الأربعاء، 21 مارس 2012

ذاكــرة الأيــام (حلقة 14 ج 1)


ذاكرة الأيام 
الحلقة 14
الجزاء الاول
10/10/2011
                                                   بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه

وامستنصراه !! أغثنا
فقد غزانا أحفاد كسيله والكاهنه داهيه
مجدّداً
بسم الله الرحمن الرحيم : " ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون "
"الحشر-19"

قال لبيد بن قيس العقباني :
ألا أيها الساعي لِفُرقةٍ بَنَينا \ توقف هداك الله سُبْلَ الأطائِبِ
فأقسم أنّا والبرابُر إخوةٌ \ تناِولْنا جَدُ كريمُ المنَاَسِبِ
أبونا أبوهم قيسُ بن عَيلانَ \ في الذُرى له حَومـهٌ تُشْفِي غَليلَ المُحَارِبِ
وَبَرّ بُن قيسٍ عُصْبة ٌ مُضِرية ٌ \ وفي الفرعِ مِن أَحْسَابِها والذوائِبِ
فنُحن وهم ركنُ منيعٌ وإخوة ٌ\ على رِغْم أَعْداءٍ لئِامِ المنَاقِبِ

 خرج علينا بالأمس من حسبناه أخاً من إخوتنا الأمازَيِغْ يبارك ثورة 17 فبراير ويؤيدها ويناصرها، وإذا به شخص موتور عدواني الخطاب هجومي الدعاية والدعوة، غير متمرس، يجانبه الذوق والكياسة والتأدب في تقديم ما يهدف إليه، يرفض الاستماع إليه أو الاجتماع به كل عاقل ناضج مخافة الاصطدام به ذلك لتوتره وقّلة مفهوميته وعدم إدراكه لما يدور حوله وجهله بما رواه التاريخ وسطره المؤرخون، وذلك تعكسه مطالبه وأسلوبه في عرضها. فماذا كان من بين مطالبه ؟
أولاً وللحق أقول أنني  لم أستمع إلى الخطبة كلها لأنني لم اعد أحتمل ما ورد من توصيف لأسلوبه أعلاه، فأصابني ما يشبه الغثيان والغيبة عن الحضور وتشتت الذهن، ولذا لم أعي تفصيل ما كان يهذر أو يقول.
 ولكن قد تجمّع لدى صورة مهزوزة ومغبّرة من مطالبه تلك منها الاعتراف بلغة الأمازيغ، وهي ليست بلغة لكنها لهجة وليس لها مقومات اللغة، واعتبارها لغة رسمية للبلاد، إلى جانب مدارس لكل مراحل التعليم بما في ذلك التعليم الجامعي ويعني ذلك  بالطبع"أمزغة" المناهج والكتب والمراجع وفي المجمل إقامة دولة داخل دولة مثل الفاتيكان-  أي دولة بدون مقوّمات سوى "مصنع بوكماش"!! أما العلم الوطني فهو قد رفع على أسطح المنازل وربما المنشآت إلى جانب علم الاستقلال منذ 17 فبراير وهو يحمل رسمة لا معنى لها وهي أقرب إلى الحروف العبرية أو شعار قناة الانفينتي .
 والآن لنبسط الأشياء بالنسبة لخطيبنا الامازيغي المفوّه، ونستعرض أمامه ماذا رواه التاريخ عن إخوتنا الأمازيغ رعاهم الله من الفتنة:
  في البدء كان البربر يقطنون أرض فلسطين مع بني إسرائيل عندما كان بنو إسرائيل أولى صوله وعظمه حتى تسلّط عليهم بختنصر البابلي، ودمّر بيت المقدس واستولى على خزائنه بما في ذلك التابوت الذي فيه عصا موسى والسكينة وعمامة هارون، فضعف أمر بني إسرائيل وقويت شوكة البربر وتغلبوا على بني إسرائيل وأخرجوهم من ديارهم ودامت تلك الحال إلى أن أصبح طالوت ملكاً عليهم بأمر من أحد أنبيائهم الذي يدعى صموئيل (قالوا أنىَّ يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال. قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم، والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم وقال لهم نبيهم أن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين) "البقرة 247-248"
  وعندما  قبل بنو إسرائيل طالوت ملكاً عليهم بعد معارضة شديدة، أمرهم بالتأهب لقتال البربر، واستعد البربر لقتال بنى إسرائيل تحت قيادة جالوت، والتقى الجمعان في معركة حامية الوطيس وكان نبي الله داوود عليه السلام في جموع بني إسرائيل يحارب البربر ( ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين* فهزموهم بإذن الله وقتل داوودُ جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمّه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل عظيم)
 صدق الله العظيم "البقرة 250-251"
  ولما قُتل جالوت قائد البربر تفرّق جيشه وولىّ الأدبار، واستولى طالوت على عسكر جالوت وأمواله وغنم جميع ما معه، وأخرج البربر من أرضه أرض فلسطين وبعث مع من تبقى منهم من أرشدهم وقطع بهم أرض فلسطين.
  وتجاوزوا النيل وتوجهوا نحو المغرب وسكنوا بلاد برقة والمغرب وهذا ما قاله المؤرخون في سبب حلول البربر في برقة والمغرب ومن أين جاءوا، وهم من ذرية حام بن نوح عليه السلام.
  وقال جورجي زيدان في تقسيم الحاميين : ينقسم الحاميون إلى قسمين شرقيين وغربيين فالحاميون الشرقيون : هم قدماء المصريين وبقاياهم الأقباط وكذلك الأحباش، أما الحاميون الغربيون : فينقسمون إلى قسمين رئيسيين : القسم الأول : الشلوح: والقسم الثاني : الطوارق، وهؤلاء يعيشون في الصحراء وهم بدو رعاة يجتمعون فيها قبائل متحالفة ويتميزون عن غيرهم باللثام يتقون به الرمال .
 وتقيم قبائل الشلوح في المغرب الأقصى وكانت قد تفرقت منهم قبائل وأفراد إلى بلاد الجزائر وغيرها من إفريقيا وقد تعرّب البعض منهم وتخلّق بالأخلاق العربية، لكن عند مخاطبتك شخص منهم تفهم من بلبلته "عجمته" من أول وهلة ذلك لأن الأًصل في لهجتهم : الصعوبة .
  ونقترب قليلاً إلى تحديد أقسام العرب فنقول :
ينقسم العرب إلى ثلاثة أقسام : عاربة، متعّربة ، مستعربة
    أما العاربة فهم ما يسميهم التاريخ بالعرب البائدة كانوا بالجزيرة، ومنهم عاد الذين كانوا بالأحقاف في حضرموت ومنهم، ثمود الذين كانوا يسكنون بين الحجاز والشام، ومنهم طسم وجديس باليمامة، وكانت هذه اليمامة أخصب البلاد وأعمرها وأكثرها ثماراً وحدائق وقصوراً، وقد كفروا أولئك الأقوام بنعمة الله فأبادهم الله تعالى، وذلك سبب تسميتهم بالبائدة لأنهم انقرضوا عن آخرهم فلم يبق سوى أخبارهم . بسم الله الرحمن الرحيم
"ضرب الله مثلاً قريةً كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون" (النحل 112-113) صدق الله العظيم

   (إلى اللقاء في الحلقة القادمة ) .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق