الثلاثاء، 22 يناير 2013

تاريخ ما اهمله التاريخ-3



تاريخ ما اهمله التاريخ-3
الحلقة الثالثة                                                          21-1-2013م
بقلم : إبراهيم السنوسى أمنينه


نموذج لفتاوي شيوخ آخر الزمان

لو دار الزمان دورته إلى الوراء ليكون الشيخ الصادق الغرياني مفتيا للديار الليبية و شيخ الإسلام في بنغازي ( متصرف ليك) ويكون السلطان الخليفة هو السيد رئيس المجلس الانتقالي , فيجتمع كل من الصدر الأعظم عبدالرحيم الكيب ,وناظر الداخلية فوزي باشا عبدالعال ,وناظر الحربية جلال باشا الدغيلي ,وناظر الخارجية عاشور بن خيال وسعادة النائب العام عبدالعزيز باشا الحصادي ووزير المالية بلطجي باشا بوشاقور ,وقائد الجيش اسامة باشا جويلي وقائد (الالاي) يوسف باشا المنقوش – كل أولئك اجتمعوا بالشيخ المفتي الفقير إلى الله شيخ الإسلام الصادق الغرياني  و رجوه ان يصيغ فتوى بعزل السيد رئيس المجلس الانتقالي ,و بالفعل تم وهذا  هو نص الفتوى:

(اذا كان (زيد) ,وهو إمام المؤمنين و خليفة المسلمين في ايالة طرابلس الغرب و بنغازي متصرفليك قد قام بالفعل بنهب البلاد وظلم العباد وسرقة المليارات وتهريبها وقام ايضا بالمساعدة في تهريب العبد الابق بشير صالح مع ملياراته وذهبه و مجوهراته و ألماسه إلى دولة الفرنسيس الصديقة ,كما قام ايضا بتهريب عائلة الملك  السابق لويس السادس عشر و زوجته ام الأشرار ماري أنطوانيت وبقية أولاده مع المليارات من الدولارات وكميات كبيرة من المجوهرات و الذهب و الألماس , كما ساهم في اغتيال المرحوم رئيس أركان الجيش الليبي مع اثنين من مساعديه من ضباط الجيش) .

(وإذا كان الخليفة أمير المؤمنين خلال شهر مارس 2012 قد كلف القضاء العسكري الذي كان يتكون من خلايا فاسدة متعفنة من بقايا النظام السابق وجلسوا على منصات قضاء المجلس الانتقالي وكان منطوق حكمهم على الذين جاءوا مع الارتال و المرتزقة يوم السبت 19 مارس 2011 و اقتحموا أسوار مدينة بنغازي متصرفليك وقتلوا ما شاء الله وكانوا قد اغتصبوا من شاءوا من نساء في عاصمة برقة و هي مدينة اجدابيا قبل ان يصلوا الى ريف بنغازي من الغرب – و اعترفوا بجرائمهم و ندموا على أفعالهم –وكان منطوق الحكم بالنص كما يلي :
(اذهبوا فانتم الطلقاء ,فمن اعترف بذنبه كمن لا ذنب له بمن فيكم ام المؤمنين الطاهرة ( دلال) الشهيرة التي كانت قد شوهدت و هي تطلق النار على الثوار أثناء المعارك , وعندما احتج جمهور البائسين على ذلك رد القضاء العسكريون بصوت واحد قائلين
(نحن طبقنا مقترح وفلسفة ورؤية صاحب النيافة السيد المستشار التي تدعو للمصالحة الوطنية و تقول :
(أحبال السوّ طاحن في بير و الدم أمغطي العيب )
 يا سلام فيه واحد يسيب أبلاده !!؟
فبعد كل هذه الجرائم و التجاوزات فهل يجوز أم يجب شنقه أم نفيه إلى جزر سيشيل أو سيلان أو قبرص أو سانت هيلانه مثل سعد زغلول أو احمد عرابي أو نابليون , أو إلى الجزائر ثم ملاحقته هناك و خنقه؟

(نعم يجب خنقه في مدينه متصرفليك بنغازي وليس نفيه) .
 الفقير إلى الله شيخ الإسلام
الصادق الغرياني
ايالة طرابلس الغرب وبنغازي متصرفليك

تابع شيوخ آخر الزمان و فتاويهم
الشيخ الصادق الغرياني عفا الله عنه هو الذي أطلق عليه الناس في بنغازي لقب ( مفتي المسيرات ) فلماذا؟

المسيرة الأولى
مال واحجب وادعى الغضب!!
حدث خلال صيف العام الماضي ان قرر شباب بنغازي القيام بمسيرة احتجاجية سلمية اطلق عليه جمعة أنقاذ بنغازي تنطلق بلافتاتها من امام فندق تبستي في اتجاه ثلاثة او اربع مقرات او معسكرات لمسلحين غير شرعيين كانوا قد رفضوا تسليم اسلحتهم بعد تحرير البلاد  ,مروعين,سكان بنغازي وطالت سطوتهم بقايا الجيش النظامي و اصبح عاجزا تماما في مواجتهم مؤكدا ان القوات المسلحة الشرعية لا قبل لها بنزع سلاح  هولاء المتمردين الذين قاموا حتى تاريخ المظاهرة باغتيال عدد من كبار الضباط التابعين للجيش الليبي الرسمي الذين كان اغلبهم قد ساهم بفاعلية مشهود لها اثناء حرب التحرير لا يجحدها احد – بلغ عددهم حوالي 31 ضابط  منهم : هدية,و القندوز ,بدر خميس,والدرسي ,وصلاح الوزرى ,ثم بدات موجات نبش القبور وهدم الاضرحة ومنها قبور الصحابة في درنه الصحابي الجليل الشهيد زهير البلوي اسشهد و رفاقه دفاعا عن حدود مدينة درنه عام 76 هجري ضد كفار روما و المرتدين البربر ,ودفنوا هناك في مدينه درنة وبني بالقرب من اضرحتهم مسجد اسموه مسجد الصحابة ,واستمرت هذه الظاهرة الابليسية لتشمل مدينه بنغازي و الرجمة و الكفرة و التاج و زليتن و طرابلس حيث دمروا المسجد الاسمري و مقام سيدي عبد السلام الاسمر ,حيث نبشوا جثث اولياء الله الصالحين في كل هذه المقابر و القوا برفاتهم خارج مثواهم الطاهر
ترى من وراء هولاء الضالين ؟ومن يحميهم؟ ولماذا  غض الطرف عن نزع سلاحهم ؟ ومن االذي يمولهم لوجستيا وماديا و يبارك جنوحهم و جنونهم هذا وكفرهم البين ؟ ومن له المصلحة في ذلك ؟

جمعة انقاذ بنغازي

 اضطر الاحرار الشباب في بنغازي ان يعلنوا عن عزمهم علي القيام بتنفيذ تلك المسيرة السلمية والاعلان عن  خط سيرها قبل موعدها بثلاثة اسابيع تقريبا بلصق الملصقات على الجدران في كل مكان وحث سكان بنغازي من كافة الاعمار على المشاركة  في تلك المسيرة التي كان الغرض منها انقاذ بنغازي من حالة انعدام الامن و الامان و انتشار السلاح و الذخيرة بشتى انواعها بغرض الاقتناء و توفير الحماية للانفس البريئة و العائلات للدفاع عن العرض و الذود عن البيوت –اذ  كثرت حالات الخطف بهدف الفدية ( وهي الجزية عند اهل الذمه في نظر اولئك التائهين الضالين عليهم لعنة الله امين) او بهدف القتل من اجل عقدة القتل التي رسخت في نفوسهم المريضة ,او بهدف الخطف الذي ربما يؤدي الى الاغتصاب او ترويع الناس و انهاء المؤسسات و اجهزة الدولة ,لا سيما وان هذه الدولة و اركانها الرئيسية وركائزها مؤسسة على الخلايا التي كانت نائمة  و لكنها مبرمجة و تدار عن بعد عقب انهيار دولة الكفر و الالحاد عن طريق هذه الخلايا لتسقط في ايدي المجرمين العتاة ليستعيدوا اسيادهم و عرابيهم من المنافي ليمارسوا شيطنتهم من جديد و اقرب مثال على هذا الفوضى و الترويع هو ما حدث في انجلترا في منتصف القرن السابع عشر ارى من الضرورة ان نروي جزءا يتشابه بما يجري الان في ليبيا (اقتباس ):
فقد انقسم الشعب الانجليزي المسيحي في منتصف القرن السابع عشر الى معسكرين بروتستانتي وكاثوليكي ثم انقسم المعسكر البروتستانتي الى طائفتين : الملتزمون و المستقلون ( وهو ما يحدث الان في مصر و في تونس و لا قدر الله في ليبيا بعد نشوب الحرب الاهلية كما تنبا وتمنى سيف الازلام يوم 20/2/2011 وهدد باصبعه الذي قطعه له ابطال و ثوار الزنتان ,و تنقسم البلاد  و تتصومل و لتصبح عراقا اخر و يمنا اخر و سوريا اخرى ,طوائف من الملتزمين الذين اسميهم زنادقة  وشلواشه,ومستقلين يعني مؤمنين وسطيين
(وكذلك جعلناكم امة وسطا)
 انتهت الجملة الاعتراضية في الاقتباس .
ونواصل الحديث عن الثورة الانجليزية فنقول : وانهمر الذهب كله من جهات مجهولة على المحرضيين و رءوس الفتنة وكان ملك انجلترا انذاك هو شارل الاول , وعندما تم الايقاع بينه و بين البرلمان اتصل احد رءوس جماعة المرابيين العالميين اليهود في هولنده المدعو (مناسح بن اسرائيل ) بالقائد الانجليزي الشهير ( اولييفركروموبيل ) وعرض عليه المبالغ الطائلة من المال لتنفيذ المشروع الخفي الرامي الى الإطاحة بالعرش البريطاني ,ولقد تقبل كرومويل ذلك العرض وتالفت مجموعة من ارباب الذهب لتمويله ومساندته كان من ضمنها الى جانب (مناسح بن اسرائيل )الزعيم اليهودي البرتغالي الاشهر (فرنانديز كارناجيال) الذي تلقبه كتب التاريخ باليهودي العظيم THE GREAT JEW  و الذي اصبح فيما بعد رئيس مستشاري كرومويل
وقام هذا البرتغالي اليهودي بتنظيم ثوار كرومويل واتباعه الذين اشتهرو باسم الرؤوس المستديرة ( THE ROUND HEADS ) وحولهم الى كتائب مسلحة منظمة وانهالت عليه الامدادات بالسلاح والعتاد والاموال وعندما بدا تنفيذ الجزء المسلح من المؤامرة تدفق الى انجلترا عن طريق تهريب المئات من الثوريين و الكتائب المسلحين المدربين و المحترفين و انضموا الى الخلايا اليهودية الفوضوية التي برزت انئذ على شكل منظمات ارهابية شرعت فورا في تنفيذ عمليات الارهاب على نطاق واسع بهدف ترويع السكان واشاعة جو من الذعر يمهد الى الحرب الاهلية والصدام المسلح مع قوات الامن و الجيش النظامي وتكشف لنا هذه الخطة وذلك الهدف عن ظاهرة دقيقة تشكل برهانا قويا على استمرار مؤامرة قوي الشر عبر العصور(أنتهى الاقتباس) .

ونجد خير مثال لهذه الخطة ما حدث ويحدث في ليبيا : طرابلس وبنغازي ودرنه وفي الجنوب وعلى التخوم.

لا زلنا بصدد الكتابة على العنوان الاصيل وهو :
المسيرة الاولى وفقيهنا مفتي المسيرات : فنقول ----:
وليس بمعزل عن الاحداث الواردة اعلاه ,فاننا نتمثل ما حدث في قصة طروادة وحصارها المنشورة في مدونة الكاتب تحت عنوان (برقة طابوهاروس)
هل يكفي ان يكون وزير دفاع طروادة يحمل نفس جينات اسامة جويلي او يوسف المنقوش رئيس اركانه ,او فوزي عبدالعال وزير الداخلية السابق والذي ازيح غصبا وقسرا وما كاد يفعل بعد عودته عن الاستقاله مثل ما فعل النائب العام في مصر المستشار محمود مكي بعد ان اجبر على الاستقاله من منصبه وبعد ان انفض محاصروه من وكلاء النيابات رجع عن استقالته
واصر على التمسك بكرسيه رغم ان تعيينه من قبل مرسي كان غير قانوني وكذلك بالنسبة للنائب العام السابق عبد المجيد محمود تم عزله ,وفي القانون و الدستور المصري يوجد نص صريح بعدم جواز عزل النائب وليس من سلطة رئيس الدولة لا تعينه ولا عزله ,وان المبرر الوحيد لتركه وظيفته هو بلوغه السن القانوني او اصابته بمرض يقعده ويصبح عاجزا عن العمل كذلك فعل السيد وزير الداخلية فوزي عبد العال بعد ان استقال بسبب ضغوطات الراي العام وفشله في اداء واجباته ,غير انه رجع عن قراره وسحب استقالته ثم  بعد تشكيل الحكومة الجديدة , اقصى عن الوزارة ولم يقع توزيره من جديد و الحمد الله.
وكان هذا الوزير خلال العام الماضي 2012 قد كرر ما تفوه به سيده صاحب النيافة المستشار عندما نطق بما لا يليق بقاض مستشار فما بالك رئيس دولة حتى بصفة انتقاليه ,فهناك مصطلح اسمه (العدالة الانتقالية ) وكتبت عنها الكتب , والقيت فيها المحاضرات ) اقول نطق بما لا يليق حينما قال عندما اجتمع طيف من اطياف الشعب وعبر عن رأيه بقوله جهارا و ليس في الخفاء و كان ذلك اليوم 6 مارس 2012 بشان مقترح الفيدرالية (أي اتحاد) وقال هذا المستشار متوعدا و مهددا : نحن لم نستخدم القوة بعد ,وكررها وزيره المؤقت ايضا صاحب السيره  الغير حميده عندما صفع اعلاميا ومراسلا صحفيا لقناة ليبيا الاحرار يدعى عوض البرغثي صفعه على وجهه ولا اعرف السبب في ذلك لانه مهما كان السبب فلا يعتبر مبررا للاعتداء فهو سلوك غير حضاري ولا يجوز الاعتداء حتى على كلب ضال ينبح و يمرح في شوارع المدينة فما عليك الا ان تجيب بنعم او بلا  او لا تعليق مثل الوزراء المحترمين المهذبين الذين يشغلون مناصب رفيعة يبدو انك لا تستحقها .
وفي غير معزل عن موضوعنا الاصيل اسالك يا سيادة الوزير:
ماذا حدث للاعلامية (شريفة الفسي ) التي خطفت يوم 20-3-2012 ومن هم المكلفون بخطفها وتعذيبها وبقائها نزيلة في مستشفى الهواري للامراض النفسية (والاغتصاب وارد) ؟ هل هم ازلامكم ؟ام ازلام الطاغية ؟ ومن الذي خطف وعذب الناشطة السياسية (عزة العرفي )؟ وفي كلتا الحالتين انت المسؤول عن الجريمتين مباشرة.
وفهمت ان هناك دعوى قضائية رفعت ضدكم بصفة شخصية ولكن اين المحاكم واين هم القضاة المغيبون الذين غيبهم عن قصد وسبق اصرار كبيرهم الذي علمهم السحر صاحب النيافة المستشار ---والان عرفنا السبب في عدم تفعيل القانون و المحاكم و القضاء و الشرطة لانه لو كان مفعلا لحملوك مكبلا الى دار خالتك انت وسيدك المستشار لانه هو الذي عزز ووافق وختم على القائمة التي اتى بها الصدر الاعظم (عبدالرحيم بيك كبير الرحيمية قبلي) و الذي هو الان في ذمة التاريخ بعد ان نهب ونهبت معه المليارات يا حضرة العمدة المستشار و غادرتم الساحة السياسية ومعكم وزير اخر يدعى (دولتلو بلطجي بوشاقور) فالى حيث حطت رحلها ام قشعم
 الى اللقاء في الحلقة القادمة..

الأحد، 20 يناير 2013

تاريخ ما أهمله التاريخ


تاريخ ما أهمله التاريخ
10-1-2012
الجزء الثاني: فتاوي شيوخ آخر الزمان
بقلم إبراهيم السنوسي امنينه



كنا في الجزء الأول قد تناولنا موضوعا يتعلق بالصحافة الليبية قبل ثوره 17 فبراير وكان موضوعنا هو آخر فتاوى وشيوخ ليبيا.

ونبدأ بآخرهم و أحسنهم و اتقاهم و أعلمهم و اجلهم المرحوم الشيخ العالم –الطاهر احمد الزاوي – المتوفى في عام 1980 عن عمر يناهز التسعين.
ورغم كل ما لدي من تحفظ على بعض مواقفه وأرائه في بعض ما ورد في كتبه من تجني على المرحوم الملك إدريس السنوسي ملك ليبيا السابق عندما كان كلاهما في المهجر لكنني أرى من الواجب إطراءه و كان هذا الشيخ قد نزح إلى مصر ليتابع دراسته في الأزهر الشريف وكان أول من آلف كتبا في التاريخ الحديث عن ليبيا منها جهاد الأبطال و عمر المختار و أعلام ليبيا والقاموس و كتاب تاريخ الفتح العربي  و عندما بلغ من العمر عتيا وحن إلى وطنه و جاءه العفو  الملكي إذ كان معارضا للملك إدريس  فعاد الى ليبيا قبل انقلاب 1969 بأشهر قليلة .
سارع ضباط هذا الانقلاب إلى الاتصال به لإعادته إلى مكانته التي يستحقها في الحاضر الليبي وأعطوه منزلا ومضيفة و راتبا يليق به و طلبوا تأييده ساعين للحصول على مباركته للثوار فأيدها... ثم أصبح مفتيا للديار الليبية وله مقر في دار الإفتاء .


غير انه كان أول من اختلف مع الطاغية القذافي بعد تأميمه للممتلكات الليبية إذ خطب عبر  الإذاعة في شهر رمضان كما اعتاد في الأشهر السابقة حيث كانت الناس تستمع إلى فتاويه مقدرة مكانته و سمعته وتقواه.
أفتى هذا الشيخ في العام 1978 بحرمة وعدم جواز اغتصاب أملاك الناس باسم التأميم بتطبيق وتنفيذ الإجراءات التي وردت في وريقات تحمل خزعبلات الكتاب الأخضر معتبرا الأمر مخالفا للشريعة الإسلامية و كان خطابا مباشرا وعبر البث الحي  وكذلك قال أن الصلاة في عقار مغتصب لا تجوز وهي غير مقبولة عند الله سبحانه و تعالى .
استوعب الطاغية مشكله الشيخ طاهر وهو يومها لم يكن يجرؤ أن يمد إلى هذا الشيخ الذي لا يخشى إلا الله يد السوء وروجع الشيخ في كلامه عله يتراجع عن فتواه غير انه لم يقبل أي تهاون وأي تراجع


وخلال شهر رمضان التالي لم تعد الناس تستمع إلى كلمات هذا الشيخ الجليل و فتاويه وتوجيهاته عبر الإذاعة الليبية بعد أن صدرت الأوامر من قائد الانقلاب بإلغاء برنامج هذا الشيخ وصدرت  إليه كذلك الأوامر بلزوم منزله.
 وانزوى أبو ليبيا الثقافي و التاريخي و المعرفي و الجهادي وهو يحمد الله على قوله كلمة الحق في وجه حاكم كافر و ظالم فقد ظفر بالجنة إلى أن توفاه الله ببلوغه التسعين في العام 1980 ندعو الله أن يرحمه ويثيبه و يجزيه آمين.
إما قائد الانقلاب فقد رفض نشر أي نعي له حسب الأصول و الأعراف في أي وسيلة إعلامية كذلك لم يذكر اسمه في أي نعي و او أي عزاء او مسجد ,الوحيد الذي علم بوفاته من خارج أسرته هو صديقه الشيخ على المصراتي الذي جاءه خبر الوفاة من نجل الشيخ الطاهر فاعلم بعض أصدقائه بالأمر ليقوموا بواجب العزاء.




كان الشيخ طاهر الزاوي رحمة الله عليه آخر الرجال المحترمين من رجال الدين الذين توفاهم الله واقفين وكان قد تولى منصب المفتي قبله في طرابلس أيام المحتل الايطالي و من بعده الانجليز من أصحاب الإدارة المؤقتة قبيل الاستقلال –صنيعة للمستعمر و المحتل يسمى –أبو اللسعات الجاهل -  وذلك بعد  الحرب العالمية الثانية وقبل الاستقلال - وهو تصحيف لاسمه الحقيقي الذي أطلقه عليه سكان إقليم طرابلس الغرب .
اما بالنسبة لإقليم برقة فكان فضيلة الشيخ المفتي هو الشيخ ع.د.والذي أصبح  فيما بعد الاستقلال وزيرا للعدل ويقال  ان هذا الشيخ كان ضمن الوفد الذي استقبل الفاشي الجزار الدوتشي موسولني بمناسبة الزيارة التي قام بها الى بنغازي حيث اهدي إليه ذلك المفتي سيفا ثمينا مطرزا نقشت عليه كلمة *سيف الاسلام*وقال له مخاطبا و هو ممتطيا فرسه مستعرضا المستقبلين وهم وقوفا :مرحبتين بكازي روما من غيرك ما هناك حكومة..

بعد إقصاء الشيخ طاهر الزاوي في العام 1978 و انزوائه ثم وفاته بعد عامين من تحديد إقامته أضحت دار الإفتاء قاعا صفصفا ينعق فيها البوم إلى أن نشبت ثورة 17 فبراير 2011 وسرقت بعد شهر وتحققت مقولة أؤمن بها على طول المدى وهي
ان تختطف ثورة اسهل من ان تشعلها و اقل الخسائر
فقد سرقت في مصر من قبل *الخوان المسلمين * أي زنادقة العصر ونهبوا كل أموالها و أرصدتها الاحتياطية وهي اليوم على شفا الإفلاس رسميا و سراقها اليوم هم:
بديع والعريان و خيرت الشاطر ومرسي العياط
 يحاولون بيعها أي مصر بابتداع ما سموه بالصكوك الاسلامية و قروض المرابحة الاسلامية و منع الربا أي الفائدة المصرفية و هو عنوان جميل غير ان وراء ذلك ما وراء قصة قناة السويس التي جرت الوبال على خزانة مصر اذ اختار الخديو إسماعيل عند الانتهاء من مشروع القناة و الاحتفال بافتتاحها في 17 سبتمبر 1869 ان يدفع ما مقداره مليونا وربع المليون  جنيها انجليزيا بالإضافة إلى مليون و نصف المليون نظير نفقات إقامة و نقل السياح و الضيوف من والى مدن القاهرة و القنال وثغر الإسكندرية.


وفنادق من الدرجة الأولى الممتازة لإقامة هولاء الضيوف و هم إمبراطورة فرنسا و إمبراطور النمسا وولي عهد ألمانيا و ايطاليا و لزوم الملاهي و التياتروات  و المراقص و الزينات و توفير جميع أسباب الراحة لهولاء حتى اضطر ان يبيع الأسهم و السندات التي كان قد اضطر الخديو الأسبق سعيد لرهنها عند انجلترا بأربعة ملايين من الجنيهات مع انها تساوي 18 مليون  من الجنيهات في ذلك الوقت مع إمضاء تعهد للحكومة الانجليزية بان يدفع سنويا فائدة عن هذه الأسهم بنحو مائتا ألف جنيه انجليزي.
و كانت النتيجة ان شارفت البلاد على الإفلاس و اضطرت في المستقبل القريب الى الاقتراض للموازنة.

و لم تحل المشكلة الا في عام 1956 حين تم  تأميم قناة السويس و أصبح إيرادها بالعملة الصعبة يدخل خزانه مصر و تبع ذلك بالطبع ان فرنسا و بريطانيا و هما دائنتان و لهما الحق بالعدوان على مصر مع مشاركة إسرائيل و حدث بعدها ما حدث .


أن ما تعانيه مصر منذ ذلك الوقت من تردي اقتصادها و انهيار الجنيه المصري مقابل العملات الصعبة الأخرى كان جراء رهنها لاحدى مؤسساتها الحيوية وهذا ما يحاول ان يفعله زنادقة الخوان المسلمون بمحاولة تمرير مشروع 0 الصكوك الإسلامية 0 الذي رفضه الأزهر الشريف برمته.








عودة الى اختطاف الثورة و نهبها فنقول :
نتساءل عن الخمس مليارات الذي اعلن المجلس الوطني عن نهبها تحت عنوان تأثيث مكاتب بواسطة عصابة يتراسها عبد الرحيم الكيب و بو شاقور 0 دكاترة0 .
ومن قبل ذلك وايام الانتقالي المرحوم مصطفى تم نهب ما لا يقل عن 90 تسعون مليار من الدولارات و تم طمس الرواية ومنعت احدى القنوات الليبية من إذاعتها .
نحن في  طريق الافلاس اذا وضعنا في حساباتنا ما سوف نخسره و هو ما يقدر بملبغ مليون و 300 الف دولار يوميا بسبب إضراب مستخدمي ميناء الزويتينه النفطي وإغلاق أنابيبه و تدفق المياه داخلها بدلا من النفط و ان ذلك سوف يتطلب وقتا لإفراغها من تلك المياه ليحل محلها النفط وذلك في حال اقناع المستخدمين بفك الاعتصام وذلك لن يتم قبل تلبيه مطالبهم و هي مشروعة .
ليس هذا  مجال الحديث عن سرقات الكيب ودعونا نتحدث عن فتاوي  شيوخ آخر الزمان ونواصل موضوعنا الأصيل .

نموذج آخر من شيوخ آخر الزمان وافتاءاتهم
 في العام 1976 م تقريبا اتفق كل من محمد رشدي باشا الصدر الأعظم 0يعني رئيس الوزراء0 وحسين عوني باشا 0 ناظر البحرية 0 و احمد باشا قيصر لي ناظر البحرية و احمد مدحت باشا و شيخ الإسلام المفتي حسن خير الله أفندي اتفق كل من أولئك على عزل السلطان عبدالعزيز و مهما كانت الأسباب و هي بالتأكيد تآمرية سياسية باملاء من دول الغرب و على رأسها انجلترا و فرنسا و المانيا و املتها مصالحها الخاصة التي صادفت قبولا ومؤاومه  لمصالح المتآمرين الأتراك المذكورين أعلاه .

هذا نص الفتوى :
اذا كان زيد الذي هو أمير المؤمنين مختل الشعور و ليس له المام في الامور السياسية و ما برح ينفق الاموال *الميرية* في مصارفه النفسانية في درجة لا طاقة للملْك و الملة على تحملها
و قد اخل بالامور الدينية و الدنيوية و شوهها و خرب المُلك
و الملة و كان بقاءه مضرا بها فهل يصح خلعه ؟
الجواب : يصح                              كتبه الفقيه : حسن خير الله
                                                             عفا الله عنه






نموذج آخر من فتاوي شيوخ اخر الزمان

اجتمع المجلس العمومي اجتماعا سريا و استمع الى فتوى شيخ الاسلام السيد محمد ضياء الدين لعزل السلطان عبد الحميد و هذا نصها في العام 1909
اذا اعتاد زيد الذي هو امام المؤمنين ان يرفع من الكتب الشرعية و ان يمنع بعض هذه الكتب وبعض  المسائل المهمة والشرعية  
و ان يمنع هذه الكتب و يمزق بعضها و يحرق البعض الاخر
 و يبذر و يسرف في بيت مال المسلمين  و ان يقتل الرعية ..........الخ .
فهل يجب احد الامرين خلعه او تكليفه بالتنازل عن الامامة و السلطنه على حسب ما يختاره اهل الخير و العقد واولي الامر من هذين الوجهين ؟
الجواب : يجب                 كتبه الفقيه السيد محمد ضياء الدين شيخ الاسلام عفا الله عنه
 البقية تأتي في العدد القادم

السبت، 12 يناير 2013

تاريخ ما أهمله التاريخ



تاريخ ما أهمله  التاريخ
بقلم : إبراهيم السنوسي امينة                               التاريخ / 3 يناير 2013
الجزء الأول : استيقظ العالم في العام 2003 علي أفول الجيش العراقي واحتلال الأمريكان لبلاد الرافدين مع بداية دورة حياة جديد لبلاد العرب والشر الأوسط وخلال العام 2007 كنت قد تقدمت إلي جريدة يتيمة وكنت أطلق عليها يتيمة الدهر وهي الوحيدة في بنغازي ولها شعبية كبيره إذا أنها كانت تتناول مواضيع تتعلق بالرياضة ، والشعراء الشعبي وقوائم بأسماء من طالهميدا المنون ، وإعلانات البلدية عن المواليد وتعديل أسماء مواطنين ومناطق الأحكام القضائية ولا شيء غير ذلك ، وكان صدورها ثلاثة أيام في الأسبوع : الأحد والثلاثاء والخميس – أقول تقدمت لهذه الجريدة بالمقال الأتي نصًة – ورجوت نشره بعد الموافقة علي ذلك وإعلامي لأنني لا أرغب في تضيع وقتي في ترجمة مواضيع من الكتب الأربعة المذكورة لا ترغبون برفض نشرها
قال لي المسئول عن النشر : راجعني بعد يوم او يومين لأفيدكم بقرار  حيث يتوجب علي  قراءة المقال جيداً قبل اتخاذ القرار بالنشر ، فشكرتهوغادرت المبنى فوراً
بعدد مرور يومين وعندما أتيتإليه لمعرفة قرار النشر من عدمهأجابنى بقوله : ان امريكا وسياسيتها هي خط أحمر لا يجب تجاوزه كما أنه من الغير الائق ان نتعرض لها في صحافتنا .
سالته بعد ان  تردد قليل :
كنت احسب أن شعار الجماهيرية الشهير هو طز في أمريكا وهل اصبحنا اصدقاء بعد أن سلمناهم ما لا يقل عن خمسة مصانع نووية للرئيس المعتوه بوش الثاني لم تكن الولات المتحده على علم  بوجودها علي أرض ليبيا ، وسلمنا للمخابرات البريطانية كل ما كنا نملك  من اسرار وانشطه واوراق واقراص مضغوطة تحتوي على معلومات خطيرة غاية في السرية عن نشاطات الجيش السري الارلندي الذي انتهت اسطورتة بعد ذلك تماماَ ، وشاهدت  السيد عبد العاطي العبيدي وهو يقوم بتسليمها وهي معروضة علي طاولة لا يقل طولها عن خمسة أمتار – سلمها لرجال المخابرات البريطانية – ولم تقم لهؤلاء الناشطين الايرلنديين قائمة بعد ذلك .
وختمت سؤالي للسيد المسئول عن النشر , او هل  اصبحنا أصدقاء وبعد أن أجرينا صفقة لوكربي لتعويض ورثة ركاب الطائرة المنكوبة بعد أن أسقطناها فى العام 1988 ؟
وبعد ان سلمتنا الحكومه البريطانية المواطن الليبي المدعو / سامي الساعدي الذي كان يقيم في بريطانيا في أمان الله ، وكان هذا التسليم الغادر قد أعتبر مكافأةلعقيد الليبي علي اجتهادة لمكافحة الارهاب فاستلمة العقيد حيث قدم له ما يلزم من تعذيب بشتي صنوفة – وكان هذا التسليم ايضأ بمثابة الشكر والامتنان والاعتراف بفضل القذافي في تسليم أكثر من مليون ورقة في مشروعات ونشاطات الجيش الجمهوري الايرلندي .
وفيما يلي نص المقال : -
في أواخر الاربعينات من القرن الماضي كان هناك كاتب مصري يدعي (حبيب جاماتي ) يكتب في الصحف المصرية مقالات اسبوعية تحت عنوان "تاريخ ما أهمله التاريخ "وسواء كانت الهمزه علي كلمة تاريخ الأولي أم التاريخ الثانية فهذا ليس بالمهم ، غير أنني أستميحه عذراً ، وهو اليوم في ذمة الله أن استعير منه هذا العنوان ، بل المهم هو تاريخ أو إعادة صياغة تاريخ سياسة معينة أتبعتها دولة معينة لم تظهر علي السطح قبل الحرب العالمية الثانية ، ألا وهي الولايات ألامريكية – حيث كانت حينذاك دولة مغمورة لم يمضي على نشوئها أكثر من مئة وسبعون عاماً .
دعوني فى البداية أقدم لكم الكاتب الامريكي وليام لبدرر (  ( William J. Ledererالذي كان قد شارك فى تاليف الكتاب الشهير  "الأمريكي القبيح " (The Ugly American  ) عام 1958 مع الكاتب الامريكي يوجين بريديرك ، وكان قد الفه مع زميله في شكل قصة وضع لابطالها أسماء وهميىة ولكن احداث القصه تستمد الي وقائع صحيحه عاينها المؤلفان .
وفي شهر مارس 1961 عاود المؤلف الذي نحن بصدد تقديم كتابة أو ترجمة مقالاته ، عاود معالجة موضوعه في كتاب اخر انفرد بتأليفه وسماها (أم من النعاج ) " Nation Of sheep  " جاهره فيه بانتقاداته ولم يلجأ إلي التخيل القصصي كما صنع في كتابة السابق ، ويتضح ذلك من عناوينه الخمسة التي عقدها والتي تشمل :
(1) الخديعة في لاوس   (2) لماذا لم تقدم لنا المعلومات صحيحة عن فور موزا وكوريا ، وثورات الطلية في اليابان وكوريا وكوبا ؟ وبه إشارة ألي قذف المستر ريتشارد نيكسون نائب رئيس الجمهورية أوائل الستينيات بالحجارة أثناء زيارته أمريكا اللاتينية .
وكذلك الفصل الثاني :
"المجرمون " "the culprits" ويشمل الحكومه الأمريكية القائمة عن طريق تضليل الرأي العام والسرية في نظام الحكم – والحكم عن طريق الدعاية ، والصحافة .
أما الفصل الثالث منهو :
ما يتحتم  عمله على ألمستوي القومي والمستوي الشخصي أما الفصل الرابع فيتركز علي الرد علي التحدي .
أما كتاب William lederer الثالث وهو :-
الأمريكى المعزب  الذي كتب في شهر مارس 1968 ونشر سنة 1969 فقد كان قد قدم له بفصل عنوانه "أعدي أعدائنا " ويقصد بة مواطنية من الأمريكيين تم قصر كل فصل من الفصول التالية علي إحدي الصفات التي تتسم بها تصرفات وسلوكيات الأمريكيين في فيتنام ومنها :-
" الأمريكي الاصمٌ الأبكم "
وفيه ما يدل علي الغفلة والخرق  ثم "الأمريكي الكريم" يغد قه علي الفيتناديين في سايجون الجنوبيه من معونات وامدادات تبلغ مئات الملايين من الدولارات .
ثم "الأمريكي المهان " الذي يلقي مقابل احسانه كل مذلة
واحتقار فيتغاضي عن الضيم كأنما سنمار .
ثم : الأمريكي الناجح أصاب خطة الوحيد في كا ما يعمل في فيتنام الجنوبية وذلك عن طريق ما يقوم به رجال الأسطول في برنامج المعونة
المشترك إذ يقاسمون الفلاحين شظف العيش ويألفون عاداتهم ويعملون علي مساعدتهم في شئون الزراعة وغيرها فاكتسبوا محبتهم حتي بلغ من تعلق الفلاحين بهم أنهم عرفانا بالجميل فإنهم يحمون رجال الاسطول من هجمات رجال الفيتكونج  " وهم فدائيو شمال البلاد "
أما في فصل الأمريكي المعذب " فانه يشرح الآلام النفسية المبرحة الناجمة عما يرتكب من الفضائح التي تمس سمعة الولايات الأمريكية المتحدة
وتدفع بالفيتناميين إلي التعلق بالشيوعية للخلاص مما يعانون من المساوي التي جرها عليهم التدخل الأمريكي في شئون بلادهم .
ثم أوجع المؤلف في الفصل الأخير وهو " المخرج " في كتابة الوسائل الكيفية لعلاج هذا الأحوال الشائعة ثم ذيل الكتاب بملاحقة منها تراجم لبعض أعلام الفيتناميين وعدد من الوثائق ختمها بنص اتفاقية "جنيف  التي عقد عام 1954 ، ولا شك إن المؤلف كان قد قصد من أيردها إن يبين إخلال أمريكا بأحكامها "أي الاتفاقية "وفي غير معزل تفعله الولايات المتحدة اليوم في العراق وبعد قرابة 37 عاماً من احداث فيتنام وهزتها هناك عام 1965 بتوقيع هنري كيسنجر ،
يأتي عام 2003 بانتهاء دولة العراق – اقوي دولة عربية في الشرق العربي ،،،
هل يجوز لنا القول الان " بان التاريخ يعيد نفسة ؟؟؟
هذا ما يجب عنه القارئ المحلل للتاريخ عندما ينتهي من قراءة ترجمة هذا الكتاب وغيره "
وباطلاع علي ما كتبة الكثيرون عن الحرب في فيتنام واتجاهات السياسة الخارجية الأمريكيه في الشرق الأقصى ،
وفي الوقت الاحق الشرق الاوسط وافغانستان وايران والعراق والخليج العربي .
يتضح لنا ان كتاب William lederer: الأمريكي المعذب يفوق ما كتبه غيره وذلك لاعتبارات كثيره منها :
(1) ان الكتاب عباره عن بحث ميداني field work  وليس مكتبي  office or armchair  - إذ أتصل المؤلف بأطراف النزاع المختلفة وشاهد بنفسه وعاين الوقائع التي ذكرها
(2)  أن المؤلف من رجال الجندية ممن سبق لهم الخدمة العسكرية في فيتنام قبل اشتغاله بالصحافة والكتابة
(3) لم يتردد هذا المؤلف الامريكي في تبيان صور الفساد والرشوة مما يرتكبه رجال الحكومة العميلة في سايجون بنهبهم المعونات الأمريكية لمصلحتهم الخاصة وان ذلك يجري تحت سمع وبصر المسئولين الامريكيين كما يشير المؤلف حملات التضليل التي تقوم بها وسائل الإعلام الأمريكية لإخفاء الحقائق عن الرأي العام الأمريكي .
ونري المؤلف يوجه النقد والتقريع والتأنيب لكل مسئول أمريكا سواء في فيتنام أو في الولايات المتحدة وكانا يستثير الرأي العام لإزالة هذه المخازي القادحة في سمعة الولايات الأمريكية المتحدة التي كانت تنتحل لنفسها ولا تزال زعامة ما يسمي بالعالم الحر كما تزعم الحفاظ على مبادئ الديموقراطية ويعترف المؤلف بانه كان قد تلق الكثير من العون من أناس في فيتنام وأخرين في الولايات الأمريكية المتحدة وأنه يأسف لكونه غير قادر علي شكرهم بالاسم لخشيته أن يتلقون زيارات بعد منتصف الليل من الجنرال لون loan آنذاك أو من الشرطة السرية . في فيتنام . وقال أيضاً أنه لا يجرؤ في بعض الحالات علي الإفصاح عن مصادر معلوماته من الأمريكيين وخاصة انه كان هؤلاء من العاملين في الجندية لهذا فان الأسماء ستكون مستعارة ما لم يكن الاشخاص معروفين تاريخياً أو من يتعذر إغفال الإشارة إليهم .
كان ذلك عام 1961 واليوم نقوم بترجمة هذا الكتاب عام 2007 أي بعد مرور 46 عاماً فمن المؤكد انه سيكون هناك الكثير من المداخلات والتداخلات من الإحداث التاريخية المفاجئة في المنطقة التي سوف نتناولها في حينها
والي اللقاء في الجزء الثاني...