السبت، 24 مارس 2012

إحياء علوم السياسة (الحلقة 5)


تراجع علوم السياسة وغياب الكياسة
فـي ليبيا
الحلقـة (5)                                             بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينه
13/3/2011 م             
المـؤمــن كـيّس فطــن
خرج علينا منذ بضعة ليالي وأطلّ بطلعته البهيّة صاحب النيافة المستشار وتحدث إلينا في موضوع اللحظة وهو "الفيدرالية" فقال من بين ما قال : إن هذه الفكرة والتجمع والمؤتمر الذي عقد وما صدر عنه من قرارات هو بأجندة خارجية ومؤامرة مصدرها بعض الدول المجاورة لدعم فلول الهاربين المقيمين بتلك الدول . وتضمن الخطاب بعض التهديدات المبطنّة متهماً السيد أحمد الزبير السنوسي سليل الأشراف والذي كان عدد سنين نفيه خارج الوطن أيام النظام الملكي، وسجنه داخل ليبيا أيام حكم الطاغية =31 عاماً إذ أنه قد كان قد ظُلم من قبل الملك السابق وكذلك من قبل الطاغية المقبور .

وكان خطاب السيد المستشار أيضاً قد كال المديح والعرفان للدول الصديقة وهي (قطر وفرنسا والامارات) وهو لم يسميها بالاسم مؤكداً أنه لولا هذه الدول وتدخلها في الوقت المناسب لدحر الأرتال من كتائب القذافي يوم السبت 19/3/2011، لكانت قد وقعت مجزرة في بنغازي . ونحن أيضاً نشكرهم جزيل الشكر، ومن المؤكد أننا سوف نرد لهم الجميل مضاعفاً بأية صورة وهيئة وشكل ... ولن ننساهم لأننا ندرك أنه في هذا الزمان لا يوجد عون بالمجان !!
ولكن وأخالك متفق معي على أنه كان من الأنسب والواجب واللازم أن تتذكر وتذكر الشهداء من أطقم نسور الجو في قاعدة بنينا الجوية الذي كان لهم الدور الرئيسي في تعطيل تقدم أرتال العدو وحرق ما استطاعوا من آليات وذلك في حدود الامكانيات المتوفرة لديهم . إلى أن وصلنا المدد من الأصدقاء حيث دمّر غالبية تلك الأرتال وأجبر القليل الباقي على التقهقر ناحية الغرب ، ويجب ألا ننسى الشباب الليبي من سكان الكيش والحميضة والفويهات وطابلينو الذين أخذوا زمام المبادرة لمواجهة هذا العدو الغادر وهم مجردون من أي سلاح عدا زجاجات المولوتوف المصنعة محلياً ووقتياً بالإضافة إلى (الجولاطينة)TNT وكذلك مقاومتهم للدبابات والآليات بواسطة صب الزيوت بمئات الغالونات على الطريق الممهّد قرب جسر طرابلس مما جعل من المستحيل على الدبابات والآليات التي تسير على عجل أو جنازير أن تتحكم في القيادة والتقدم فانحرفت عن الطريق وفقدت بذلك السيطرة على القيادة والتحكم في المدفعية فتركوها ولاذوا بالفرار كالجرذان .
يا صاحب النيافة : هؤلاء الأبطال سواء من الشهداء أو ممن لازالوا على قيد الحياة ألا يستحقون منك ترحماً وتكريماً والسؤال عن أسمائهم لكي يكرموا وتتذكرهم ليبيا يوم 19/3/ من هذا العام بمناسبة حلول الذكرى الأولى لذلك الحدث الرهيب ؟؟!
لقد تذكرت وانا أشاهدك وأسمع خطابك ، تذكرت الولد سيف أبيه مساء يوم 20/2/2011 وهو يهدد (الليبيين بأصبعه الذي قطعه له ثوار الزنتان) يهددنا بالحرب الأهلية والتقسيم وحرق النفط والغاز – قائلاً يا عرب برقه (بالحرف الواحد) ! ولو أنه بدأ خطابه بالترحم على الشهداء لكان الشعب قد غفر له وسمع له لكن الحمد لله الذي شاء أن يهزم هذه العائلة وتتفرق أيدي سبأ في شتى الأصقاع والويل والثبور لهم هم وأزلامهم ومن على شاكلتهم في الداخل والخارج .
وربما تسألني كما سألني غيرك : ما هو موقفي من الفدرالية ؟ وما رأيي ؟
أقول لك : بالله عليك ليس هذا هو السؤال في هذا الوقت بل إن السؤال هو : من وما الذي دفع هؤلاء إلى عقد ذلك المؤتمر واتخاذ ذلك القرار وهو انفصال برقة ؟ وفي هذا الوقت بالذات ؟ لابد وأن يكون هذا الأمر فوق طاقتهم واحتمالهم وأنهم قد ضاقوا ذرعاً بإدارتكم المتثاقلة وأمركم المريب وسلوككم المثير للشبهات ، والخوف من الآتي وهو أعظم ، فلا طمأنينه ولا استقرار ولا أمن ولا أمان لا في الحاضر ولا في المقبل من الأيام ! ويمكنكم أن تجتمعوا برؤسائهم وتستمعوا إليهم ، فلربما يأتي الحل من هذا الطريق !!!
* ومنهم على سبيل المثال لا الحصر : الصلابي–السّمين–العقيلي–الورفلي وغيرهم .



 ؛؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق