الأربعاء، 17 أبريل 2013

تاريخ ما أهمله التاريخ - الحلقه 4




تاريخ ما أهمله التاريخ
 


بقلم : إبراهيم السنوسي امنينة– الحلقة  4                           11 أبريل 2013
 
لازلنا نتابع مقالاتنا عن نماذج من فتاوى شيوخ آخر الزمان فتنكر هذه الفكاهة أو الملحة فنقول : أنه كان لي صديق كلما قابلني في فترات متباعدة أثناء حكم الطاغية يقول لي مطمئنّاً متفائلاً بلغة الزجل العامي المتعارف عليها :
( (اتجي ساعته ويزول سعد الياس ماو ديمه قوي))
وشرح ذلك يعني : اصبر فإن كل شيء زائل ولا شيء يدوم بما في ذلك الذي ترى من ظلم واستبداد وطغيان فلا تيأس.
وذات يوم بعد انتهاء حكم الطاغية بشهور التقينا فبادرني بالسؤال ما رأيك اليوم بعد انتهاء حكم الطاغية ومجيء النظام الجديد فكانت إجابتي الفورية العفوية الزجلية :
((هذا هو اليأس صحيح إلا لوّلى فيه الرجا))
(( و يا ميلاهيامراة بوي لوّله ))
والمعنى مفهوم ولا داعي لشرح المفردات، والعاقل يفهم وإلا إنشا الله ما فهم
وليسمح لي القارئ بالعودة به لما ورد في الحلقة الأولى من موضوع (تاريخ ما أهمله التاريخ) التي نشرت يوم 5 يناير 2013 والتي كانت تتحدث عن محاولة من الكاتب لنشر موضوع يتعلق بالسياسة الأمريكية في الستينيات من القرن الماضي أثناء حرب فيتنام، عندما اتصلت بجريدة كنت قد أطلقت عليها " يتيمة الدهر" تصدر ثلاث مرات أسبوعيا ولا تحمل أية معاني كانت تنشرها إذ كانت حكومية صرفه، فكتبت مقالاً حسبته نفس أفتح به ( عكّا ) يتناول محاولة لترجمة مواضيع وأبواب وردت في ثلاثة كتب كانت قد صدرت خلال سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية كنت أسترجع بها سياساتها في الماضي واستشرف سياساتها في المستقبل في العراق وأفغانستان والشرق الأوسط عموماً باحثاً عن أية فروق فلم أجد إلا رؤساء تغيروا وسياسات بقيت كما هي، والحاصل هو أن طلبي رُفض بحجة أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر خطاً أحمراً بالنسبة لليبيا، سنة 2003، وأن ما ورد في الأبواب أو الفصول التي ترجمتها من تلك الكتب الثلاثة تعتبر تعريضاً بدولة هي الآن صديقة ( هكذا قالو) ولا يمكننا نشرها في صحيفتنا ونأسف لذلك، فعدت أدراجي أجرجر ذيول الخيبة أردد في داخلي ((رحم الله أيام ظز في أمريكا)).
كان ذلك في العام 2003 ومرت الأيام تطوي إلى أن انبلج فجر 17 فبراير، وبعد مرور بضعة أشهر لم يعد لتلك ( اليتيمة) أي صدى في الشارع بعد ان راجت سوق الصحف اليومية والأسبوعية مختلفة الأهواء والمشارب، وكثرت وتنفس القراء الصعداء وأصبحوا يقرؤون كل شيء ولا يفهمون شيئاً من هول تدفق الكلام وليس المعلومات والسبب في ذلك هو :
أين كانوا ثم أين أصبحوا، إذ كانوا يريدون قتل الوقت بالقراءة فلا يجدون إلا إعلانات العطاءات، والمواليد والوفيات، وتعديل الأسماء والصكوك المفقودة، وآخر أخبار السلطان (الفاتح) وسيوف الإسلام وسليماناتدوغانات وآخرون وشعراء يمجدون ملك الملوك أمثال العزومي وسالم صبرا وغيرهم، أما اليوم فالوقت يقتلهم بقراءات عن تصرفات غريبة ومشاريع وهمية وسرقات فنية وهروب وتهريب وجرائم غير معلن عن مرتكبيها، ومفتي يتولى منصب وزير دولة لشئون المسيرات وقوانين العزل والمصالحة الوطنية والدعوى للمركزية واستعداء تقاسم السلطة، ومواقف مشبوهة من الدستور والانتخابات.
وناس تقول : يا هوه افطنوا راهو معمر مازال قاعد ولم يتغيّر شيء ولكن لا حياة لمن تنادي واناس آخرون في انتظار أرتال مثل أرتال 20 مارس 2011.
جاءني أحد الأصدقاء وقال لي لماذا لا تكتب شيئاً عما حدث أو يحدث فإنه لديك فرصة لتتنفس من خلال هذا الكم الكبير من الصحف اليومية والأسبوعية وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وبالفعل كتبت بعض مقالات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة في صحيفتين أو ثلاث لست أذكر.
آخر مقال نشرته لي إحدى الصحف الأسبوعية المرموقة كان في العدد رقم 90 ( من صحيفة كذا ) الصادر بتاريخ 2 ديسمبر 2012، أي منذ أربعة أشهر وكان بنعوان " ليبيا تنتخب أو تنتحب " وكانت الصحيفة قد طلبت مني تسليمها كل مقالاتي المخزونة بحافظ ذاكرة ( فلاش ميموري ) في وقت سابق ويربو عددها على 150 مقال بعد نشرها للمقال المنوه عنه أعلاه أعادت لي الحافظ المذكور  متحججة ومتعللة باعتراض سكان مدينة البيضاء (هكذا قال) على ما ورد في مقاليتناول ابن مدينتهم الغالي وانتقاداتي لأدائه ومسلكه والذين هما دون المستوى وأن أداءه على أرض ملعب كرة القدم في البيضاء كان أفضل بكثير من أدائه كرئيس دولة !! هكذا أعتقد .
ومنذ ذلك التاريخ آثرت أن أتنفس من خلال رئتي الحبيبة وهي مدونتي HERODOT17.BLOGPOST.COM ، ( ومالي ومال المشاكل )
وإلى اللقاء في الحلقة 5

تاريخ ما أهمله التاريخ - الحلقه 5



تاريخ ما أهمله التاريخ
بقلم إبراهيم السنوسي امنينة /  16 أبريل 2013/  الحلقة الخامسة والأخيرة

إذن فصحافة الأمس هي صحافة اليوم بعينها :
   1881 هي 2003 هي 2013 خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها فلم يتغير شيء فأمريكا خط أحمر والمستشار المستأنس خط أحمر كذلك، فالأولى تحميها الماسونية والصهيونية وهذا الأخير كانوا يحمونه الزنادقة مبعثرو قبور الصالحين والصحابة في درنة وقتلة قادة الميادين الأبطال المجاهدين.
فدعنا منهم ولنعد لموضوعنا الأصلي وهو :
شيوخ أخر الزمان
بسم الله الرحمن الرحيم
(( قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد))
سورة غافر آية 29
فشيخنا الصادق الغرياني يطلب من المسؤولين منحه قناة خاصة ليبث ترهاته وسمومه مثله مثل زنادقة مصر : عبد الله بدر وأبو إسلام وعاصم عبد الماجد وغيرهم كثر.
أما شيخنا وهو المعروف بمفتي المسيرات ومستشار لجان النزاهة والمصالحة الوطنية والعزل السياسي، كما لو أن مشاكل ليبيا قد حُلت ولم يبق شيء إلا الفرز والمصالحة والعزل، ومن وجهة نظري أن هذا الذي يدّعي بأنه مفتي الديار ما هو في واقع الأمر إلا غراب الديار مصدر الدمار ورب الفتنة ومحييها وهي نائمة ولعن الله من أحياها.
ونصيحتي له أن تنحصر فتاواه على الطلاق والزواج والمحيض وهلال رمضان وذي الحجة ولا غير وأن يظل قابعاً في منزله لا يتصل بأحد وأن يكون إفتاؤه بطريق الهاتف المحمول ولا يظهر على الشاشات المرئية بعباءته المضحكة وهو يهتز على الكرسي كما كان يهتز المقبور وينظر إلى السقف كمن يتلقى الوحي عندما يسأله المذيع المضيف.
إذن هكذا كانت صحف ليبيا منذ أربعمائة عام موضوعاتها ومقالاتها كلها تمجيد وعبادة لسلاطين الترك أمثال عبد المجيد وعبد الحميد وأتاتورك كما كان شيوخ اسلامها في الإفتاء رهن إشارة أولئك السلاطين يأتمرون بأوامرهم مهما كانت ظالمة ومستبدة ومجحفة وبعيدة عن الصواب ومجافية للحق – وبقدر ذلك هي صحفنا اليوم (وبرانيقنا) وشيوخ إفتاء الديار لدينا يقفون سداً منيعاً في وجه من يتظاهرون سلمياً ولا يحملون إلا لافتات تطالب بتحقيق العدل والمساواة ومنح حقوق بنغازي وإشاعة الأمن والأمان ونزع السلاح الغير شرعي عندما عجز قادة الجيش الذين لا أعلم من أين جاءوا ومن الذي رسّمهم علينا رغم ثبوت جبنهم وفشلهم في مواجهة من لا شرعية لهم في حمل السلاح.
ويتساءل (السائرون) : لماذا كل هذه الاغتيالات التي بلغت أكثر من (31) ضابطاً خلال مدة قصيرة في بنغازي فقط؟
المسيرة الأولى : مسيرة جمعة إنقاذ بنغازي
وعندما نجحت هذه المسيرة في القضاء على أولئك المحتلين المعسكرات تحمل أسماء شهداء حقيقيين مثل " السحاتي " وطردوهم وكذلك الذين يحتلون معسكرات أخرى في سيدي حسين ودرنة وغيرها من محلاّت، نطق مفتي السلطان ابن غريان قائلاً : المسيرة انحرفت عن مسارها وتجاوزت حدودها ولها أجنده ولذا يجب أن تحظر المسيرات إلا بإذن من السلطات ولما استعدت بنغازي للقيام بالمسيرة الثانية وأجروا الاتصالات القانونية المسبقة بالمسؤولين في الدولة ومنهم السيد الدكتور وزير الداخلية عاشور شوايلباعترافه ومُنحوا الإذن بالقيام بالمسيرة منعهم شيخ آخر الزمان ابن غريان من القيام بتلك المسيرة الثانية( بنغازي لن تموت ) بحجة أن أسمائهم مجهولة لدى الجميع وأن لديهم ((أجندة)) مع أنهم من حارات بنغازي المهمشين ومن سكانها الشباب الذين لم يهربوا من بطش المقبور مثل ما فعل شيخ الإسلام صاحب الأجندات الحقيقي بل فضّل هؤلاء الشباب أن يبقوا حتىاليوم المعلوم حيث هبّوا هبّة رجل واحد بصدور عارية على سجن ( باستيل ) البركة ثم تبعهم الآخرون من حيث تشرق الشمس من المرج والبيضاء ودرنة وطبرق وما بينها وواصلوا مسيرتهم إلى أن احتلوا ( باستيل ) طرابلس وتواصلوا معهم أبطال الجبل الأشاوس والزاوية وغيرهم إلى أن قضوا على الطاغوت وولديه وهرب بقية ملتهم وحواريهم وجواريهم وتم تحرير البلاد بحمد الله.
أما أنت أيها الشيخ الشبح فأين كنت ومتى جئت ومن الذي رسّمك علينا شيخ إسلام؟
ثم أين أنت من شيخ سبقك منذ زمن عندما قال كلمة حق في وجه ظالم وهو المرحوم مفتي الديار الحقيقي الشيخ الطاهر أحمد الزاوي حيث بقي في ليبيا حتى دفن فيها شهيداً في العام 1980، فأين الثرى من الثريا !!!
قال الشاعر صلاح عبد الصبور :
يا أصحاب الحظ العاثر انفجروا أو تموتوا فسوف يأتيكم أكثر من هذا
انتهت مأساة شيوخ آخر الزمان من بلاد غريان