الحلقة السابقة (12) فنذكر ما ورد على لسان هيكل مؤلفه في الصفحة 68 وما تلاها من صفحات ما يلي :-

(كان الملك حسين يلقى خطابه في الجلسة الأولى للمؤتمر حين تلقى عبد الناصر وهو في الجلسة أول نبأ يقول أن إنقلاباً وقع في ليبيا ضد الملك إدريس وكان النبأ والحدث مدعاة إلى بعض الحرج للحاضرين من ملوك ، وبمجرد إذاعة النبأ ....

                    ؛؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة المقبلة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق