الاثنين، 26 مارس 2012

في الفيدرالية ( الحلقة 3 )


في الفيدرالية
الحلقة (3) 24/3/2012                                                                         بقلم : ابراهيم السنوسي امنينه


إنه طبقا للنظام الاتحادي في الولايات المتحدة الأمريكية USA فإن السلطة التي هي بيد الدولة أو الحكومة تكون بتفويض من الدستور حسبما نص عليه ، أما ما تبقى من سلطات "Residual Powers" فهي محجوزة لاستعمال الولايات بصفتها محلية تحكم في ظل الحكومة المركزية .
أما النظام الكندي فالعكس هو الصحيح ، وهو الذي يحدث، فالقائمة التي تحصي وتحدد السلطات هي التي تكون من اختصاصات الولايات المتحدة أو الأقاليم، بينما يذهب ما تبقى من سلطات بموجب (تفويض) للدولة الحاكمة (الحكومة المركزية) ومهما يكن من أمر ففي كلتا الحالتين فانه لا يجوز إجراء أي تعديل على نظام (المحاصصة) اي توزيع وتقسيم حصص السلطة بموجب تشريع اعتيادي Ordinay Legislation .
وتأسيساً على ذلك يكون النظام الاتحادي أقل مركزية إذا ما قورن بالنظام الوحدوي Unitary System حيث أنه أي النظام الاتحادي يشترط أن يكون هناك سلطة حكم ذاتي معتبر للحكومة المحلية.
على أنه عندما يتساءل المرء عن مقدار تلك السلطة ومداها بالنسبة للحكومة المحلية كي يكون النظام اتحادي بالفعل – فإنه سوف لن يجد الاجابة في متناول يده، غير أنه من المتفق عليه على العموم ، ان السلطات المنوطة بتلك الحكومة المحلية هي بالأهمية بمكان من الناحية السيادية والسياسية . ومن ناحية أخرى فإن الدولة القائمة على النظام الاتحادي تبدو محكمة التنظيم ومنضبطة ومترابطة الأطراف غير رخوة مثل ما هو الحال في الدول التحالفية  الكونفوفدرالية .
Confederations and alliances . وفي الدول القائمة على النظام الاتحادي أي الفدرالي، فإن الحكومة تمتلك سلطات وسيادة يمكن استخدامها حتى ضد أو في مواجهة المجموعات والوحدات الرئيسية للمحليات والأقالي، وهي تتمتع بالسلطة الكاملة بصورة مباشرة في التصرف تجاه المواطن لتحصيل الضرائب وتطبيق القانون ، ولا تعتمد على المحليات أو الأجهزة الإقليمية المتخصصة وموظفيها لإنجاز مثل ذلك العمل ، ذلك لأنها أي الحكومة تمتلك السلطة الأسمى والأعلى في سلسلة السلطات الدستورية في البلاد .
ومن المتفق عليه على العموم في الأنظمة الاتحادية أن المجموعات الأعضاء لا يجوز لهم إلغاء قوانين الحكومة المركزية أو الانسحاب من الاتحاد، وان للاتحاد ميزة هي الأداء الدستوري اي احترام الدستور والتمسك به كمبدأ وكشعلة تنير لهم الطريق لمصلحة الوطن .
إن الكثير من مناصري السلم والدعوة إليه في العالم يعتقدون أن مبدأ الفدرالية في الحكم يَعِدُ بالآمال العريضة في الوصول إلى أسمى الأهداف ألا وهو لمّ شمل العالم في "اتحاد كوني" الذي سوف تكون لديه القوة الكافية "Universal Association" لتحقيق وانجاز هدف عام دون التضحية بالحكم الذاتي .
وفي التاريخ يوجد الكثير من التصورات لمثل هذا النوع من التنظيم .

   ؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق