الأربعاء، 21 مارس 2012

ثورة 17 فبراير في الميزان و إلي أين ؟ (الحلقة 7 )


ثــورة 17 فبرايـر فـي الميــزان
وإلــى أيـــن ؟
الحلقـــــة تابع (  7  )                                                          بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينه                                    
3/1/2012 م             

تابع : لابد من الشك حتى نصل إلى الإيمان
13- أين بالله عليكم الجارية هدى بن عامر ؟ هل فرّت هي الأخرى إلى مصر للإلتحاق بالإرهابي السنوسي الوزري ، صلاح نصر ليبيا ، أين هالة المصراتي ؟ وهل هربت للإلتحاق بعشيقها في مصر جوزيف أميل شاكر الأرناؤطي صنو النازي جوزيف بول غوبلز – وزير الدعاية السوداء والإعلام الزائف أيام النازية ؟
أين إيمان العبيدي وما قصتها الحقيقية ؟ وماذا حدث لها في طرابلس قبل تحريرها في 20/8/2011 م ؟

ومن الذي هرّبها من هناك ؟ وماذا فعلت في قطر يستوجب الإبعاد ؟ وماذا قال لكم أمير قطر عن سلوكها هناك مما أستوجب طردها ؟ ولماذا شدّت الرحال إلى الولايات المتحدة الأمريكية بالذات ؟ فإذا كانت قد إرتكبت خطيئة في قطر ، مثلما أوحى إلينا السيد المستشار ، فالأولى بها أن تشدّ الرحال إلى السعودية لتعتمر وتمسح خطاياها وتدعو الله أن يتقبّل منها التوبة ، وتطلب من الملك عبد الله أن يتقبّل منها طلبها اللجوء السياسي للإقامة هناك في الأراضي المقدسة ما تبقى لها من أيام – فلقد سبق لملك من ملوك السعودية وهو على ما أتذكّر الملك فهد بن عبد العزيز الذي كان قد تلطّف ووافق على قبول منح عيدي أمين ، آكل الأطفال في أوغندة ، في العام 1982م ، اللجوء السياسي والإقامة في الأراضي السعودية إلى أن قُبر هناك ، وأنا على يقين من أن الملك عبد الله بن عبد العزيز ليس عنده مانع من فعل نفس الشئ (وأكثر) .
والذي جعلني أتطرق لموضوع هذه (القارورة) هو أنني أشفق عليها لقولها في تصريح حديث لها : أنها في الولايات المتحدة الآن وليس في جيبها غير (6) دولارات !! وهذا ما أعتبره أسلوب شحاذه وتسوّل لا يليق بحرائر ليبيا . والحقيقة دائماً مغيبّة علينا في هذا العهد ... عهد القرصنة الإنتقالي ، ومن حق هذه المرأة أن تبقى في بلدها للتحقيق فيما حدث لها في طرابلس وإقامة دعوى قضائية ضد مغتصبيها لتستوفي حقوقها ممن اعتدوا عليها حتى ترضى ويرضى الله ، لا أن تسافر إلى أي مكان آخر .. " فجحا أولى بلحم ثوره " .
14- لماذا لم تبدأ محاكمة ما يسمّى بالخلايا النائمة ، والطابور الخامس ، أي اللجان الثورية ، المحشورين بقاءهم منذ شهور في غياهب سجون 17 فبراير (7 أبريل سابقاً) إن بقائهم هكذا كالخطر المحدق بالمدينة وبالثورة ، إذ هم معرضون للخطف أو التحرير والتسليح من قبل العصبات المسلحة للشروع في تنفيذ مخططهم الإرهابي المتفق عليه ، والذي كان المقرر له ، وساعة الصفر المحددة له كانت يوم السبت 19/مارس 2011م – يوم الأرتال ، ولكن الله سلّم . وكان المخطط هو نشر الذعر والرعب والقيام بالتقتيل والإغتصاب والتفجير في شرق البلاد – من إجدابيا إلى امساعد – وذلك توطئه للإلتحاق بنظرائهم المسلّحين في الغرب وأماكن أخرى والاستيلاء على باقي التراب الليبي الذي سبق تحريره منذ ثلاثين يوماً .


وهؤلاء النظراء موجودون وجاهزون بأسلّحتهم الصاروخية والمضادة للطائرات نجدهم في الشارع بالزيّ الممّوه وبالسيارات ذات الدفع الرباعي و"التويوتا القلع" التي تحمل أسماء سرايا أو كتائب وهمية ما أنزل الله بها من سلطان ولا وجود لها على أرض الواقع الرسمي – ينشرون الرعب ويطلقون الزخات المتصلة والصليات المتتابعة من الرصاص من المضاد للطائرات والأغراض العامة ، والكلاشني والبعض منهم يجتهد ويستقل بالكتابة بخط ردئ على باب عربته المركّب عليها مدفع رشاش يتدلّى منه شريط ذخيرة يثير الرعب عند الناس يكتب " ليبيا إسلامية " ، وبموجب هذه الرخصة يقوم بمداهمة المنازل الأمنة بحجة البحث عن مصنع للخمور ، وإن وجدوا أثناء البحث ما غلا ثمنه وسهُل وضعه في الجيوب فكان ذلك ... تماماً مثل ما كان يفعل من كانوا يعملون تحت مظلّة السنوسي الوزري والمستر هويدي ... وذلك في زمن ما كان يسمى "بمكافحة الزندقة والمخدّرات" مع نقطة على الدال .
وحدث في الأسبوع الماضي أن أُلقي القبض في حادثتين مستقلتين على مجموعة من المسلحين قادمين بسياراتهم وأسلحتهم من مصر ، وذلك بتوجيهات من العصابة الباطشة اللاجئة بأموالها المنهوبة إلى مصر وكنا قد ذكرنا أسماءهم بغرض أحداث تفجيرات في أماكن بعينها في شرق ليبيا أي غرب مصر ، كما كان قد القي القبض على تشكيل عصابي آخر بأسلحة صاروخية ومتفجرات بنيّة إحداث عمليات تخريبية مقرونة بتفجير مؤسسات ومباني وسفارات أجنبية بمناسبة حلول رأس السنة الميلادية ، وباعترافاتهم كان اسم "بابا نويل" قد أُطلق على هذه العملية الإجرامية .
لكن الله الذي أرسل الملائكة المجنّحة لتقاتل إلى جانب الثوار ، قد ألهم الثوار الساهرين على أمن البلاد وحدودها ، والذين لا يتبعون المجلس الانتقالي بل ولا يستمعون إلى "بربرته" بل يستمعون إلى ما تملى عليهم يقظتهم وضمائرهم ووطنيتهم وصفاء نواياهم ،ذالكم ألهمهم الله بأن هناك خطراً داهماً يتهددّ سلامة الوطن ، وأرشدهم إلى أولئك المتسللّين ، وتم القبض عليهم والحمد لله .
15- مرت أكثر من عشرة أشهر على اندلاع ثورة 17 فبراير وبالرغم من ذلك فاننا لم ننعم بعد بالاستقرار والأمن والأمان ، ولا ندرك شيئاً مما يجري حولنا .... إمرأة عجوز في الشارع تسالني : يا ولدي من الذي جلس على كرسي القذافي وأصبح هو الرئيس لنقصده أو نكتب له ونبثُه شكوانا .. ؟ وقبل أن أجيبها لأدلّها على الأماكن السّرية التي يقبع بها مجلس القراصنة حيث "يتقهووْن" "وحاطين الشعب عالقرمه" ، إستطردت قائلة ، يا ولدي ما تغيّر شيّ في البلاد ... إنفيت ! معمر راح مع الخرقة الخضرا والنشيد متاع المصرية خذاه معاه ، ومكانه جابو علم آخر أظني شايفته من قبل سنين ، ونشيد أخرى سامعته حتى هو ، لكن اللي في مكان معمّر وينه ؟ كل شيّ قاعد كي ما هو : الجمعيات مازالت قاعدة والسرقة مازالت قاعدة ... ومعاشات الضمان والتقاعد ما زادوهن ... وابطونّا يفضن قبل ما يجي المعاش لآخر وأسعار الماكلة زادن ، واللحم بعشرين جني ... وكل شي كان موجود راح مع امعمّر ... ويا ميلاه يابوي لوّلي ... ويامرات بوي لوّله .. لو كان انحق اللي ايقولوله مصطفى اللي قالوا ماسك مكان امعمر انقولّه : يا اصطوفه هيت التفتوفه واللا انجيبو بوشفشوفه انتهى كلام العجوز ... ذلك الكلام البسيط والمفهوم والذي يعبّر بكل وضوح عن حالة الشعب – الكلام الصادق ، وليس التصريحات المسكّنة والمتناقضة .

والناس تتساءل : لماذا لم يتم ترميم محكمة الاستئناف ميدان الشجرة في بنغازي ومركز الشرطة بالبركة ، ومركز شرطة المدينة بنغازي ، ومبنى اللجنة الشعبية للبلدية في البركة ، ومركز الشفاء للعلاج الطبيعي أمام مركز الشرطة ، ولماذا تعّطل القضاء بصفة عامة للنظر في دعاوى الناس ؟ ولماذا لا توجد حتى الآن مراكز شرطة للبحث في شكاوي الناس لتحرير محاضر سرقة أو اعتداء ، ولا مكاتب نيابة كما كان في السابق ، ولماذا لم يستطيعوا حتى الآن حفظ الأمن ووقف إطلاق النار العشوائي في مختلف  أنحاء ليبيا ، وفشل المجلس في فرض تسليم الثوار لسلاحهم بعد التحرير الكامل ، وبذا أصبحت ليبيا بمثابة مقاطعات بميليشيات مسلّحة مثل الصومال والعراق ولبنان ونيجيريا وساحل العاج في وقت من الأوقات ، والسودان إلى أن وقع انفصال الجنوب .
وباعتراف السيد المستشار مصطفى عبد الجليل ومن فمه سمعناه يقول : نعترف بفشلنا وعجزنا عن إقناع الثوار بتسليم أسلحتهم !!
وبعد ، الم يحن الوقت بعد أن تقرنوا اعترافكم ذلك بالعجز التام والفشل الذريع ، تقرنوه باعتذار صريح ، وتبرير يكون مذيلاً باستقالتكم وليسامحكم الله !!؟
وقبل أن أنهي كلامي هذا أتمنى عليكم أخذ العبرة والاستفادة من الدروس التي أعطاها لنا بعض أبطال التاريخ المعاصر ، وهم في رأي ثلاثة : ملك واحد ورئيسان ، ولا رابع لهم :-
أولاً :-
الملك المرحوم محمد إدريس السنوسي ، وهو ملك ليبيا السابق ، وهو الذي قدم استقالته خلال إجازة في تركيا واليونان بقصد العلاج يوم4 أغسطس 1969 ، حين تنسّم رياح الغدر آتية لا ريب وكانت أداته كما قال الشاعر :
وكيف احتراسي من عدوّي إذا كان يسكن بين أضلاعي ؟
أي أن الأداة كانت من بين ضباطه المندسّين من غير المخلصين ، غير أن المخططين كانوا من الشرق والغرب من خارج ليبيا (عرب وأمريكان) .
ثانياً :-
المسيو ليوبولد سنغور ، رئيس دولة السنيغال خلال السبعينات ، الذي استيقظ ذات صباح وكان قد اتخذ قراراً بعد التفكير فيه مليّاً وطويلاً وهو ان يترك الرئاسة , وعبثاً حاول مساعدوه في الحكومة ونوّا به أن يقنعوه بالرجوع عن قراره .. وهم حيارى يتساءلون عن السبب ، فكانت إجابته في منتهى الصدق والبساطة ، قال : وجدت نفسي عاجزاً عن الإستمرار في حكم هذا الشعب الطيب وإرضائه ، ذلك لأنني بطبعي ومهنتي وهوايتي شاعر أهوى الشعر ومطالعة كتب الشعر والأدب ، وأكره السياسة والدبلوماسية لأن الأولى فيها الصدق والحب ، وأما الثانية ففيها الكذب والدجل والنفاق ، والتمسك والتشبث بكرسي السلطة حتى ولو أدى إلى قتل الخصوم .

ثالثاً :-
حدث في العام 1968 أن رشح الجنرال ديغول نفسه لإنتخابات رئاسة الجمهورية في فرنسا للمره الثانية ، وكان قد صرّح بأنه إذا كانت نتيجة الإنتخابات أقل من (90%) من أصوات الناخبين ، فإنه سوف يسحب ترشيحه ويتنازل عن الرئاسة لمنافسة جورج بومبيدو ، وقد كان ، فقد جاءت نسبة نجاحه (69%) فلم يرضى بذلك وتنازل وأنجز وعده .
وعلى الجهة المقابلة أنظر وتأمل ماذا حدث للطاغية نتيجة تمسكّه بالكرسي ، ثم ماذا حدث لزين العابدين بن علي نتيجة لتشبثه بسدّة الرئاسة ، وتأمل ماذا وقع لـBGABGIO رئيس ساحل العاج الذي فاز عليه منافسه في الإنتخابات ، إذ أنه رفض أن ينصاع للنتيجة التي هي في غير صالحه والتي كانت تعبّر عن رغبة الناخبين ... وعن الشفافية والديموقراطية والحق والحقيقة ... وهي إرادة الشعب ، رفض أن يقبل بتلك النتيجة التي تعبّر عن إرادة الناس وأصرّ على عدم مغادرته الكرسي ، وجيّش الجيوش من المرتزقة لمؤازرته بأموال الشعب في إحكام قبضته على شعبه تماماً مثلما فعل الطاغية المشعوذ إبن اليهودية وسالت دماء وشاعت الفوضى وإضطربت شئون البلاد والقتلى بالجملة في الشوارع وكذا الإغتصاب والسلب والنهب والخطف إلى أن أتى أمر الله وجاء من يختطفه من الفرنسيين من غرفة نومه وبملابسه الداخلية- وهكذا مصير ونهاية الطغاة المتغطرسين ، وأنظر إلى الطاغية لما ركب رأسه ورفض أن يتنحى أو يرحل ماذا حدث له ... وأيّ مصير وأي مآل – آل إليه هو وأسرته .. قتل وتشريد وأسرْ ..
والحكمة المستفادة من هذه التجارب هي يا سيدي المستشار أن تتأمل فيما يلي من أقوال وحِكم :-
أن البليّة أن يكون الرأي بيد من يملكه دون من ُيبصره .
والشاعر الحكيم يقول في السياسة :-
يسوسون البلاد بغير عقل    ***  فينفذ أمُرهُم ويُقالُ سَاسَه
فأٌفٍ من الحياة وأُفِّ مِنّي    ***  ومن زمن رئاسته خساسه
ويقول آخر :-
الأيام دول والدهرُ تصاريف وما ألذّ العيش لو أمِنَ الإنسانُ كَيدَ أخيه الإنسان .

                                 ؛؛؛؛؛ تمـــت الحـلقــــة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق