الأربعاء، 29 أغسطس 2012

الطموحات التوسعية القاتلة للقذافي


الطموحات التوسعية القاتلة للقذافي
29-8-2012                                         بقلم : إبراهيم السنوسي أمنينه                                                                                                                               

مقالة : (1)
ما كادت الحقبة السبعينية من القرن الفائت تبدأ حتى أسفر القذافي عن رغبته في التوسع والتمدّد في إتجاه الشرق أولاً (مصر) ثم الغرب ثانياً (تونس) ، وذلك باسم الوحده شعاراً ظاهرياً لكن الجميع أدرك أن ذلك الشعار كان يبطن رغبة جامحة قاتلة وغادره بمرور الزمن .
فمبادرته الوحدوية مع مصر انتهت بحرب سافرة بين البلدين في العام 1977م كادت تجذب أطرافاً إضافية إلى ذلك النزاع ، كذلك فإن مبادرته الوحدوية الثلاثية الفاشلة مع السودان ومصر أيام نميري أوصلت البلدين إلى حصول التوتر بين الجانبين واستقطاب المحاور بخلق حالة من عدم الاستقرار في البلدين ، فأخذ القذافي في مناصرة جيش المعارضة في جنوب السودان المتمثل في جون غارانغ ، وبدوره أخذ نميري في مناصرة الجبهة الوطنية لتحرير ليبيا المتمثلة في الدكتور محمد يوسف المقريف إلى أن انقلبت الولاءات والمناصرات إلى عداوات ومشاحنات ومؤامرات ودسائس من كلا الجانبين ضد بعضهما البعض إذ قتل غارانج في حادث طياره غامض وأضطرت الجبهة الوطنية لتحرير ليبيا أن تغادر الأراضي السودانية بعد أن استشعرت الخطر الداهم القادم من المضيف نميري نفسه نظراً لتدهور العلاقة بينه وبين الجبهة الوطنية ذلك لأسباب استراتيجية ومزاجيه  من جانبه .
بعد فشله في استقطاب الشرق والجنوب أي مصر والسودان ، فإنه اتجه إلى الغرب فهناك توجد تونس وهي البلد الصغير الفقير لكنه صاحب تاريخ وحضارة وثقافة تشترك مع ليبيا في وجوه عديده سواء كانت حروب كسيلة والكاهنة مع زهير وعقبة وحسّان أم تاريخ قرطاجه وقورينا ونزاعاتها التي أفرخت لنا رياضة الماراثون بأسطورة الإخوين فيلـّليني وقوسهما الذي شيده الطليان بالقرب من ميناء السدره ودشّنه موسوليني في العام 1936م وقوّضه المقبور المسمى بالقذافي بعد ذلك بنحو 34 عاماً .
هذا التاريخ الذي تشترك فيه ليبيا وتونس ، أو قورينه وقرطاجنه أراد المقبور أن يبتلعه ويدنسه ، فأبى التاريخ ذلك ، فرغم المال الذي عرضه على الحبيب بورقيبه ، ورغم تهديده بضم تونس إليه بقوة السلاح ومحاولته ذلك بالفعل عندما هجم على مدينة قفصه ، والتي كان اسمها (جوستينيانا) في العهد البيزنطي والتي هزم على أرضها القائد الروماني (ماريوس) (بوغورتا) نحو القرن المائه قبل الميلاد وهو ملك (نوميديا) قاتل الرومان فترة من الزمن ثم غلبه ماريوس ومات سجيناً في روما- وتقع قفصه هذه في منتصف تونس من الجنوب الغربي ولا تطل على البحر- غزاها القذافي بحفنة من العسكر وانسحب منها وكأنه يهدد بإحتلال تونس بتلك الغزوة ، التي لا مبرر لها ويقول فيها أحد الشعراء الليبيين الزجالين :   
مـّلا رفسه .. رفسة قايدنا في قفصه ..
يعني قوله : إنها لكارثه قام بها (قائدنا معمر) في قفصه يعني أن الموضوع لا يستحق ذلك وليس له مبرر ، (كلمة رفسه في الدارج الليبي معناها : أداء فاشل لا ينطوي على عقل سليم) .
وبعد أن فشلت عملية قفصه هذه ، وربما قبلها ، ولست أذكر ، قام عملاء استخبارات القذافي بمحاولة لإغتيال رئيس الوزراء التونسي الهادي نويره وفشلوا في ذلك .
إذاً فلم يبقى له من الدول المحيطة به ليجرب معها (الاحتلال) وليس الوحده ، إلا تشاد لأنه كان دائماً يقول : في ليبيا يوجد زعيم بلا شعب ، أما مصر وتونس فيوجد بها شعب بلا زعيم ، ولذلك كان دائماً يقترح الوحده ة ويسمي نفسه قائداً للجيش في الدولة الوليده ، لكي يتمكن من الانقلاب على رئيس هذه الدولة عندما يحين الوقت .
          ؛؛؛؛ بقية المقال في الحلقة القادمة بعنوان :
( الخلفيه التاريخية لمحاولته احتلال الجاره تشاد )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق