الأربعاء، 21 مارس 2012

ذاكــرة الأيــام (حلقة 14 ج 2)


ذاكرة الأيام 
الحلقة 14
الجزاء 2
10/10/2011

وامستنصــــــــراه !!

                                                       بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه

  أما العرب المتعربة : فهم أبناء قحطان بن عامر بن شالح بن سام بن نوح عليه السلام ومقرهم اليمن في العام 2600 قبل الهجرة .
أما العرب المستعربة : فهم الذين ينسبون إلى سيدنا إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام وسبب تسميتهم هكذا لأن نبي الله إبراهيم عليه السلام كان "عجميّاً"، ولما اختلط أبناء إسماعيل عليه السلام بالعرب أخذوا عنهم الفصاحة وطلاقة اللسان واقتبسوا عوائدهم في الفروسية، وهم ينقسمون إلى قسمين الأول : "ربيعة" والثاني "مضر" وقد تشعّب من كليهما قبائل وفصائل وعمائر وبطون لا حصر لها. ومن مضر "قريش" التي انتزعت الكعبة المكرمة من "خزاعة"، وأصبحت إلى قريش الرئاسة وحجابة البيت الحرام واتخذت دار الندوة إزاء الكعبة المكرمة فكانت مجمع الملأ من قريش في مشاوراتهم ومعاقداتهم في جميع آرائهم ومن "مضر" هذه القبائل : البتر، وقبائل أخرى يدعون البرابرة نسبة إلى جّدهم الأول المدعو : بَرّ بن قيس، وهذه القبائل تستقر الآن في بلاد "برقة" وفي الغرب منها.
  وتوجد قبائل في برقة تدعى البتر وإن كانوا يدعون "برابره" نسبة لأبيهم الأول : برّ بن قيس*.، وذهب الكثير من النسابين بأن البربر قسمان : البرانس وهم بنو برّ بن سحو بن أيزج بن ولد كنعان بن حام، أما القسم الثاني فهم البتر وهم بنو برّ بن قيس بن عيلان بن مضر .
  وقد استدل على من قال بعروبتهم بقول لبيد بن قيس العقباني بالخمسة أبيات التي تصدّرت هذا البحث في الصفحة الأولى من الحلقة الأولى .     
  وحكي الجغرافي أبو عبيد عبد الله البكرى في كتابه "المسالك والممالك" أن نسابة العرب قالوا أن مضر كان له ولدان :  (الياس وعيلان) وأمهما "الرباب"- ولد لعيلان بن مضر "قيس ودهمان".
فولد لدهمان بنت اسمها (البهاء) وتزوج قيس من (تمريغ بنت مجدل البربري) فولدت له "تمريغ" (برّ و تماضر) وكان البرابرة حينئذ يسكنون الشام ويجاورون العرب ويشاركونهم في الكلأ والمياه ويصهرون إليهم- وكانت البهاء ابنة دهمان  المتقدمة الذكر من أجمل نساء زمانها وأكملهن عقلاً وأدباً فكثر خاطبوها من سائر القبائل من العرب فقال بنو عمها لا يتزوج ابنة عمنا إلا أحدنا، فخّيروها فيمن شاءت فاختارت برّ وكان أصغر إخوته سنـّاً وأكملهم عقلاً، فلما تزوجها حسده إخوته فهمّوا بقتله. وكانت أمه تمريغ وهي ابنة مجدل البربري  من دهاة النساء فبعثت إلى دهمان ، أبو البهاء وعم بَرّ وأعلمته خبر أبناء أخيه وما ينوونه من شرّ لابنها برّ وواعدته على أن تخرج بولدها وزوجته إلى ارض قومها من البربر.

   (إلى اللقاء في الحلقة القادمة )Ü .....


* وبالفعل يوجد سكان يدعون "البتر" وينتسبون حالياً إلى قبيلتي العبيد والبراعصة يتخذون من شرق قرية شبوليا وأم الغزلان مسكناً وتقع هذه المنطقة على بعد حوالي 120كم جنوب غرب البيضاء، استدل عليها صاحب هذه الدراسة والبحث في ذاكرة الأيام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق