الخميس، 22 مارس 2012

نظرية تقول بضرورة تغوّل الثورة (الحلقة 3)

نظرية تقول بضرورة تغوّل الثورة
الحلقـــــة (3)                                                                  بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينه

14/2/2011 م             

على أن التغّول ليس من صناعة العالم العربي وحده – ولو أنه كان قد بدأ في العصر الأموي السفياني المرواني الحجّاجي خلال العام 60هـ الموافق 680 للميلاد – لأن الغرض من التغّول هو تثبيت السلطة بفرض القانون بشقيّه الشرعي والوضعي ليستتّب الأمن والأمان وينتشر العدل، وإذا كان يؤخذ على بني أميّة الظلم والجور فلعل ما كانت تقتضيه سياسية "الملك" وتفرضه مصلحة الدولة في الظروف الحرجة لاسيما إذ كان الخارجون عليها والعابثون بأمنها من الأشدّاء في نضالهم والمتعصبين لعقائدهم، فالدولة لا تستقرّ إلا بالأمن فهو العنصر الأساسي لازدهارها في جميع أوجه الحياة .
واليوم نجد ثورة 17 فبراير وجهاً لوجه مع أمثال هؤلاء العابثين بأمنها واستقرارها، ولو كان هذا العبث في صورة نبش قبور أو نسف تماثيل بصرف النظر عن شخصيات من هم بداخل تلك اللحود وزمنهم الموغل في القدم، أو تماثيل لشخصيات عفا عنها الدهر وطويت صفحاتهم طيّ السجل، إلا أن مثل هذا العبث في حال التفتت عنه الثورة والسلطة أو صرفت عنه البصر أو سمحت به أو تجاهلته فهنا يقع الخطأ المميت وبدلاً من تغّول السلطة فيتغّول المتمردون ويزدادون جرأةووحشية وجسارة لتحقيق أهدافهم وأطماعهم في الولاية والحكم دون موهّل أو مبايعة أو انتخاب بالوسائل العبثية والإجرامية، فعندئذ يتوجّب على الدولة القائمة وهي ثورة 17 فبراير حتى ولو كانت انتقالية في هذه الحالة إصطناع الأيدي الحديدية لقرع رؤوس المعاندين، وايجاد السيوف الماضية لقطع الرقاب وإستعمال أمثال زياد ابن أبيه، والحجاج بن يوسف الثقفي في العهد الأموي، وأبو العباس الملقّب بالسفاح في أوائل العهد العباسي الأوّل، لقتال المعارضين بدون منطق والمترصدين لهدم قواعد الدولة الحديثة التي كان ثوراها الشباب قد أقاموا أسسها وباشروا توطيد أركانها، وذلك باستعمال الشدّة والإرهاب والترهيب في مواجهة نبّاشي القبور وهادمي الأضرحة، لتوطيد الأمن والاستقرار. إن الذي يحدث في قرى بني وليد أو الكفره أو سبها وأماكن أخرى في الجبل يجب على الثورة قمعه بقوة وبعنف وبضراوة وبصرامة حتى تُعطى الدروس والعبر للمتربّصين في الأمصار على تخومنا من الذين استمرءوا الغدر والخيانة والتحدّي بالتخطيط والاتصال بمن تبقّى من ذرية "عبد الله بن أبيّ بن سلول" المقبور بمكان قفر في صحراء ليبيا، وإشعار الدول التي تؤويهم بأنهم (إذا رءوا نيوب الليث بارزة فلا يظنون أن الليث يبتسم) ونعود إلى نظرية التغّول فنستطرد : أنه من نافلة القول أن "التغول" ليس من صناعة العالم العربي المعاصر فقط بل سبقتهم دول أخرى إلى ذلك منذ قرون، فمثلاً في بريطانيا التي كانت دول ملكية دستورية ببرلماناتها ومجالس لورداتها وأمنها وأمانها قفز وأطبق على خناقها في العام 1649م عسكري رفيع الرتبة (لواء) من أصول ايرلندية، وفي نفس الوقت عضو في البرلمان هو أوليفر كرومويل Oliver Cromwell، وحكم بريطانيا بالحديد والنار نحو حقبة من الزمن خاض خلالها الحروب الأهلية وسفك الدماء في اسكوتلندة محققّاً توحدّها مع ايرلندة وانجلترة وويلز وبعد أن كان اسمها British Islesأي الجزر البريطانية أصبحت تعرف بـ المملكة المتحدة United Kingdom، ثم بعد زمن يسير أصبح اسمها بريطانيا العظمى Great Britainثم بعد ذلك أصبحت تُعرف باسم جديد هو الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس وذلك لاتساع رقعة نفوذها في شتى أصقاع الكرة الأرضية .
عامل شعبه بقسوة لا مثيل لها لتحقيق أغراضه وطموحاته البعيدة : أعاد اليهود بعد أن كان قد تم إبعادهم ونفيهم بوحشية خلال العهد الملكي أيام حكم الملك الأسبق ادوارد الأول ونتوقف هنا عند شخصية هذا القائد الانقلابي كرومويل ومن هم وراءه من سادة الذهب اليهود والمرابين في فرنسا وهولندة وألمانيا الذين قرّروا أن انجلترا بالذات يجب أن تكون الهدف الأول الذي يطبقون فيه مناهجهم المدروسة لإثارة الفوضى الشاملة والهيجان العالمي خدمة لصالحهم – وليس بعيداً أو بمعزل عن الموضوع، نذّكر بأننا في حلقة سابقة من ثورة 17 فبراير في الميزان وإلى أين، كنا قد أوضحنا وأثبتنا أن الطاغية المقبور كان قد تبناه المستشار النمساوي برونوكرا يسكي اليهودي الصهيوني في العام 1964 وتولاه بالعناية والتوجيه وأفهمه أنه عليه أن يدرك أنه من أصول يهودية وأنه مكلّف بتوجيهه وإرشاده إلى السبيل المرصود له وأنه سوف يكون له دور تاريخي ليس لحكم ليبيا فحسب بل والعالم العربي والإسلامي والأفريقي وهو مكلّف من قبل اليهودية الصهيونية العالمية للقيام بهذا الدور الذي سوف يوصله إلى أعلى المراتب العالمية .

؛؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق