الخميس، 22 مارس 2012

بـرقـه طابّوها روس


بـرقـه طابّوها روس
                                                                                            بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينه
13/3/2011 م             

أنه طبقاً لما ورد في كتاب (حرب يوغورتا) للمؤرخ الروماني SALLUSTUS ، إن قرطاجنه وبرقه اتفقتا بعد حروب ومصادمات طال أمدها على أن يكون الحد ما بينهما عند النقطة التي يتقابل فيها عدّاءان من قورينا وآخران من قرطاجنه (طرابلس وتونس) ، ويبدأ السباق من البلدين في نفس اليوم ، غير أنه حدث أن تعرض القورينائيان لزوابع رملية عاقتهما عن السير ، ولما التقيا بالقرطاجينين اتهمامها بالبدء في المسير مبكراً ورفضا الاعتراف بالنقطة التي التقيا عندها وهي(رأس لانوف) كحد بين البلدين شرقاً وغرباً ، واقترحا أن يمكّنا من السير غرباً حتى يصلا منتصف المسافة ، وعندها يدفنان حيّين أو أن يقبل القرطاجينيان بهذا المكان فيدفنا حيين في ذات المكان الذي التقيا فيه ، ويكون قبراهما هو الحد ، فقبل هذان ، وبقبرهما تعينت الحدود عند (رأس لانوف) ومن هنا نشأ مصطلح "برقة طابّوهاروس" بمعنى أن سند التملك وهو (الطابوّ) في برقة ليس وثيقة رسمية يصدرها الحاكم ، وإنما هو (بالقبور) التي لأناس ماتوا في سبيلها .

وكان الطليان قد بنوا " قوساً " في ذلك المكان يخلّد الأخوين Fileniالقورينائيينْ الذينْ اشتركا في السباق منطلقين من الشرق وعرضا على المتسابقين من قرطاجنة أن يدفنا حييّن حينما يبلغان منتصف المسافة بين قرطاجنة وقورينا ، وكان قد بنى في العهد الفاشستي أثناء زيارة قام بها موسوليني ، ليدشّن الطريق الساحلي المعبّد وذلك في العام 1936م وقد حافظت عليه الحكومة الاتحادية في ليبيا في عهد الولايات ، وهدمه انقلابيو سبتمبر وأزالت معالمه لأسباب دعائية تطبّل لمعتقدات الطاغية بإعتبار هذا القوس تجسيداً للتحيّز الجهوي المانع من انصهار الشعب الليبي في بوتقة الوحدة الوطنية ، الدعامة الأولى في وحدة عربية شاملة آتية بعد ذلك ، (وبعد ذلك بعشر سنوات اختلق الطاغية حرباً مع الجارة الشرقية ساءت على أثرها العلاقات لأن الطاغية أراد أن يفرض وحدة بين البلدين رغم أنف مصر . وكان قد نسى أن ليبيا إعتباراً من نوفمبر 1963م لم تكن في حاجة إلى تظاهرة وحدوية مسرحية مثل هدم أثر تاريخي فني غاية في الروعة والابداع يمثل مرحلة مشهودة في تاريخ تونس وطرابلس وبرقة – بل كانت دولة موحدة إسمها "المملكة الليبية").
إن تشييد ذلك القوس أو الصرح في ذلك الوقت 1936م ، وإن حكاية المؤرخ الروماني لحرب "يوغورتا" والأخوين فيليني الذين رضيا بأن يدفنا حيّين في قبرينْ في ذلك الموقع ليس آتياً من فراغ ، إنما كان هو الحل الوحيد لكل من البلدين لكي يعيش الشعبان القرطاجي والقورينائي في سلام ووئام دون الحاجة لإستمرار المنازعات والحروب .
وأنظر بعد هدمه بأثنتي وأربعين عاماً فقد تعالت أصوات جادة بمبرّرات معقولة تطالب ليس بالإنفصال وإنشاء السفارات بل فقط بترسيم الحدود لوضع حد للمركزية والتهميش الذي استمر على مدى ثلاثة وأربعين عاماً وذلك يعتبر حقاً مكفولاً لمن طاله الغبن والظلم .
ولازلنا نتحدث في السياق نفسه ، فإننا نقول أنه سوف يأتي يوم يطالب فيه شعب برقه بإعادة ترسيم الحدود من جهة مصر شرقاً لتصل آخر نقطة وهي بير العوسج أو ما يعرف بذات الحُمام قرب الاسكندرية وترجع إلينا كل من السلوم والبراني ومطروح وكل ذلك الشريط الساحلي إلى غاية حدود الاسكندرية في الشرق إلى غاية تاورغا أو قصور حسان في الغرب وذلك حسب الترسيم الذي حصل إبان العهد الاسلامي إبتداءً من عصر اليعقوبي في القرن الثالث الهجري وحتى زمن العياشي على الأقل ، وكذلك في عهد ابن حوقل في القرن الرابع الهجري والمقدسي في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم في نفس القرن ولا يتغير هذا المفهوم في القرون التالية حتى ينتهي عند العياش في القرن الحادي عشر الهجري .
إن التمّدد والتقلص لا تفرضه الظروف أو العوامل التاريخية ، إنما تفرضه الوقائع السياسية ويحدّده الساسة بحروبهم .
           وبعـــد ،،،
أنا لا أدري والقليل يدري كيف جئت أنت ورفاقك أعضاء المجلس ومن الذي كلفكم وانتخبكم لتحكموا البلاد ، فأنتم أختارتكم حرم الطاغية بصفتها نسيبتكم لتكونوا وزيراً للعدل ، والقضاء كان في قمّة الفساد والرشوة والمحسوبية ، فرضيت بالمنصب وفرحت بالسلطة واستمر الفساد إلى أن يشاء الله .
وكنت في إحدى رسائلي إليك ونشرت على مدوّنة "أبجدية الوطن" أن عائشة القذافي قد قالت في أحد تصريحاتها : يا أبو شنّة هل تتذكر أنك كنت تقبّل يد والدها معمر ؟ وكنا نتوقع منك أن تترك هذا المنصب يوم تحرير طرابلس كما وعدت لكنك لم تفعل واستحسنت للكرسي بل كانت إجابتك بالحرف " إن تركت المنصب في هذا الظرف فسوف أكون خائناً للوطن " .
فهل يأتي ذلك اليوم الذي كانت عليه الحال بالنسبة لحدودنا الشرقية في القرون الثالث والرابع إلى الحادي عشر الهجري ؟ ربما فذلك في ظهر الغيب .
وكنت قد سألتك عن المسئول عن تهريب اللص عبد السلام اجلود وعبد الله السنوسي ، ومحمد امعمر لص الإتصالات والرياضة ، وكيف هربت عائشة وأمها وأخيها سيف أبيه ، وبشير صالح ، والخويلدي وابنه الذين عاثا في الزاوية تقتيلاً ، وسألتك كيف هرب البغدادي من طرابلس إلى تونس ، ثم سهّلت له تونس الهرب إلى أفريقيا الوسطى ، وكيف هرب الساعدي إلى النيجر وتركته يمارس نشاطه ويتصل بأزلامه المتسلقين الذين يشتغلون تحت أمرتك ؟ وكنت قد حذرتك من مغبّة التهاون في فتح ملف اللواء الشهيد عبد الفتاح يونس ورفيقيه ، لأن تهاونك يعني تواطؤك ، واذكرّك بأنك كنت قد قلت في إحدى جلساتك الخاصة (ان الله ابتلاك بقائدين أحدهما متعجرف والآخر مشكوك في وطنيته !!! والمقصود بالأول هو خليفة حفتر والثاني هو المرحوم الشهيد عبد الفتاح يونس")
بالله هل هذا أسلوب رئيس دولة ولو كان حتى بصفة مؤقتة ؟
يا سيادة القاضي :أنك لا تمتلك لا الكارزمة ، ولا حتى المؤهلات والخلفية ولا التجربة .
وماذا عن مشروع المصالحة الوطنية ؟
إني لا أراه إلا بذور توفّر لها الرعاية في صناديق زجاجية ... تربة ومياه وسماد في سبيل النمو إلى أن تكوّن جيشاً من المرتزقة جاهزاً للانقضاض على البلاد وإعادة أبناء الطاغية ، وأزلامه المتشتتين في مصر والنيجر وتشاد والمغرب والجزائر لحكم ليبيا .
إن تهاونك في توفير الأمن على حدودنا مع الجارات الأربع ، يعني خيانة وخذلان للشعب الذي ائتمنك على البلاد ، وأنا اليوم على يقين من أنهم يعدّون العدة لغزو ليبيا في أي لحظة بموافقة تلك الدول الأربعة وبالتنسيق مع المتسلقين الذين يعملون في منظومتك وأسماؤهم معروفة .
ولنقل كلمتين عن الفدرالية دون الخوض في تفاصيلها وعمقها ، إن سياستكم التي اتسمت خلال سنة كاملة بالتباطؤ والالتفات عن آمال وطموحات رجل الشارع الذي قدم ابنه أو أخيه ضحيّه شهيداً أمام كتيبة الفضيل يوم 17 فبراير ، والعدد الذي يفوق الثمانين شهيداً عندجسر طرابلس والقوارشة وجروشه ذوداً عن حياض مدينة بنغازي أم الثورات– وأقول سياستكم المشبوهة تلك وصمتكم عن تجاوزات من يعملون معكم – وفقد السيولة – وعجزكم عن كبح جماح أشخاص أمثال "ناكر" وتصرفات بعض أفراد الكتائب المستهزئة بكم وبما تبقى في مجلسكم ، ونتسائل أين الدكتور العيساوي ، والدكتور العلاّقي ، والدكتور علي الترهوني والدكتور محمود جبريل ؟ ألم تلاحظ أن الدكاتره والتكنوقراط لا يعجبهم العمل معكم ولم يستطيعوا المواصلة ؟ أو هل كنت تتمنى لأن يكون تخصصهم "شريعة" مثلك ؟
أقول : كل ما سبق هو ما دفع بأصحاب الثورة والثروة وأحفاد المجاهدين وآباء الثوار وضحايا التهميش إلى التظاهر والمطالبة بالعودة إلى دستور 1951 ، وبالعودة إلى النظام الفدرالي الذي قام على أساسه ، (وكل واحد يجيه حقه لعنده) .
التعريف بحدود جغرافية لبرقة :
1- برقة البيضاء : تمتد من سرت إلى خط سيدي عبد العاطي – انتيلات .
2- برقة الحمراء : تبدأ من السهل الساحلي الواقع شمالي خط سيدي عبد العاطي إلى بنغازي .
3- الظهر الأبيض : تبدأ من السهل الواسع للمرتفع الغربي جنوبي وادي النقر .
4- الظهر الأحمر : يشمل السهل الواسع للمرتفع الغربي شمالي وادي النقر .
5- الجبل الأخضر : يمتد من توكره إلى رأس التين فوق درنه شرقاً .
6- البطنــــــــــان : يشمل الواحات الغربية الساحلية .
7- الـدفنــــــــه : تشمل مارماريكا الشرقية الساحلية . أما الظهر : فهو عبارة عن الأراضي الداخلية    لمارماريكا التي تمتد جنوباً حتى تصل إلى المنطقة الصحراوية الواقعة في الوسط بين مارماريكا والواحات الداخلية حيث تعرف تلك المنطقة الصحراوية بإسم " السرير الكبير " .
 ؛؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق