الثلاثاء، 20 مارس 2012

ما هكذا تورد الإبل يا هيكل ! (الحلقة 15)

هيكـــل :  السيكوباتي المتوهم        (15)   

  The Psychopathic  Illusionist HAIKAL   


  15/12/2011م                                     بقلم / إبراهيم السنوسي امنينه   

لماذا يهاجم هيكل الزعماء عندما يكتب عنهم بعد موتهم وليس قبل ذلك ؟

وهل هو عرض مرضي ؟

في كتابه " زيارة جديدة للتاريخ " طالعنا مؤلفه الأستاذ/ محمد حسنين هيكل بمقابلات له مع أكثر من سبع شخصيات عالمية منها الرئاسية والزعامية ومنها القيادية العسكرية ومنها الملوك والعلماء ، ونذكر منهم ألبرت آنشتاين ، وخوان كارلوس ، والمارشال مونتغمري ، ونهرو ، وعبد الناصر ، ورجل البترول الإقتصادي الأمريكي جون روكفيلر ، ويوري أندروبوف ، وسكرتير الحزب الحاكم في الإتحاد السوڤيتي قبل أن ينهار ، وكان يشغل رئيس جهاز الـKGB  للإستخبارات في وقت أسبق . وعندما صدر له هذا الكتاب ، كانت كل هذه الشخصيات في ذمة الله ما عدا خوان كارلوس ، ملك أسبانيا ، الذي لم يقل عنه شيئاً يستحق التحّرى والذكر إلا رواية مضحكة وهي أنه أثناء مقابلته مع هذا الملك رن جرس الهاتف وإذ بالملك الحسن الثاني ، ملك المغرب ، كان على الخط ، وتحدث مع الملك خوان كارلوس يلومه ويعتب عليه بسبب عدم تعزيته في أحد أركانه وهو " الجنرال الدليمى" .


ومن لا يعرف القليل عن الأعراف الدبلوماسية ، وأبسط القواعد المتعلقة بالإتيكيت Etiquette المتعارف عليها في أروقة البلاطات الملكية Royal Courts ، يعرف أنه عندما يكون هناك إجتماع بالملك منعقداً مع أي شخصية أو شخصيات سياسية محليّه كانت أو أجنبية ، فإن قاعة الإجتماعات تكون خالية تماماً من أية خطوط أو اجهزة إتصالات منعاً للـInterruptions  أي المقاطعات وأنه عندما يحصل أي إتصال مهم بالملك من الخارج أو من الحكومة بالداخل فإن السكرتارية أو المراسم Protocole تتولّى الرد عليه نيابة عن الملك .

وهكذا تكون رواية هيكل هذه ، بناءً على الملاحظة الواردة أعلاه والمتعلقة بالملك الحسن ، مدعاة للضحك والسخرية ، ولا داعي لذكرها من الأساس ، إذ أنها ككذبة كبرى تضع كل ما جاء بعدها في الكتاب يصبّ في خانة الكذب والهراء والتجنيّ . وعندما ينتقد النقاد أمثال المفكر العراقي البروفسور سيّار الجميل ، والأستاذ فؤاد زكريا عندما ينتقدون محمد حسنين هيكل يقولون أن هذا الأخير قد خسر الكثير والكثيرمن المعاني الرمزية التي كان يمتلكها والتي كانت مزروعة في ذاكرة النخب العربية . كما وإهتزت حتى قناعات البعض من أولئك القوميين بمختلف إتجاهاتهم وتياراتهم .. إذ كيف يمكن للمثقف العادي أو السياسي المحترف أن يكون بعيداً عن المؤرخ الناقد المتخصّص الذي يفهم لوحده طبيعة اللعبة في كتابات هيكل – كيف يمكن له أن يثق بما كتبه هذا المتوهم على إمتداد حياته من كتابات فيها معلومات وتواريخ وتقييمات وأحكام ، وبالفعل فإنه مهما استثنينا واستبعدنا من مقالات صحفية كان قد كتبها هيكل في صدر شبابه ، كونها تعّبر فقط عن إرهاصاته ، فإن هناك من المفكرين والمؤرخين من يعتبرون تلك المقالات ملوّثة هي الأخرى !إنه في كل كتاب من أغلب كتبه ، كان هيكل يتعمد إقحام علاقته بعبد الناصر وكأنه مريده وتلميذه منذ أيامثورة يوليو 1952 ، إلا انه يصّور لقرائه بأنه المسيطر الحقيقي على عبد الناصر وقراره ، غير أن الحقيقة مخالفة تماماً لما أدعّاه هيكل .ويبدو أن هيكل متوهم حين يظن أنه قد كشف عن أسرار لم يكن يعرفها غيره ومعتقداً ، وهذا هو سّر عقدته ، إنه قد شارك في صناعة التاريخ لا في كتابته فحسب وإن الزعماء العرب لا دراية لهم من دون أن يوجههم ويرشدهم محمد حسنين هيكل !! وأنه مستودع أسرارهم وراصد حركاتهم وسكناتهم ، وهو يعرف مخادع نومهم وتفصيلات برامجهم ومناهج بروتوكولاتهم . لقد اتضح بل وانكشف الآن عند الهزيع الأخير من عمر هيكل ورؤية نتاجاته ، ما كتبه من الأسرار والمعلومات والأفكار والأخبار والآراء التي رواها وحكاها له زعماء عديدون لم ينشرها في حياتهم إنما أبقاها ، إن كانت صحيحة كما يدّعي ،كي ينشرها بعد وفاتهم واحداً بعد الآخر ، ومنهم جمال عبد الناصر ، ومحمد رضا بهلوي ، وأنور السادات وملك الأردن حسين بن طلال ، والملك الحسن الثاني ، وغيرهم من الزعماء والمسئولين العرب وغير العرب ، وبالفعل فقد قعـد في انتظار نهاية اجلهم كي يبدأ في نشر تفاصيل وأسرار حياتهم ، وسياساتهم وطبيعة علاقاتهم ثم يكرّس الصفحات الطوال لتدبيج لقاءاتهم معه وما كانوا قد حكوه له وسألوه عنه إلى آخره .. من بضاعته المعهودة ناهيكم عن دور هيكل في رسم طريق تلك الدولة فضلاً عن دوره في الكشف عن أسرار زعيمها ، وعلاقاته ، وارتباطاته وزياراته ، فلماذا يا ترى تظل المعلومة الخطيرة ، حسب ما يراه هيكل ، في أرشيفه الخاص ولا يفكر في نشرها إلا حين يكون شهودها غائبين !؟؟ولدينا سؤال آخر وهو لماذا يحرص هذا الرجل دوماً على أن يضع نفسه (في مركز الأشياء) و (فيبؤرة الحدث) ، محاولاً أن يضع الآخرين (الذين من حوله) بعيدين عن تلك البؤرة والمركز مهما كان شأنهمومهما بلغت قيمة ذلك الآخر ؟؟ وهذا سؤال خطير بطبيعة الحال فهو ينتظر إجابات حقيقية تكشف فعلياً عن سيكولوجية هذا الرجل ، وتأثيرها من خلال ما تسقطه كتاباته على الآخرين .. ولكن من هم الآخرون؟ إنه يختارهم دوماً أو بالأحرى يلتقطهم من ذوي الكاريزمات التاريخية الباهرة ، وسرعان ما يضعهمجميعاً في نقاط خلاف سياسية معه بعد أن يجعلهم مهتمين به أشد الاهتمام ، وإن لا عمل لديهم إلا السعي لملاقاته والتحدث إليه ساعات ، وإنه يستجيب لذلك من خلال المهام الموكولة إليه ، ثم يدخلمعهم في جدال مصّوراً إياهم كونه من مستواهم أي هؤلاء الشخصيات والزعماء ، فيعطي لنفسه الحق أن يجيبهم بحّدة !! كما ويحرص على أن يُشعر القراء إنه يعرفهم منذ زمن طويل وأن ثمة ذكرياتيحملها حتى عن مشتريات خاصة بهم من أحد أسواق القاهرةPrivate Shopping from Cairo moles .

إن الذي شاهد حوارات تلفزيونية كان قد قدمها وأدارها الأستاذ أحمد منصور من قناة الجزيرة فييوم من الأيام مع المرحوم السيد حسين الشافعي نائب رئيس مصر الأسبق ، عن ذكرياته وما تضمّنه كلامه من المعلومات والذكريات والأفكار والتقييمات الموزونة ، والاعترافات بالأخطاء ,هذا الرجل الذي عاصر عبد الناصر على امتداد سنوات عهده وكانت له ارتباطات وعلاقات ومناصبوأدوار ، لكنه لم يصنع من نفسه أسطورة تاريخية لا تضاهى مثلما فعل هيكل أو حاول أن يفعل !!!

                                                                                                                    ؛؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق