الأربعاء، 21 مارس 2012

ذاكــرة الأيــام (حلقة 11 ج 2)

ذاكرة الأيام 
الحلقة 11
الجزاء 2

ولازلنا بصدد المحاولات للبحث عن الفايروس
Still Searching for the virus
                                                           بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه


(2)   بعد مقابلة آرمند جوليوس هامر للملك إدريس، وبعد أن فشلت أمريكا (كندي) في استمالة ولي العهد المرحوم الحسن الرضا أثناء زيارته لأمريكا في أكتوبر 1962 (والتي دامت شهراً كاملاً) – بدأت المخابرات الأمريكية تبحث عن عملاء لها في الوسط المدني والعسكري .
   ولقد كان لأمريكا ثلاثة أهداف رئيسية في الشرق الأوسط :
1-    محاصرة المد الشيوعي والقضاء عليه بعد أن قلصّت بريطانيا نفوذها وقواتها في المنطقة خصوصاً بعد حرب السويس 1956 
2-    ضمان تدفق النفط
3-    ضمان بقاء وتفوق الكيان الإسرائيلي (الصهيوني) في فلسطين



     ومن أجل تحقيق هذه الأهداف كرّست أمريكا جهدها لإقامة حكومات تدين لها بالتبعية في المنطقة . وبعد اكتشاف النفط في إبريل 1959 أصبحت ليبيا هدفاً للهيمنة والأطماع الأمريكية .
    في بداية الأمر اهتمت المخابرات والسفارة الأمريكية بقيادة السفير ديفيد نيوسم           David Newsom   ( الذي شغل منصب سفير من أكتوبر 1965 إلى  يونيو 1969  – حين استبدل بجوزيف بالمر Joseph Palmer ) اهتمت بخريجي مدرسة الزاوية العسكرية وبعض ضباط كتائب طرابلس وأغلبهم برتبة نقيب أو رائد وفتحت لهم بوابة مطار الملاحة بطرابلس Wheelus الذي سماه الطاغية بمطار قاعدة امعيتيقه عام 1986، بعد غارات الرئيس الأمريكي رونالدريغن ( الوهمية – والمتفق عليها سلفاً مع الطاغية لتلميع صورته) ، وذلك بأن أنشأت عدّة بارات وكازينوهات ومراقص- كان أشهرها كريزى هورس (Crazy Horse ) أي الحصان المجنون، حيث يرتاده الضباط من جيش وشرطة لاحتساء الخمور ومجالسة الفتيات المستوردات من الخارج خصيصاً لهذا الغرض. وكانت أكثر المشروبات تقدم للحاضرين بالمجان أو بأسعار رمزية زهيدة. وزرعوا هؤلاء الضباط الذين يرتادون هذا المأخور عملاء عرب أغلبهم فلسطينيون ذلك من أجل مراقبتهم واختيار من يصلح منهم للتعاون والدعم- غير أن السلطات الأمريكية نفضت أيديها عن أولئك الضباط بعدما أدركت أن أغلبهم لا يصلح للمهمة !!


(3)   تجنيد عملاء AGENTS RECRUITMENTS
   نجح الأمريكان في تجنيد أربعة ضباط من الرتب الصغيرة أثناء وجودهم في أمريكا لحضور دورات تدريبية، ورسب أغلبهم في الاختبار العلمي مثل (نوري شعلان-  وهذا اسمه الحركي لدى المخابرات الأمريكية) والمعروف بتهوّره وحبّه للظهور والذي كشفته المخابرات المصرية بكل سهولة خلال شهر يوليو 1966 أثناء وجوده في القاهرة في مهمة ساذجة لجمع معلومات للمخابرات الأمريكية. وعند وصوله إلى مطار بنغازي قادماً من القاهرة هرع شعلان إلى اللواء نوري الصديق (رحمه الله) رئيس الأركان- الذي كان في استقبال رئيس الأركان التركي- وسرد له تفاصيل ما كان يفعل في القاهرة ظنـّاً منه أن الضباط المتجمعين في المطار كانوا في انتظاره للقبض عليه. أدلى شعلان باعتراف كامل حول مهمته الساذجة في مصر وحُكم عليه بالحبس سنة وطرده من الجيش .




         (إلى اللقاء في الحلقة القادمة ) .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق