الثلاثاء، 20 مارس 2012

ما هكذا تورد الإبل يا هيكل ! (الحلقة 14)

هيكـــل :  الكاذب المتجني وساعي البريد    
             unfair HAIKAL : The Liar and And the Messenger

          14/12/2011م                                    بقلم / إبراهيم السنوسي امنينه
... وبمجرد إذاعة هذا النبأ راحت الوفود تناقش أهميته وكان عبد الناصر لبقاً حين وقف وقال (أذكر أننا كنا في إحدى الفترات في حاجة ماسة لشراء السلاح وقد أرسلت حسن صبري الخولي لمقابلة الملك الذي وعد بأن يقدم لنا على الفور مبلغ 20 مليون جنيه ، ولم يكن له إلاّ طلب واحد هو : أن نعيد إليه " سبحة " كان أحد أجداده قد أعطاها للجامع الأزهر ولا تزال على ما يظن ، معلقة هناك ، وقلت لحسن صبري الخولي أن يذهب إلى الأزهر ويأتي بالمسبحة ويقدمها إلى الملك ، ففعل) وكان هناك من جانب الجميع بطبيعة الحال ، قلق حول من يمكن أن يكون هؤلاء الذين قاموا بالانقلاب وما هي توجهاتهم ؟ هل هم بعثيون ؟ أم ناصريون ؟ وما هي شعاراتهم .

وبعدما قرأت التقرير الذي وردني من قسم الاستماع في الأهرام ، أتصلت بعبد الناصر فوراً وقلت له أن من قاموا بالثورة قريبون منا في تفكيرهم ، وفي نفس الوقت تقريباً أوفد مجلس الثورة مبعوثاً هو "آدم حواس"      (هكذا جاء الاسم والصحيح هو آدم سعيد الحوّاز) للاتصال بالقنصلية المصرية في بنغازي وإبلاغها أن رجال الثورة يريدون مقابلة أي شخصية من مصر (والكلام هنا لا يزال لهيكل) وحين سؤلوا عمّن يريدون مقابلتهم بدا وانه من بين الأسماء التي تذكروها لحظتها (أسمي أنا) بسبب مقالاتي في الأهرام (يقصد مقاله كل يوم جمعة في الأهرام واسمه : بصراحة) . 
وهكذا اتصل بي عبد الناصر وقال (يبدوا أن الناس في بنغازي يريدونك وعلى هذا فمن الأفضل أن تسافر الليلة) .
من هنا يبدأ الكذب والتجني :
واعدّت طائرة خاصة أنطلقت بي إلى بنغازي وكانت الرحلة سيئة للغاية وكان مطار "العضم" لا يزال تحت سيطرة الإنجليز وحين أقتربنا منه قال الطيار إنه تلقى إشارة تسأله عمّن يكون ، وعمّن معه من الركاب ، وعن وجهته ، وطلب مني تعليمات يرد بها على الإشارة ولما لم تكن هناك ردود تعطى له فإنه قطع إتصاله ببرج المراقبة في مطار العضم وحلّق بطائرته شاهقاً ، ومن حسن الحظ أن هذه الحركة نجحت لأننا لم نسمع شيئاً بعد ذلك وكلام هيكل هذا يفيد بأنه هو الفاتق الناطق على متن هذه الطائرة وأن ليس معه أحد  ،( بالرغم مما أوردناه على لسان فتحي الديب الضابط الاستخباراتي رفيع الرتبة الذي ذكر أن عبد الناصر قال له بالحرف : ولعلمك أنا كلفت هيكل ليسافر معك لتغطية لقائك بقائد الثورة على أن يعود بنفس الطائرة ومعه تقرير عاجل منك توضح لي فيه الصورة)  وبالفعل فإن هذا الهيكل عاد إلى القاهرة بعد 18 ساعة ، بينما مكث فتحي الديب حوالي 21 شهراً لإنجاز المهمة التي أرسله من أجلها عبد الناصر ، وعاد هيكل للقاهرة حاملاً معه تقريراً أعدّه فتحي الديب ، منهياً بذلك مهمته الصحفية . لكنني سوف أعود بكم إلى ما كتبه الضابط رفيع الرتبة فتحي الديب في كتابه الذي نحن بصدده في هذا التحليل نذكر ما ورد في صفحته المرقمة 17 حيث يتحدث عن لقاء (قائد الثورة) قائلاً : " حوالي العاشرة والنصف من صباح 4 من سبتمبر حضر إلى مبنى فرع السفارة المصرية النقيب مصطفى الخروبي والمقدم (آدم حواس) يصحبهما ضابط برتبة ملازم أول قدمه لي النقيب مصطفى بإسم معمر القذافي رئيس مجلس قيادة الثورة ، وكان هذا الأخير مرتدياً (الأوفرول – العفريتة الميداني) ويحمل بيده بندقية رشاشة ، ومن جانبي ، والكلام لا زال للضابط فتحي الديب ، قدمت له باقي أعضاء الوفد المرافق لي ، وحضر اللقاء من الجانب الليبي المقدم (آدم حواس) والنقيب مصطفى الخروبي ، ومن الجانب المصري السيد محمد حسنين هيكل الذي صحبنا لتغطية الأحداث الجديدة (صحفياً) ... إلخ
وفي الصفحة 19 من نفس الكتاب في الفقرة (و) يقول فتحي الديب : (وحملّت تقريري للسيد محمد حسنين هيكل ليسلمه مع خطاب الأخ معمر القذافي لسكرتير الرئيس ، السيد سامي شرف وليس للرئيس عبد الناصر شخصياً وسافر على الطائرة المصرية التي وصلنا بها يوم أمس الأربعاء          4 سبتمبر 1969 برفقة ممثل السودان ، وزكريا نبيل والمصّور الصحفي).
نفهم من المقارنة بين ما ورد في ما كتبه كل من هذين الكاتبين أو المؤلفين ما يلي : -
أولاً : إن مهمة هيكل كانت مهمة صحفية بحته ، ولو نظرنا إلى فترة إقامته في ليبيا ، ومرافقته    لمصور لتوثيق الشخصيات ، فإنها تعتبر مدة كافية جداً بالنسبة للمهمة التي كلفوه بها – أي هيكل – الحمّال Messenger ساعي البريد .
ثانياً :- إن التكليف كان واضحاً حرفياً ورسمياً إلى الضابط فتحي الديب وأن التعليمات كانت تقضي بأن يكون هيكل ومعه المصور مرافقين لهذا الضابط لغرض تغطية المهمة صحفياً فقط والعودة في نفس اليوم بتقرير ينجزه الضابط فتحي الديب .
ثالثاً :- أن تجهيز الطائرة الخاصة من قبل عبد الناصر كان لمندوبه فتحي الديب وليس لهيكل كما ذكر .
رابعاً :- حكاية محاولة الهبوط في مطار قاعدة العضم ، يمكن وضعها في خانة " الخيال العلمي" لهيكل ، وكأنها لم تحدث .
خامساً :- وكذلك حكاية أن الثوار (عايزينك بالإسم يا هيكل) يمكن إعتبارها كذلك من عناصر  (تحلية الكذب) و(بهارات التجني) التي عوّدنا عليها هيكل ، وأن التكليف وأسبابه ودواعيه كان واضحاً وصريحاً وجاداً وموجهاً فقط لفتحي الديب ، وليس لهيكل ، تماماً كما ورد في (ثانياً) . 
سادساً :- تسليم تقرير فتحي الديب يكون للسكرتير سامي شرف وليس لعبد الناصر كما يدعي هيكل.
سابعاً :- عند وصولك إلى مطار بنينا (بنغازي) سألت مصطفى الخروبي الذي كان في إستقبالك سؤالاً واحداً فضح كل شئ وكشف عن إرتباطكم برؤوس التآمر ضد الملك السابق ...إذ بادرته عندما جاء نحوك وقدم نفسه بالإسم والصفة ...بالسؤال التالي : أمال فين عبد العزيز بيه ؟؟! وسؤالك هذا يعني أولاً أنك لا تعرف " شئ " إسمه مصطفى الخروبي ، وثانياً أنك تعرف عبد العزيز الشلحي جيداً وهو الذي سبق له الإتصال بقيادات مصرية ، بغية تنفيذ خطةً لإسقاط النظام الملكي في ليبيا ، ولمن يريد المزيد عن قصة هذه المؤامرة – يمكنه الرجوع إلى سلسلة ذاكرة الأيام – الحلقة الخامسة على شاشة موقع (أبجدية الوطن) وموضوعها : حول عبد الناصر ودوره في إنقلاب سبتمبر 1969 في ليبيا .


   ؛؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة المقبلة  
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق