الأربعاء، 21 مارس 2012

سيناريو الخيانة "الحلقة 1 "


سيناريو الخيانة
ثورة الأمل تتحوّل بمرور الوقت إلى ثورة الخيبة
الحلقـــــة(  1  )                                                                بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينه
4/1/2012 م             
ثورة الشك وسيناريو الخيانة
ذكرنا فيما ذكرنا في الحلقة الرابعة التي عنوانها " لابد من الشك حتى نصل إلى اليقين " – في الصفحة الثالثة – أن سيادة المستشار كان قد قدّم الملايين من الجنيهات الليبية على شكل رشوة لعقلاء وشيوخ مدينة البيضا لتوزيعها بمعرفتهم على شباب هذه المدينة كيما يتراجعوا عن المشاركة في التظاهرة المدعو إليها عن طريق الفيس بوك ، أمام السفارة الإيطالية في بنغازي يوم الأربعاء 16/2/2011م إحتفالاً بالذكرى الخامسة للمظاهرة التي كان إستشهد فيها عدد من الشباب ، ومنهم الذي أنزل العلم الإيطالي من فوق سطح السفارة الإيطالية وأضرم فيه النار ، وذلك بإطلاق الرصاص عليه بواسطة قوات الأمن الداخلي والشرطة بأوامر مباشرة من الراهبة هدى بن عامر (أم الدكتورة هناء) .
وقلنا أن عقلاء وشيوخ البيضاء قد ردّوا الهديّة   على صاحبها ، وأوضحوا موقفهم حيال هذا الأمر بأن قالوا : سكان وشباب مدينة البيضا لا يبتغون من النظام شيئاً إلا التنحّي أو الرحيل !! وخروج مبعوث القذافي مكسور الجناح ، مطأطئ الراس ، يجرجر ذيول الخيبة ... بعد أن ودّعوه وكسروا الزير وراءه !!
واليوم في هذه الحلقة نصل ما كان قد إنقطع فنقول :
إن أي نظرية لابد أن تتركب من حقائق تؤسّس وتبنى عليها ، وكذلك فرضيات تنطلق من تلك النظرية ، وتتشعب منها إحتمالات لتصبّ في مصب واحد .
والنظرية التي نحن بصددها الآن هي : القمع المنهجي أو الممنهج Methodical Suppression
والتي بدأ تطبيقها يوم الإثنين 14 فبراير 2011م في مدينة البيضا بمحاولة عبثية وذلك بتقديم الرشوة لرؤساء الشعب وحصل رفضها .
هذه حقيقة مشهودة ومشهورة وواقعة لا يقدر ولا يجرؤ أحد على إنكارها . ومن هذه الحقيقة التي هي جزء من النظرية التي نحن بصددها اليوم تنطلق فرضيات وتتشعب  منها إحتمالات تصبّ كلها في مصبّ واحد في نهاية الأمر وهو : إحتواء الحراك مقدمة لإجهاض الثورة المحتملة ، ومن ثم صمود النظام وبقاؤه .
Containment of Movement as prelusion for Abortion of Potential Revolt, and hence,  the regime will hold out .
وهذا ما حاول السيد المستشار أن يفعله بإيعاز من الطاغية صهره بطريق الرشوة غير أنه فشل . وماذا بعد؟
بعد ذلك بالطبع تنطلق الفرضيات والإحتمالات بعد أن تحقّقنا من النظرية فماذا حدث بعد ان كُسر الزيرُ وراء السيد المستشار الذي كان بمثابة أداة إستعملها الطاغية لتحقيق صمود النظام وبقائه ، ذلك بإتباع أسلوبالقمع الممنهجMethodical Suppressionكما أسلفنا ، وهو أسلوب من الممكن أن يطلق عليه مصطلح :الجزرة والعصا ، في البداية ، أي طريق الترغيب والترهيب والوعيد والرشوة The Stick & the carrot وتقول الفرضية أن السيد المستشار بعد أن خاب مسعاه وفشل مبتغاه ، عاد إلى من أرسله في هـذه المهمّـه

التي لم تشرّف رسولاً أو مبعوثاً في التاريخ إضطلع بها ، فإجتمع الإثنان الباعث والمبعوث ليتداولا على طاولة البحث ماذا هم فاعلون ! وإتفقا على ما يلي :-
1- إذا تحولّت التظاهرة إلى تخريب وعنف ورفع شعارات تمسّ عناصر النظام أو العائلة أو الهجوم على مؤسسات النظام المدنية أو العسكرية أو الأمنية ، فإنه يتوجب على من أنيطت بهم مسئولية حماية النظام ، الحيلولة دون هزيمته ، وذلك بإستعمال كافة أنواع أسلحة القمع القاتلة لسحق هذه المحاولة ولمحو مثل هذا الحراك ، ولا مجال لإستعمال أسلحة ووسائل تقليدية للتفريق مثل الغازات المسيلة للدموع ، والرصاص المطاطي والعصيّ المطاطيّة ، وخراطيم المياه الساخنة ، لمكافحة مثل هؤلاء الجرذان ، لأنها تعتبر حلولاً تلفيقية تلجأ إليها الأنظمة الضعيفة فقط ، لذلك فإنه لابد من سحقهم ومحوهم تماماً من على وجه الأرض .
ويجتمع الباعث والمبعوث أو الطاغية وأداته لوضع المخطط الرهيب وكافة الإحتمالات على طاولة البحث وقتلها دراسة وتمحيصاً ، بعد أن فشلت الخطة الأولى من نظرية : الجزرة والعصاThe Carrot and the Stick
، تقرر التحول إلى الخطة B "ب" وهي ، لا قدر الله ، تقُدمُ الخارجين عن القانون من الجرذان وإحرازهم أي إنتصار علينا ولو كان بسيطاً ومؤقتاً ولا يعوّل عليه فإنه يتوجب على المسئولين والمناط بهم حفظ الأمن وإستقرار البلاد والحفاظ على إنجازات ثورة "الفاتح" ألاّ يألوا جهداً ولا يدخدّروا أداةً ولا وسيلة للقضاء على هذه الفئة الضالة والمضلَّلة والمدعومة من الخارج بالأموال وعقاقير الهلوسة والوعود الخلابة والكاذبة بالحصول على مراكز قيادية وحساسة في الدولة الجديدة بعد إنهيار النظام ، لا سمح الله . كما سيتم إطلاق ذوي القبعات الصفراء الوحوش والمدربين على مواجهة مثل هذا التمرد ، إطلاقهم من معاقلهم لينقضّوا على تلك الجرذان ليتم إعدامهم وحرق جثثهم وإلقائها في البحر على الفور . كما سيتم تسريح مساجين من سجن "الكويفية" من المحكومين في قضايا جنائية بما في ذلك الإعدام وسوف ُيلقي في روعهم بأن " الفاتح " قد إتخذ قراراً بالعفو عنهم ، وفي المقابل يجب أن يتصدوا لهؤلاء الجرذان ويمحوهم من على سطح " أرض الجماهيرية " .
وبالنسبة لمن يمتنع من حرس كتيبة " الفضيل " وجنودها عن إطلاق الرصاص على المهاجمين من الجرذان والدفاع عن حصن " الفاتح " ، أي كتيبة الفضيل في بنغازي – هذا في حالة أن كانت هذه الكتيبة مستهدفة من هؤلاء المتمردين – فإن إعدامهم سيتم في اللحظة بواسطة من سيتم تكليفهم بالفعل – وهم عناصر الحرس الثوري وكتائب القبعات الصفراء ، وعلى رأسهم عبد الله السنوسي ، والساعدي معمر ، وناصر الحسوني والبغدادي المحمودي وعمر اشكال ، وإذا لا قدر الله أن إنتصر هؤلاء المتمردين وهُزمت ثورة الفاتح فإنه سوف يتوجّب علينا التحوّل إلى الخطة ج " C " وهي : إحتواء التمرد بالكيفية الآتيـة :
Containment of the Rebels


    ؛؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق