الخميس، 22 مارس 2012

نظرية تقول بضرورة تغوّل الثورة (الحلقة 4)

نظرية تقول بضرورة تغوّل الثورة
الحلقـــــة (4)                                                                  بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينه

15/2/2011 م             

نرجع إلى جذور هذا القائد الإنقلابي ومن كان وراءه لإشعال الثورة الإنجليزية التي أدّت إلى سقوط الملكية في بلاد الإنجليز وقيام نظام جمهوري وحكم فردي بلا برلمان ولا مجلس لوردات مدة حوالي عشرة سنين من عام 1649م إلى 1658م حين توفي ودفن في إيرلنده موطنه الأصلي . وعاد الملك شارلز الثاني من فرنسا حيث كان قد هرب خوفاً من ملاحقته وتوج ملكاً على بريطانيا ليرث عرش أبيه .
لما كان الملك إدوارد الأول ملك إنكلترا هو أول من طرد اليهود من بلاده فقد قرّر سادة الذهب اليهود في فرنسا وهولندا وألمانيا أن إنكلترا بالذات يجب أن تكون هي الهدف الأول الذي يطبقون فيه ، أي اليهود مناهجهم المدروسة لإثارة الفوضى الشاملة والهيجان العالمي .
وهكذا شرعت الأوساط العميلة لهم في إنكلترا ، أوبتعبير آخر خلاياهم النائمة أو المستترة بإعمال فعاليتها الهدّامه ، فدبّ النزاع أولاً بين ملك انكلترا وحكومته ثم تبعته المشاحنات بين أرباب العمل والمستخدمين وبين العمال والمالكين ثم ثار الخلاف بين الدولة والكنيسة ودس المتآمرون بخبث نظريات متناقضة تنادي بحلول مختلفة في أمور السياسة والدين ولم تلبث إنجلترا أن وجدت نفسها مقسمّة إلى معسكرات عديدة يتحفز كل منها للإنقضاض على الآخر ، بل قسمّوا المعسكر الواحد إلى أقسام عدة .
فقد انقسم الشعب الإنجليزي المسيحي إلى معسكرين بروتستاني وكاثوليكي ثم إنقسم المعسكر البروتستاني إلى طائفتين : (الملتزمون) و(المستقلون) ، وانهمر الذهب كله من جهات مجهولة على المحرضين ورؤوس الفتنة . وكان ملك إنجلترا آنذاك شارل الأول ، وعندما تم الإيقاع بينه وبين البرلمان إتصل أحد رؤوس جماعة المرابين العالميين اليهود في هولندا المدعو (مناسح بن إسرائيل) بالقائد الإنجليزي الشهير (أوليفر كرومويل) وعرض عليه المبالغ الطائلة من المال لتنفيذ المشروع الخفّي الرامي إلى الإطاحة بالعرش البريطاني ، ولقد تقبّل كرومويل وتألفت مجموعة من أرباب الذهب اليهود بتمويله ومساندته كان من ضمنها إلى جانب (مناسح بن إسرائيل) الزعيم اليهودي البرتغالي الأشهر (فرنانديز كارناجيال) الذي تلقبّه كتب التاريخ بـ(اليهودي العظيم)TheGreat Jew ، الذي أصبح فيما بعد رئيس مستشاري كرومويل . وقام هذا البرتغالي اليهودي بتنظيم ثوار كرومويل وأتباعه الذين اشتهروا بإسم (الرؤوس المستديرة)The Round Heads"" وحوّلهم إلى كتائب مسلحة منظّمة إنهالت عليه الإمدادات بالسلاح والعتاد والأموال ، وعندما بدأ تنفيذ الجزء المسلح من المؤامرة تدفق إلى إنجلترا عن طريق تهريب المئات من الثوريين الكتائب المسلحين المدرّبين والمحترفين وانضمّوا إلى الخلايا اليهودية الفوضوية التي برزت آنئذ على شكل منظمات إرهابية شرعت فوراً في عمليات الإرهاب على نطاق واسع بهدف ترويع السكان وإشاعة جو من الذعر يمهد للحرب الأهلية والصدام المسلح مع قوات الأمن والجيش النظامي وتكشف لنا هذه الخطة وذلك الهدف عن ظاهرة دقيقة تشكل برهاناً قوياً على إستمرار مؤامرة قوى الشر عبر العصور ، "ونجد خير مثال لهذه الخطة في عصرنا الحاضر في عملية الإحتلال اليهودي لفلسطين خلال القرن الماضي"  "ولن نستطيع إحباط مثل هذه المؤامرات والتغلغل في صفوفقيادات ثورة 17 فبراير والتسلّل إليها سوى (بغربلة) العناصر القيادية وتنقيتها وذلك لإتمام السيطرة وإعطاء الثورة شرعية فرض القوانين والأحكام العرفية والشك في الجميع حتى يثبت الولاء منهم ، وليس هكذا فقط بل تقديم كافة العناصر التي كانت مشتركة في إدارة الحكومة السابقة للمحاكمات السريعة سواء تلطخت أيديهم بالدماء فينالوا العقاب الذي يتناسب وجرائمهم أم لم تتلطخ بالدماء ولكن ربما بالإساءة والحرمان وفرض المظالم وسرقة الحقوق والإلقاء في السجون بمن يخالفهم وهم سجناء الرأيوغير ذلك من قضايا ليس فيها دماء تلطخ الأيادي ولكنها متخمة بالإساءات بالإنسان الذي كرّمه الله فينالوا العقاب الذي يتناسب وتلك التجاوزات لأبسط حقوق الإنسان ولو طبقاً لقانون حمورابي .
أقول يجب عقد تلك المحاكمات بأسرع ما يمكن ، وذلك في جو تخيّم عليه العدالة وتتوفر فيه فرص حقوق الدفاع عن المتهمين ، وليست محاكمات تقام في الشوارع كمحاكم التفتيش في القرن 19 ، بل أمام الملأ وتبث إعلامياً ليتأكد العالم من شفافية الثورة ، ولنتأكد نحن الليبيون من أن ثورة 17 فبراير لا تظلم أحداً مثقال ذره ، بل على النقيض من ذلك فأنها أوجدت العدل بعد أن كان مُغيباً وعمّمت الحق وجعلته أبلجاً كالبدر واضحاً ومنيراً بعد أن كان معتماً كالمحاق لا معالم له. 
؛؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق