الأربعاء، 21 مارس 2012

ذاكــرة الأيــام (حلقة 15)


ذاكرة الأيام 
الحلقة 15
10/10/2011
                                                 بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه

ما هكذا تورد الإبل يا وزير الدفاع

  حدث منذ أسبوع :
المشهد : THE SCENE
اجتماع لوزير الدفاع الليبي جلال الدغيلي مع وزيري دفاع دولتي كل من بريطانيا العظمى وإيطاليا – في طرابلس العاصمة .
الوفدان يدخلان غرفة الاجتماع وفي استقبالهم الوزير المضيف وأعضاء الوفد الليبي
*. ويدخل العقيد أحمد باني المتحدث والناطق الرسمي لوزارة الدفاع فيما يتعلق بتقدّم العمليات العسكرية على الجبهات- محاولاً اتخاّذ مقعد له بين القاعدين من الوفد الليبي المضيف.
  هنا يعترض الوزير الليبي على محاولة جلوس وحضور العقيد أحمد باني مبّرراً وموضحاً بأن هذا الأخير بصفته متحدث أو ناطق عسكري عن وزارة الدفاع- فقط – فلا ضرورة لحضوره ذلك الاجتماع، وفي رأي السيد وزير الدفاع فإن حضوره يعتبر خرقاً ومخالفة وانتهاكاً POLICY INFRINGEMENT للأعراف الدبلوماسية السياسية والعسكرية، وأن عليه،أي العقيد أحمد باني، أن يبقى خارج قاعة الاجتماع حتى انفضاضه وعندها، إذا كان هناك ما يستدعي ضرورة صدور بلاغ رسمي مشترك أو صحفي PRESS    COMMUNIQUE ، فإنه سوف يُبّلغ بذلك لتلاوته.
DISCOURTESY فظاظة وجلافة
  أما  العقيد أحمد باني فقد اعتبر ما صدر عن الوزير الليبي هو أسلوب جانب اللياقة والكياسة واللباقة وكان أقرب إلى الفظاظة والفجاجة والجفاف في التعامل مع مرؤوسين في مثل مركزه ورتبته الرفيعة، وتأسيساً على ذلك فإنه يحق له، أي العقيد أحمد باني، والكلام لا يزال على لسانه، أن يطالب المجلس الانتقالي باعتذار رسمي يصدر عن وزير الدفاع بصفته وشخصه.
  أما كاتب هذه الأحرف فيرجو من السيد الوزير أن يأخذ بهذه النصيحة :
ADVICE  نصيحة :
أعلم أنك كنت ضمن خريجي الكلية العسكرية العراقية عام 1957 مع أخيك المرحوم فوزي وثلاثة عشر طالباً من برقة وخمسة طلاب من طرابلس، وكان ضمنكم أشهر وأشرف سجين وهو السيد أحمد الزبير السنوسي*.، ولابد أنك تأثرت كثيراً بأسلوب العسكرية العراقية في ذلك الزمان، وما به من مبالغة لا داع لها في أغلب الأحيان في تطبيق ما يسمى بأسلوب الضبط والربط (والتعذيب والتذنيب والتأنيب) ، الذي كان يطلق عليه (التدريب) للتخفيف من وقعه على السامعين في عهد الطاغية معمر القذافي، وما حواه ذلك الأسلوب من نظرات دونية احتقارية إلى استعمال للألفاظ النابية من سباب وشتم عند تعامل الضباط مع من هم أدنى منهم رتبة ضباطاً كانوا أم ضباط صف أم جنود- أقول لك أن ذاك الزمان قد ولىّ مع الملك فيصل ونوري السعيد كما ولىّ زمان الطاغية معمر مع زمرته من عسكر ومدنيّين، وانظر أمامك ولا تنظر للخلف فتتعثر خطاك فتسقط مثلما سقط الغراب وهو يقلدّ مشية الحمامة، رعاك الله .
والسلام عليك إن شاء الله


* ملحوظة : إذا كان السيد الوزير قد نبّه العقيد باني بعدم الحضور بشكل مسبق، ومنفرداً به وليس على الملأ، فالحق معه، أما إذا كان الأمر الصادر من السيد الوزير للعقيد باني بعدم الجلوس مع الجالسين في غرفة الاجتماع على مرأى ومسمع من الحاضرين  ليبيين وأجانب فالحق عليه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق