الأربعاء، 21 مارس 2012

ثورة 17 فبراير في الميزان و إلي أين ؟ (الحلقة 4 )


ثــورة 17 فبرايـر فـي الميــزان
وإلــى أيـــن ؟
الحلقـــــة (4)                                                 بقلم : إبراهيم السنوسي إمنينه                                    
26/12/2011 م             
لابد من الشك حتى نصل إلى اليقين

نتوقف اليوم مؤقتاً عن الحديث عن الثورة الفرنسية لنعود إليه لاحقاً ، وذلك لحدوث بعض التطورات المهمة في مسيرة ثورة 17 فبراير تستوجب التوقف عندها والحديث عنها .
دعوني في البداية أن أذكّر القارئ الكريم بأننا كنا قد بدأنا هذه الحلقات بإستحضار المناخ السياسي والإجتماعي والتعليمي والحضاري في ليبيا في عام 1955م ، بعد مرور 4 سنوات ، على حدوث الإستقلال ، ولنا في ذلك فلسفة متواضعة وغرض نبيل يتمثل في عرض بانوراما بكافة الأطياف ترضي كافة الأطراف ، كما إستحضرنا التاريخ منذ بداية شروق عهد الإستقلال ،
ولعلكم تلاحظون بأننا في الحلقة الأولى والثانية عند مرورنا على الموقع أو الميدان الذي شيّد فيه وقُوّض ضريح شيخ الشهداء عمر المختار ، فإننا نتصفح في ذلك تاريخياً من عقود وآماد من الكفاح والإستشهاد والتضحيات في سبيل الوطن حتى تحقق الإستقلال فبنينا ضريحاً متواضعاً يذكرنا بالأبطال والشهداء الذين صنعوا هذا الإستقلال وحققوا لنا الحرية الحمراء التي كان لها باب تدقّ عليه الأيدي المدرّجة بدمائهم طيلة عشرين عاماً ، ثم (أوتي) بمن يقوّضه ويسوّيه بالأرض – بعد ثمان عشرة عاماً ، وينفي رفاته التي كانت بداخله لسنوات طويلة ترقد في سلام وسكينة وهدوء حذر – كما لو كانت تترقب وتنتظر – ولعلّ روح هذا الشهيد كانت ترصد أمراً فيه شئ من الإضطراب . وكنا قد قلنا في الحلقة الأولى : وأنت آتياً من ناحية شرق بنغازي ، ومّولياً ظهرك لضريح شيخ الشهداء عمر المختار ... وعلى يسارك يقع كذا ... وكذا ... فإننا كنا نعني المباني التي تشغلها المؤسسات الخاصة بالتعليم والقوات المسلحة والصحة والعدل بما في ذلك صرح الديموقراطية برلمان الشعب في ميدان الشجرة الذي كان يحوي المعارضة الحقيقية ونواب الشعب وشيوخه المنتخبين .
التاريخ يعيد نفسه :
سبحان الله لم أكن لأتصور مهما شطح وجنح بي الخيال وأنا أبلغ من العمر آنذاك ستة عشر عاماً ، أدرس تاريخ الثورة الفرنسية باللغة الإنجليزية في ذلك المعهد التجاري الثانوي بشارع عمرو بن العاص .
لم أكن لأتخيل بأن هذا المكان والصرح المقدس ، أي برلمان الشعب الذي كان يربض شامخاً في ميدان الشجرة في نهاية شارع عمرو بن العاص (فياريوجينا – أي ملكة إيطاليا إبّان الإحتلال) ، لم أكن لأتصّور أن يحتضن هذا المكان المئات من شباب مدينة بنغازي بعد مرور أربعين عام ونيّف ، إذا ما علمنا بأن أكثر من ثلثي هؤلاء المعتصمين لم تصل أعمارهم إلى الأربعين بعد – أي أنهم كانوا قد ولدتهم أمهاتهم عبيداً ولم يتذوّقوا للحرية طعم ، والنّير في أعناقهم هم وأعناق آبائهم وأمهاتهم !!! نعم لم أكن لأتصور ولا أتخيل أن يحدث ذلك !!


غير أن ذلك قد حدث والحمد لله وبإذن الله سوف يحدث أثره .
ولابد من صنعاء وإن طال السفر .
ولا تخافوا على ثورتكم أيها الشباب المعتصمون المؤمنون فهي مأمورة بإذن الله من أجل الشهداء ومن أجلكم ومن أجل الجرحى ومبتوري الأوصال ، ومن أجل الأرامل والثكالى والأيتام .
فوالله ثلاثاً لقد قاتل معكم وجنباً إلى جنب جند الله من ملائكته المجنّحة ، إلى أن تحرّر تراب ليبيا بكامله .
لابد من الشك حتى نصل إلى اليقين والإيمان
نعم فإن الشعب كله لديه الكثير من الأسئلة وليس فقط المطالب التي أعلنوها ، فلا البيان الذي أعلنه السيد المستشار أمس الأول والذي يشتمل على خمسة عشر فئة من موظفي الدولة أو الشركات أو حتى من ذوي الأعمال الحرة ، من ضابط إلى سفير إلى وزير إلى وكيل وزارة إلى نائب إلى كل من تعاون أو تعامل مع الطاغية المقبور أو أحد أبنائه أو أي مخلوق كان قد ساهم ولو بكلمة مكتوبة أو مقروءة أو مسموعة أو مرئية – في إطالة أمر بقائه ، أي الطاغية على عرش الطغيان ولو لدقيقة واحدة – سيان كان هذا العون داخل البلاد أو من خارجها ، أقول هذا البيان المعلن أول أمس هو في أحسن الأحوال تحصيل حاصل ، حتى ولو كان سيادة المستشار قد وضع نفسه على رأس تلك القائمة بإعتباره صهراً للطاغية كما يقال وثانياً بإعتبار أن سيدة الجماهيرية الأولى – أم الأشرار – هي التي كانت قد أقنعت الطاغية بتوزيره بحقيبة العدل . وحتى ولو كان قد قدم إستقالته من تلك الوظيفة قبل إندلاع ثورة 17 فبراير ، غير أن الطاغية رفض قبولها ، فإن ذلك لا ولن يعفيه من المسئولية ، إذ قيل أنه كان قد أمره الطاغية بشّد الرحال إلى البيضا يحمل في محفظته حوالي 200 مليون جنيه لتقديمها كرشوة للثائرين هناك لإقناعهم بالتراجع عن التظاهر يوم 16 فبراير 2011 م الذي كان قد بدأ التنادي له بالتواصل مع " الفيس بوك " قبل ذلك بأسابيع بمناسبة مرور خمس سنين على قمع المظاهرة التي قامت أمام السفارة الإيطالية في بنغازي إحتجاجاً على وزير إيطالي في وزارة برلسكوني الفاسق صديق الطاغية ، الذي له قضايا وجرائم نسبت إليه في مجال " الإغتصاب " ، مثله في ذلك مثل الطاغية ذاته الذي أصبح قدوةً ومثلاً يحتذى لرئيس وزرائه البغدادي المحمودي ، ووزير آخر مقرّب للطاغية إسمه " الخبيث المعكّر " وكنا قد إستمعنا جميعاً إلى مكالمة هاتفية مسجلة كانت قد جرت بين رئيس الوزارء المذكور وهذا الخبيث العكر تحرض على إغتصاب حرائر " زواره " !!! وكنا أيضاً قد إستمعنا إلى مكالمة هاتفية أخرى بين الطاغية قبل أن يلقى حتفه والخبيث المعكر ذُكرت فيه أسماء نسوة ، يطمئنه على أن الأمور في بنغازي وفي قمينس تمام ...
وخلال تلك المكالمة يسأله الطاغية : " النبي شن حال مريم ؟ وشن حال حوا ؟ "
نعود الآن إلى الوزير الإيطالي الذي كان قد إرتدى قميصاً يحمل رسوماً غير لائقة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم لا تعكس سلوكه ولا طهارته ولا دينه السمح ، بل العكس تماماً ، وكانت تلك المظاهرة قد قامت بتاريخ يوم الجمعة 16 فبراير 2006 م أمام مبنى السفارة الإيطالية في شارع عمرو بن العاص ، وكان الغرض منها للإحتجاج على سياسة إيطاليا التي سمحت لهذا الوزير النزق بأن يرتدي ذلك القميص ، وقد تمكنت قوات أمن الطاغية (الأمـن الداخلـي) بقمع وتفريق المتظاهرين وذلك بإطلاق الرصاص الحي


عليهم وقتل البعض والقبض على البعض الآخر ، وذلك بأوامر صدرت عن " الراهبة " هدى بن عامر – أم الدكتورة هناء – سفاحاً من الطاغية – والتي لازالت على قيد الحياة ، ومن المتعارف عليه أن الطاغية كان قد إدعى بأن هنـاء هذه قد ُقتلت وهي طفلة " أثناء القصف الجوي والعدوان الأمريكي البريطاني الأطلسي البربري الفاشل على بيت الأخ قائد الثورة في شهر الطير الماضي في العام 1986 م "
هذه إحدى الجمل والتصريحات المتواترة على لسان الطاغية منذ يوم 14 ابريل 1986 م إلى تاريخ 20/10/2011 م ، يوم أن لقي مصرعه هو وولده ، وكان هذا ديدنه في إستغلال ذلك الهجوم – الذي نرى أنه كان مبرراً وكان إنتقاماً لأعمال إرهابية وتصفوية كان قد قام بها أعوانه بالخارج – نقول أنه كان يستعمل هذا الهجوم ويستغله كما إستنغل معاوية قميص عثمان كلما صعد على المنبر ! وكلاهما أي القذافي ومعاوية ، كانا صنويْن ومثلينْ صارخينْ للإرهاب والطغيان والإنقضاض على الإمارات والسلطات الشرعية في البلاد الإسلامية منذ صدر الإسلام .
مع الإعتذار عن هذا الإسترسال المسهب والذي فرضته ضرورة السرد المعلوماتي للتذكير ببعض التفاصيل ، فنواصل :
فنقول أن سيادة المستشار قد تولى القيام بمهمة رشوة الأشراف من شيوخ وعيون ورجالات مدينة البيضا ، وثوراها للتراجع عن الحراك الذي كان النظام بمن فيه السيد المستشار ، يخشى أن يتحول إلى ثورة تقوّض أركانه . وهو ، أي السيد المستشار ، إذ كان يخاطب شيوخ ورجالات مدينة البيضا وعلى رأسهم من يدعى  " راشد " ، تقدم بذلك المبلغ الذي كان يحمله معه كالذي يحمل أسفاراً قائلاً : هذا المبلغ إعتبروه هدية من القائد ، إصرفوه حيثما شئتم وكيفما رأيتم لحل مشاكل أهل البيضا !! وعند ذلك رد عليه " راشد " قائلاً : شعب البيضا لا يبتغي منك ولا من القذافي شيئاً .. إلا أن يتنحى أو يرحل فقط !!
وهكذا ودّعوك شيوخ وأعيان ورجالات وحكماء وثوار وعقلاء البيضا وكسروا الزير وراءك !!
ويجدر بنا بهذه المناسبة أن نذكّر بما جاء في كتب التاريخ :-
كان الكونت دي ميرابو Mirabeau, Compte ينتمي إلى طبقة النبلاء عندما إندلعت الثورة الفرنسية يوم 14/7/1789م ، وكان يتمتع بنفوذ كبير في البلاط الملكي (بالرغم من أنه لم يكن صهراً للملك لويس 16) ، فإنضم إلى ثوار يوليو ضد النظام الملكي وصار أحد أقطابها ومحسوباً عليهم ضد الملكية والملك والملكة ... ومرت الأيام تطوي وحوكم الملك لويس وحكم عليه بالإعدام بتهمة الفساد والتخابر مع دول أجنبية وأُودع بسجن باريس . وقبل أن يُنفذ الحكم بإعدامه بالمقصلة هو والملكة يوم 21 يناير 1793م ، اكتشف الثوار أن هذا الميرابو يحاول تهريبه من سجن باريس إلى منطقة أخرى حيث توجد قوات مازلت تابعة له (أي طابور خامس أو خلايا نائمة) ، حينئذ أصدر هؤلاء أوامرهم بقتل ميرابو وذلك عن طريق وضع السم له في الطعام ، وبدا للعامة أن وفاته  نتجت عن إنتحار !!    
نعود إلى طلبات هذا الشعب فنقول أنه قد تبقى لديه أسئلة ولديه شكوك ... ولمّا يصل بعد إلى الإيمان والثقة بكم أيها المجلس العتيد .



قال تعالى في محكم كتابه العزيز في سورة الأنعام في الآيات المنصوصة فيما يلي :-

بعد بسم الله الرحمن الرحيم :-
(فلما جنّ عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين(76) فلما رءا القمر بازغاً قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكوننّ من القوم الضالين(77) فلما رءا الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون(78) الأنعام . صدق الله العظيم
كانت هذه الآيات الكريمة تمثل رحلة من مراحل حياة وتجارب سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام مع الكفار من عبدة الأصنام بما في ذلك والده . لجأ إلى الشك وإستعان به وقام بتحليل ما يجري حوله بالمنطق إلى أن أوصله هذا التحليل المنطقي إلى وجود إله واحد هو الله لا غيره فأستوثق بإيمانه وإستيقن به .
ومن الناس من غير الأنبياء عدد لا أقدر على إحصائه فمنهم في القرن العشرين وقد فارقوا هذه الحياة وهم مؤمنين بالله أشد الإيمان وبعد أن كانوا إما على دين آخر أو كانوا ملحدين ولهم كتب في ذلك ، أمثال د. عبد الرحمن بدوي و د. مصطفى محمود ومحمد أسد الذي كان يدعى ليبولد البلجيكي وغيرهم كثر ..
كانوا قد بدءوا حياتهم بالشك والتشكيك وكتبوا في ذلك كتباً ثم قادتهم التجربة إلى الإيمان الشديد بالله ودينه وإستوثقوا منه وماتوا مخلصين له الدين .
فالشك فيكم أيها المجلس وملحقاتكم واجب علينا ويملأ وجداننا وسوف لن نستريح أو يغمض لنا جفن حتى ينكشف المستور أو أن " يفور التنّور " .
أما عن الأسئلة المحيّرة وعلامات الإستفهام والتعجب (وليس الإعجاب) فكثيره وحصرها غير ممكن ، لكننا نورد بعضها لضيق المجال :
1- لماذا لم يصدر عن المجلس التقرير الشافي الوافي عن نتيجة التحقيق في مقتل رئيس الأركان عبد الفتاح يونس حتى الآن ، وإن تأخركم في إصداره لا يعني إلا شيء أو سبب واحد وهو أنكم متواطئون مع القتلة ؟

2- ما قصة وأسباب غض طرفكم وبصركم عن تجاوزات وزير الدفاع السابق جلال الدغيلي ، هذه التجاوزات التي يمكن أن ترقى بعضها إلى جرائم ؟
3- كيف سمحتم لعضو مجلس قيادة الثورة السابق عبد السلام اجلود بالهرب خارج البلاد ، وأنتم تعلمون أنه نهب جزءاً كبيراً من ثروات البلاد ، ولابد أنك كنت تعلم كما يعلم أغلب الناس أن هذا الشخص كان على قائمة فاحشي الثراء العالمي أمام الرقم (5) وذلك في أواخر السبعينات من القرن العشرين .
4- أين عبد الله السنوسي ، أهو حقاً في ليبيا أم هربّوه إلى مالي ؟
5- ما قصة أعداء الشعب وثورة 17 فبراير الذين هربّوا إلى الخارج بأموالهم وأقاموا فيها بأموال الشعب ومنهم سفاحين وقتلة ، ومعرضون على إغتصاب حرائر الوطن ، أمثال الوزري وأخوه ، ومفتاح بوبكر ، والطيب الصافي ، وجمعة امسلّم ومن اللجان الثورية الباطشة .
6- ما هي قصة غض البصر ، وحجب العلومات عن المطالبة من عدمها من طنطاوي حاكم مصر العسكري ، أن يسلّم لنا المجرم اللّص أحمد قذاف الدم ، العابث بأموال الشعب الليبي ، وهل وراء قصة غض البصر عن هذا اللص العابث ما وراءها مثل ما تقول الشبكة العالمية : مبالغ تصل إلى (15) مليار جنيه أو دولار دفعها لكم مقابل تركه وشأنه يعبث كيفما شاء ؟
7- ما هي القصة الحقيقية لنقص السيولة وتضارب تصريح رئيس المجلس مع تصريحات باقي الأعضاء في هذا الشأن ؟
8- ما هي قصة أحد الوزراء الذي وصفه البعض بأنه مقاول وإشتهر ببيع (الهناغر في أحد المعسكرات) وأنه كان وكيلاص لأمّ الأشرار في تجارة الموز ، وأشياء أخرى ؟
9- أين مصطفى الخروبي ، وبشير هوادي ؟ 
10- لماذا لم تبدءوا في محاكمة الخلايا التي كانت نائمة ، وإستيقظت وشرعت في الشعب تقتيلاً يوم سقوط الكتيبة وما بعد ذلك لقد حجزتموهم في معسكر 17 فبراير (7 ابريل سابقاً) ومازالوا هناك يستهلكون طعاماً وشراباً ورعاية ؟
11- أكثر من عشرة أشهر مرت على إندلاع ثورة 17 فبراير وبالرغم من ذلك نتسائل :
أ- لماذا لم ترمم محكمة إستئناف بنغازي وكافة مراكز شرطة بنغازي ، ومكتب اللجنة الشعبية للبلدية ومركز الشفاء للعلاج الطبيعي في بنغازي بعد أن دمروها الهاربون من مقر الكتيبة في البركة حتى الآن ؟
ب- لماذا تعطل القضاء بصفة عامة عن أداء واجبه ونظر قضاياه ودعاويه حتى الآن ؟
ج- لماذا لم يستطيعوا حفظ الأمن في بنغازي ووقف إطلاق الرصاص العشوائي ، وعدم قدرتكم على فرض تسليم السلاح الذي لدى الثوار ؟
د- وبإعترافكم ، فقد عجزتم عن تحقيق ذلك ، أليس من واجبكم ان تخرجوا علينا بتصريح يوضح ذلك ، مذيّلاً بإعتذاركم وإستقالتكم ؟
   

؛؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق