الأربعاء، 21 مارس 2012

المقاومة البرقاوية


المقاومة البرقاوية
بقلم : إبراهيم امنينة 

  ولننتقل الآن إلى حكاية الظروف الفاجعة التي ألمت بحركة المقاومة السنوسية في برقة خلال الفترة الممتدة من عام 1923 إلى 1932. ففي تلك الأثناء أسدل حول برقة شبه ستار حديدي لمنع العالم الخارجي من معرفة أي شيء عما كان يجري بالداخل. وبعدها تجمعت خيوط القصة المأساوية كلها من ذكريات عدد من أهل برقة الباقين على قيد الحياة ممن عاصروا أحداث تلك الفترة. وهذا قد يدفع البعض إلى الظن بأن روايتها لا بد أن تتسم بالتحيّز لوجهة النظر العربية على الأخص، إلا أننا راعينا في نقلها منتهى الدقة والأمانة استناداً إلى الوقائع التاريخية الثابتة.
  إن نوايا الفاشست لم تدع أي مجال للتعايش السلمي مع أهل البلاد على غرار الترتيبات التي تضمنتها معاهدة الرجمة. فأصدر موسوليني أوامره إلى الوالي الايطالي الجديد، الجنرال بونجوفاني، بأن يعمد إلى إخضاع البلد كله للسيطرة المباشرة بقوة السلاح. وفي مارس 1923 شرع هذا في شن حملة واسعة النطاق شملت مختلف المعسكرات السنوسية المسلحة التي أخذت على حين غرّة، مما أدى إلى أسر ما يقرب من نصف عدد المحافظية (أي الجنود السنوسيين) المرابطين بها. وتلا ذلك احتلال إجدابيا، مقر الإدارة السنوسية، في شهر أبريل، فاضطر السيد محمد الرضا إلى اللجوء إلى واحة جالو على بعد 120 ميلاً نحو الجنوب. وقد رد السنوسيون بحدة على ما اعتبروه خرقاً صارخاً لمعاهدة الرجمة، فاستأنفوا الحرب ضد الايطاليين فوراً. وفي عدة معارك طاحنة دارت رحاها في جنوبي إجدابيا وقرب مرسى البرقية تكمن رجال قبيلة المغاربة من إلحاق الهزيمة بطابور إيطالي كامل كان يتألف من مجندين اريتريين زاحفاً باتجاه جالو، فأبادوه عن آخره بعد قتال شرس (في يونيه 1923). وكان قائد تلك الحملة السنوسية المظفرة رجلاً يدعى قجّه عبد الله، وهو من قبلية القرعان (التي تقطن في منطقة تبستي بشمالي تشاد) وسبق له أن حارب الفرنسيين في واداي سنة 1905.
   ومن ثم ركز الايطاليون جهدهم على عملية جمع وتطويق القبائل السنوسية التي كانت تسكن منطقة الجبل الأخضر وتنتمي إليها غالبية المحافظية. ونتيجة لذلك، تكبد الأهالي خسائر جسيمة في الأرواح فضلاً عن فقد الكثير من قطعان المواشي إما بسبب نفوقها أثناء الرحيل أو لاستيلاء الايطاليين عليها عنوة. ولكن تلك الإجراءات القاسية كلها لم تنجح إلا في زيادة تصميم المجاهدين وإصرارهم على مواصلة الكفاح .
   وفي سنة 1925، أيام كان أحمد زيوار باشا رئيساً للوزارة في مصر، جرت بين الحكومتين الايطالية والمصرية مفاوضات رسمية بشأن رسم الحدود بين ليبيا ومصر. فعقدتا اتفاقية نصت على أن يبتدئ خط الحدود عند بير الرملة الواقعة على مسافة سبعة أميال شمالي السلوم، ثم يسير نحو الجنوب لغاية القيقب على بعد أربعين ميلاً في شمال غربي سيوة، بحيث بقيت الجغبوب مركز الطريقة السنوسية ضمن إقليم برقة. ومن ثم يمتد في  اتجاه وسط بين الجنوب والشرق حتى يلتقي بخط الطول 25 درجة فيحاذيه جنوباً إلى جبل العوينات الواقع على مسافة 600 ميل من الساحل، وهو كان الطرف الغربي لحدود مصر مع السودان المصري الانجليزي. وبعد العوينات يستمر خط الحدود في اتجاهه صوب الجنوب إلى مسافة 190 ميلاً أخرى حتى يصل الحدود الشمالية لإقليم تشاد التابع لأفريقيا الاستوائية الفرنسية آنذاك . وهذا الخط هذا الخط البالغ طوله 790 ميلاً كان كله تقريباً يمتد عبر الصحراء الليبية القاحلة الخالية من السكان. فهو يمر من خلال كثبان رملية يكاد يتعذر اجتيازها  وتغطي مسافة 150 ميلاً في جنوبي الجغبوب، ثم يخترق هضبة رملية تتناثر بها النتؤات الصخرية ويصل ارتفاعها إلى ألفي قدم في أقصى الجنوب. ولم تكن شروط الاتفاق مرضية تماماً في نظر المصريين لأنه ترك واحة الجغبوب لبرقة بعد ا، كانت تعد واقعة داخل الأراضي المصرية، غير أنه جاء مطابقاً على وجه التقريب لنفس الوضع الذي كان سائداً أثناء العهد العثماني حيث كانت نقاط الحدود المصرية تقوم عند السلوم والقيقب.
  ومما لا شك فيه أنه أصاب السنوسيين بنكسة خطيرة في ذلك الوقت نظراً لحرمانهم من مركز الطريقة، إذ أن القوات الايطالية بادرت إلى احتلال الجغبوب على الفور.
  وعلى حين أن الإجراءات التي اتخذها الايطاليون لاستكمال غزوهم لليبيا حققت أهدافها إلى حد بعيد خلال الفترة ما بين سنة 1923 و1926، إلا أنهم نجحوا في طرابلس الغرب أكثر من نجاحهم في برقة. فبحلول عام 1925 كانوا قد تمكنوا من إحكام سيطرتهم الفعلية بالكامل على سائر الأجزاء الشمالية من إقليم طرابلس الغرب. أما في برقة فإن الجنرال مومبيللي، الذي حل محل بونجوفاني سنة 1924، عمد إلى إقامة صف من النقاط الحصينة على أطراف الصحراء بمثابة قواعد لانطلاق قواته التي استمرت في مهاجمة المعسكرات السنوسية وسرقة أعداد كبيرة من المواشي في الوقت نفسه. ونتيجة لتلك العمليات استطاع الايطاليون إخضاع بعض قبائل المنطقة. ومن ناحية أخرى فإن السيد محمد الرضا، نائب السيد إدريس، أصبح في موقف لا يحسد عليه، وهو أبعد ما يكون عن خصائص القائد العسكري. وذلك أنه كان رجلاً متديناً ينزع إلى الهدوء دائماً ولا مطمح له سوى أن يبقى بمنأى عن مسرح الأحداث بقدر الإمكان. فلما صار أمنه مهدداً بالخطر، حاول                السيد إدريس أن يدبر أمر إجلائه عن برقة ووافق الحاكم العام في السودان، وهو السير جيفري آرشر آنذاك، على السماح له باللجوء إلى هناك. ولكن، لسوء حظه، قامت القوات الايطالية باحتلال جالو قبل أن يتمكن من الوصول إلى الكفرة. وفي يناير 1928 جاء إلى إجدابيا مستسلماً للايطاليين فنفي إلى جزيرة صقلية حتى عام 1935 ثم سمح له بالعودة إلى بنغازي، وعاش فيها على مبلغ زهيد إلى أن انتهت الحرب العالمية الثانية بهزيمة الايطاليين .
   وكما سبق القول فإن برقة، على خلاف طرابلس الغرب، رفضت الاستسلام للايطاليين. وأبدى البرقاويون مقاومة عنيدة لم تقهر في آخر الأمر إلا تحت وطأة العمليات العسكرية المكثفة التي حشد لها الايطاليون قوات هائلة قوامها نحو عشرين ألف جندي مجهزين بالمدفعية الثقيلة والمصفحات والطائرات أيضاً. وإذا كانت قلة من أبناء القبائل البرقاوية، لم يزد مجموعها في أي وقت من الأوقات عن ألفي مقاتل فقط، ولا كانت مسلحة بغير البنادق القديمة الصدئة، استطاعت أن تصمد طيلة سنوات في وجه تلك الآلة الحربية الجبارة، فإن هذا يعد في حد ذاته إشادة عظيمة بعمق تأثير السنوسية وصلابة البرقاويين وعشقهم للحرية. وفي حين أن حركة المقاومة كانت تجري باسم السنوسية وبإيعاز من السيد إدريس على الأخص، إلا أنه يجدر اعتبارها انتفاضة تلقائية طوعية قام بها أهل برقة دفاعاً عن استقلالهم .
  والمقاومة البرقاوية قادها عمر المختار الذي عاد من مصر إلى برقة حيث أصبح ينوب عن السيد إدريس بعدما قرر الايطاليون نفي السيد محمد الرضا. وكان عمر المختار*.،     وهو من قبيلة المنفة، قد تلقى تعليمه بمعهد السنوسية في الجغبوب كما حارب ضد الايطاليين خلال الفترة من عام 1911 إلى 1917. فلقد كان مناضلاً قديماً حازماً شديد البأس صار بطلاً أسطورياً للمقاومة السنوسية التي تواصلت من سنة 1923 إلى 1931. وكان المجاهدون تحت قيادته من بدو برقة ينتمون إلى قبائل العبيد والعواقير والبراعصة والدرسة والعبيدات والحاسة والمغاربة، وكلها تعتز بأصولها العربية إلى أقصى حد. وهم كانوا عصب المقاومة ضد الحكم الايطالي، حققوا انتصارات عديدة ولم يقهروا قط. وكانوا يعتبرون أنفسهم رجالاً أحراراً يقاتلون دفاعاً عن بلادهم ضد معتدين أجانب يبتغون حرمانهم من أرضهم وسلب حريتهم. وكان في طليعتهم رجال من أمثال الفضيل بوعمر ويوسف بورحيل المسماري وعثمان الشامي وعيسى الوحواح وصالح باشا الاطيوش ومحمد بو نجوة والشيخ عبد الحميد العبار وحسين الجويفي وأحمد سيف النصر، ومنهم كثيرون سقطوا في ساحات القتال، ومنهم من استطاع الهروب إلى مصر ثم التحق بالقوات العربية الليبية التي شكلت هناك في عام 1940.
   وقد تواصلت عمليات المقاومة أولاً من نفس المعسكرات المسلحة التي كانت أنشأها أنور بك في سنة 1912. وبعد وقوع تلك المعسكرات في أيدي- الايطاليين، استمرت الحركة انطلاقاً من كهوف الجبل الأخضر ومخابئ أخرى متفرقة بالمناطق الصحراوية الجنوبية. وكان المجاهدون يرتاحون بالنهار ويطلعون ليلاً للإغارة على خطوط المواصلات وطوابير القوات الايطالية المتحركة، فينصبون لها الكمائن في وهاد الجبل الكثيفة الغابات ويهاجمون معسكراتها تحت جنح الظلام. وشكلوا وحدات متنقلة من الفرسان المسلحين ببنادق كانت في معظمها بنادق ألمانية قديمة من مخلفات الحرب العالمية الأولى، زودتهم بها القبائل في مختلف المناطق، علاوةً على البنادق الايطالية التي كانوا يغنموها أثناء المعارك. وحتى سنة 1927 نجح المجاهدون إلى حد كبير في احتواء الايطاليين داخل معاقلهم المحصّنة، أما بعدها فإن حركة المقاومة ازدادت صعوبة كما غدت خسائر السنوسيين أكثر جسامة من أي وقت مضى. وذلك أنهم فقدوا قواعدهم الرئيسية في كل من إجدابيا وجالو والجغبوب وخط إمداداتهم في مصر ومعسكراتهم المسلحة ومخازن تموينهم الدائمة. والأدهى من هذا كله أن الايطاليون عمدوا إلى إقامة سور هائل من الأسلاك، غير عابئين بتكاليفه الباهظة، على طول الحدود المصرية الليبية من ساحل البحر عند امساعد لغاية نقطة بعد الجغبوب على مسافة نحو 180 ميلاً من الساحل. وكان خطاً يتألف من أربعة صفوف من الأوتاد المعدنية البالغ ارتفاعها خمسة أقدام تم تثبيتها في قاعدة من الإسمنت المسلح بينما نسجت حولها لفات متراصة من الأسلاك الشائكة حتى بلغ سمكها حوالي عشرة أقدام. ثم إن هذا الحاجز الضخم وضع تحت حراسة مشددة تقوم بها دوريات مزودة بوسائل النقل الآلية كانت تنطلق من مراكز التفتيش الحصينة المنتشرة في سلسلة منتظمة على امتداد السور كله. وهو أدى بالفعل إلى عزل السنوسيين في برقة عن أنصارهم من بدو مصر الغربية، وبالتالي اضطروا إلى الاعتماد الكامل على مواردهم الذاتية الضئيلة .
  وفي بداية عام 1929 عين موسوليني المارشال بادوليو حاكماً عاماً لليبيا حيث أوكل إليه مهمة قمع حركة المقاومة في برقة وإخضاع البلاد نهائياً. وأصدر بادوليو على الفور بياناً صاغه بلهجة في منتهى العجرفة والصلف والتعنت، عارضاً على السنوسيين أحد خيارين: إما الاستسلام التام وإما الإبادة الكاملة. والظاهر أن عرب البلاد، وهم لم يكونوا يعتبرون أنفسهم مهزومين أصلاً، فسروا مضمون البيان بأنه دلالة على أن الايطاليين تعبوا من الحرب ويرغبون في التفاوض على الصلح. وهذا ما دعا عمر المختار إلى الاتصال بالايطاليين بقصد الاتفاق على عقد هدنة بين الجانبين. فتقرير الجانب العربي يصف محادثات الهدنة على النحو التالي :
 " بعد عدة اجتماعات*.مع المسئولين الايطاليين وضعت قائمة بالمقترحات السنوسية الرامية إلى تحقيق تسوية سلمية، ثم قدمت تلك المقترحات أثناء اجتماع آخر عقد في سيدي ارحومة (قرب المرج) وحضره القادة السنوسيين والمارشال بادوليو ومعاونوه. وهي كانت تتضمن المطالبة بحضور مندوبين عن كل من الحكومتين المصرية والتونسية لدى عقد مؤتمر الصلح المقترح، كما تطالب بعدم المساس بالدين الإسلامي، وكذلك الاعتراف باستعمال اللغة العربية رسمياً، وفتح المدارس الدينية وغير الدينية وغير الدينية على أن يجري تعليم اللغتين العربية والايطالية على قدم المساواة، وإعادة الأملاك المصادرة، واقتسام الوظائف الحكومية بين الايطاليين وعرب البلاد، وإطلاق حرية حيازة السلاح. وقد تليت هذه المقترحات أثناء الجلسة وأبدي المارشال بادوليو استعداده للموافقة عليها".
  أما على حد زعم الايطاليين، فإن القائمة التي قدمت خلال الاجتماع تضمنت مقترحات إيطالية وافق عليها عمر المختار في حينها ثم تنصلّ منها فيها بعد. ولم ترد في تقاريرهم أية إشارة للمطالب السنوسية السالفة الذكر. وأيا كانت حقيقة ما حدث، فلا جدال في أن المحضر الايطالي الرسمي عن وقائع الاجتماع كان مضللاً على كل حال حيث جاء فيه أن عمر المختار قبل بالاستسلام من غير قيد أو شرط. ويظهر أن المسألة كلها اكتنفها سوء الفهم والتأويل من أولها إلى آخرها، ومن أسباب ذلك أن بعض السنوسيين المتحمسين لفكرة الصلح عن حسن نية قد انطلت عليهم الخدعة في مساعيهم الخاصة لتحقيق التسوية. ومن هؤلاء السيد الحسن الرضا، وكان وقتذاك شاباً قليل الخبرة، فيبدو أنه عقد مع الايطاليين اتفاقاً منفرداً على أساس المقترحات بالذات، مع أن عمر المختار بالتأكيد لم يقبل بها أبداً. وهذا الاتفاق رفضه عمر المختار على الفور،فاندلعت الحرب من جديد قبيل نهاية عام 1929. والواقع أن وجهات نظر الطرفين كانت تنطوي على خلافات جذرية متأصلة من الصعب أن نتصور أي سبيل إلى التوفيق بينها. وذلك أن الايطاليين كانوا يتعاملون مع المقاومة السنوسية على اعتبار أنها مجرد تمرد ضد الحكومة الشرعية، في حين أن القبائل البرقاوية ظلت تعتبر نفسها صاحبة الحق المشروع في البلاد بينما تنظر إليهم بوصفهم معتدين غاصبين .
   وفي مايو 1930 عين الجنرال غراتسياني السيئ السمعة نائباً لوالي بنغازي، وكان قد فرغ لتوه من شن حملة عسكرية ناجحة في فزان، فأصدر أوامره الفورية بإغلاق كافة الزوايا ومصادرة ممتلكات الطريقة السنوسية وتجريم حيازة الأسلحة النارية تحت طائلة الموت. كما عمد في نفس الوقت إلى إلقاء القبض على شيوخ الزوايا ومشايخ القبائل، غير أن أشد تصرفاته قسوة وجوراً هو أنه ساق كل سكان البادية تقريباً إلى الحبس الجماعي في معسكرات اعتقال بمنطقة سرت. وبدا جلياً أنه من غير الممكن أن يتوقع أهالي برقة أي رحمة أو شفقة من هذا الوالي الجديد.                                     


* ولد سيدي عمر المختار سنة 1962م، وكان أبويه من أخلص الأخوان السنوسيين، وتعلم في زاوية الجغبوب وقد اصطحبه سيدي المهدي معه إلى الكفرة ثم عينه سنة 1897م شيخاً لزاوية القصور بالجبل الأخضر قرب المرج. وعندما عزم سيدي المهدي على الانتقال إلى تشاد استدعى عمر لمرافقته حيث أقام معه فترة في (قرو) ثم عينه شيخاً لزاوية (عين كلك).
  بعد وفاة سيدي المهدي أعاد سيدي أحمد الشريف سيدي عمر شيخاً لزاوية القصور. ثم وضع سيدي عمر نفسه تحت إمرة سيدي إدريس منذ استلامه لأمور الطريقة من سيدي أحمد. وقد أعدمه الايطاليون في سبتمبر 1931م في قرية سلوق ودفنه المواطنون في مقبرة سيدي عبيد بمدينة بنغازي، وفي عهد الاستقلال نقل جثمانه الطاهر إلى ضريح جميل شيد له في ميدان قسيح في قلب مدينة بنغازي، ثم هدم  الضريح في بداية الثمانينات بناءً على أمر من معمر القذافي ونقل الجثمان إلى قرية سلوق .
. * بعد عدة مراسلات تم اجتماع تمهيدي في الشليوني ثم أخر في قندولا ثم الاجتماع النهائي في سيدي ارحومة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق