الأحد، 29 سبتمبر 2013

حذار من النسيان الحلقة الاولى


حذار من النسيان
الحلقة الأولى   11 سبتمبر 2013      بقلم: إبراهيم السنوسي امنينه
قال حكيم: إذا سكتّ أنت وسكتُ أنا فمتى يعرف الناس الحقيقة؟
" حذار من النسيان " عبارة تعني نصيحة وهي وردت في رواية "أولاد حارتنا" للكاتب الأديب الراحل نجيب محفوظ، ذلك الكتاب الرواية الذي يتألف من 114 فصلاً- وكأنه يوحي بعدد سور القرآن الكريم -  وفي ختام كل فصل نجد هذا التحذير "حذار من النسيان". هذا الكتاب الذي حظره ومنعه بعد أن جمعه من المكتبات حراس كافة الأنظمة المتجمدة من دول عربية بعينها ما عدا دولة لبنان الحرّ، والذي دفع الثمن وكان الثمن باهظاً من الدم والمال وخراب الديار في سبيل الضمير والحرية.
بالله عليكم أعطوني سبباً واحداً يبرّر حظر هذا الكتاب الرواية مثل كتاب "أحجار على رقعة الشطرنج"  ((pawns in the game)) أو كتاب " ضباب أحمر يعلو أمريكا " (Red Fog Over America) وكلها من تأليف "الأدميرال وليام غاي كار" William Guy Carr وهو كندي الجنسية، وكان قد اغتيل في العام 1959م في حادث يكتنفه الغموض هذه الكتب تم جمعها من المكتبات العالمية بما في ذلك ليبيا أوائل السبعينيات من القرن الماضي، والسؤال هو لماذا تم حظر هذه الكتب؟ ولماذا اغتيل مؤلفها؟ ولماذا اكتنف الغموض حادثة اغتياله؟ .
وخلال الثمانينيات كنت في زيارة سياحية إلى دمشق وزرت إحدى المكتبات وأخذت أقلّب في الكتب المرصوصة على الأرفف فأتاني صاحب المكتبة وهو في السبعينيات من العمر وبادرني بالسؤال:  "شو بَدًّكْ إستاز" " بالزاي كما ينطقها أهل الشام" فأجبته: أبحث عن كتاب: "أحجار على رقعة الشطرنج" ! فنظر إلى قائلاً متسائلاً ومتعجباً: "عم تحكي جادّ؟" ففهمت ماذا يقصد فالكتاب عندي وسبق وأن اشتريته من مكتبة في ليبيا قبل انقلاب سبتمبر المشؤوم بأسابيع قليلة، لكنني بسؤالي لصاحب المكتبة كنت أبغي التأكد من أننا وحافظ الأسد وشعبه كنا في نفس القارب "الديمقراطي الحرّ" .
ونحن في سياق نصيحة الراحل الأديب الروائي نجيب محفوظ وتحذيره لنا من النسيان فإني أحذَر نفسي وشعب ليبيا من النسيان! فإنه كارثة.
أولاً: ألاّ ننسى ما فعل بنا ذلك الذي اسخفّنا فأطعناه هو وأولاده ولما طارده شباب 17 فبراير قرب مصراته ووجدوه حيّا في أنبوب للصرف الصحي هو والعبد الآبق بادروه بعبارات عتاب ولوم على ما فعل بنا من أفاعيل طيلة أربعة عقود ونيّف، أتصوّر أن ردّه كان كما يلي:
" وقال الشيطان لما قُضِيَ الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلاّ أن دعوتكم فاستجبتم، ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ، إني كفرت بما أشركتمون من قبلُ إن الظالمين لهم عذاب أليم – صدق الله العظيم - :- سورة إبراهيم – الآية 22 
كان ذلك فرعون ليبيا وحسابه عند ربِّه إذ طغى – بل ذلك هو الشيطان متلبساً، وذلك منطقه!!
أما فرعون مصر فقد قال له الذي أغرقه سبحانه وتعالى:- (( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون))
 صدق الله العظيم – يونس – الآية 92
وبالفعل كان الله قد صدق وعده، وتقبع الآن مومياؤه محنطة في تابوت في أحد المتاحف في مصر ورأيته رأي العين في العام 1977م، وأنصح من خلفوه في ليبيا، أن يأخذوا العبرة وألاّ يكونوا من الغافلين وأن يكون فيما حدث لفرعون مصر عظةً لهم حتى وإن كانوا من إخوان ليبيا الذين يدعون بأنهم مسلمون – اتعظوا واخشوا ربكم الذي يقول فيكم كما قال في فرعون مصر:
" الآن وقد عصيتَ من قبلُ وكنت من المفسدين " يونس 91
يا زيدان ويا صوّان ويا كعوان ومن لفّ لفكم من الإخوان إنكم عن آيات ربكم لغافلون، وأنكم لربكم لفي عصيان وإنكم من المفسدين فاحذروا النسيان!
ثانياً: ألاّ ننسى من ركبوا موجة ثورة شباب 17 فبراير، ممن أتت بهم الأقدار والصدف المحضة يوم 2 مارس 2011 وهو يفتقر تماماً إلى خبرة القيادة أو الرئاسة وكل ما لديه من مؤهلات هو فقط ليسانس أو إجازة من كلية القانون من جامعة عمر المختار بالبيضاء في تخصص "شريعة" يعني طلاق وزواج وأحوال شخصية ومواريث.
كيف التقى هو ومجموعة التكنوقراط التابعة للمقبور فرعون، وكان قد انتقاهم سيف أبيه سيف الأزلام لتفعيل مشروعه الطموح والذي أسماه (ليبيا الغد) ذلك المشروع الذي مات في المهد وأستطيع القول أن الذي أماته وأقبره ثم إذا شاء أنشره، هو فرعون نفسه عندما أدرك أن السيل لا محالة جارفه، وأن الحرس الحديدي الأصم كان قد كشف له عن مخطط ولده أبي الإصبع المبتور في الزنتان، لإزاحته عن السلطة كما فعل أمير قطر حمد بن خليفة بن حمد آل ثاني لأبيه، السلطان خليفة بن حمد آل ثاني في العام 1996م وتوليه الإمارة مكانه مع ترحيب أمريكا والغرب والأعراب كذلك عن قبولهم وترحيبهم بدماء جديدة يمكن التعاون معها بعيداً عن أجواء شيوخ الكوفية والعقال والله هداش.
 وأما بالنسبة لكيفية الاستيلاء على ثورة 17 فبراير وسرقتها آليّة التنادي التي استخدمت لجمع هؤلاء اللصوص واستلام زمام القيادة، فلا يمكن أن تكون ممثلةً في هذا الشيخ الشبح، إذ أنه رغم أن سيدة ليبيا أمّ الأشرار والتي لها صلة دم وقرابة بزوجة هذا الشيخ، هي التي أوعزت لفرعون ذي الأوتاد أن يرسّمه وزيراً للعدل – وأقول رغم كونه يحمل حقيبة العدل فضلاً عن توصيات أم الأشرار تلك ووقوفها خلفه وإسناده، فإنه كما سبق وأوضحنا لا يملك المبادرة ولا الشجاعة ولا ملكة القيادة وبالتالي فإن فكرة التنادي تعتبر (صقع عليه شويّة) غير أن التكليف السري المباشر من أصحاب المصلحة الحقيقية في بقاء النظام هو الوارد حصوله كما حصل في إمارة قطر في أواخر التسعينيات من القرن الماضي كما ذكر أعلاه (يعني الولد ينقلب على أبيه).
نتحدث عن هذا الكم الهائل من الأخطاء المميتة والاتصالات المشبوهة والتصريحات الكاذبة التي صدرت عن هذا المستشار اللغز إنما تضعنا في حيرة من أمرنا ولا ندري (( أ شرٌّ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً ))؟ .
 من أين جاءنا هذا الشهاب الصاعق وهل هبط علينا من السماء بعد أسبوعين من نشوب الثورة؟ قلنا أنه لا يملك لا المبادرة ولا الشجاعة ولا الخبرة السياسية أو العسكرية ليقود هذه الثورة، لذلك فإن قراراته ستكون بالضرورة معيبة وبها الكثير من القصور والتجنّي حالة كونه قد اعتاد أثناء قيامه بعمله الأصلي وتصريف أموره كقاضي أحوال شخصية "طلاق ونكاح ومواريث" - اعتاد على عدم اللجوء لمستشارين يعود إليهم بغرض الاستشارة والمداولة والتباحث، فتأتي بالطبيعة أحكامه نابعة فقط من رؤيته الشخصية المحدودة وأفقه الضيق، وهذا الرئيس والراعي الشيخ "الطيب" قاضي الأحوال الشخصية نسأله اليوم لماذا هرب يوم السبت 19 مارس 2011 وترك رعيّته (( نهباً )) لأرتال الطاغية ومرتزقته لولا أن شاء الله غير ما نَووا، متوجهاً إلى مصر لينضم إلى جرذان السفينة بعد أن تم خرقها، وفي منتصف الطريق علم بحصول نصر الله وهزيمة جند الشيطان، ونتساءل لماذا هربتَ قاصداً مصر لتتضامن مع فلول اللاجئين من أعمدة النظام السابق والذين بلغ عددهم ربع مليون جرذ فروا بعائلاتهم وأموال الشعب- ذلك صبيحة يوم السبت 19/3/2011 – أي يوم الأرتال، ذلك بعد ان أرسلتَ أولادك للخارج قبل أيام بعد أن علمت بأن عصابات صف الغرب قادمة في طوابير لتلتهم وتحرق الشرق الآمن كما وعدنا سيف أبيه أبو الإصبع المقطوع منذ شهر مضى في ذلك الزمان – يوم 20 فبراير 2011-  لتُغتصب حرائره وتُغلّق الحدود مع مصر ليتفرغ (أعني فرعون وهامان وجنده ومرتزقته) لمن في الداخل.
لقد شوهدت وأنت تُجري مكالمة في لقاء هاتفي مع جزيرة الأحلام في البيضاء مسقط رأسك، ثم شوهدت في طبرق وأنت تكذب على الناس هناك، ولما علمت أن أشاوس بنغازي شتّتوا شمل الأرتال ودحروهم بالاشتراك مع نسور الجو الثمانية من قاعدة بنينة الجوية الذين استشهدوا جميعاً بعد أن هزموا أرتال صهرك ومرتزقته من إفريقيا ومن بقايا الدول المتشرذمة في أوروبا الشرقية، ومن المحسوبين على ليبيا من قبائل صف الغرب، وأنت تعرف المقصود بمصطلح صف الغرب               – شر هزيمة – ولمّا علمت ذلك طفقت عائداً نادماً حائراً كيف لك ان تبرّر هروبك وإدبارك وخيبة أملك وبوار حالك و " طياح مزالك" قال تعالى في سورة يوسف الآية 110:
بسم الله الرحمن الرحيم : " حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كُذّبُوا جاءهم نصرنا فنُجِّي من نشاءُ ولا يُردُّ بأسنا عن القوم المجرمين " صدق الله العظيم

إلى اللقاء في الحلقة الثانية