الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

تابع المؤامرة الكبرى على ليبيا خلال الأعوام (1914-1923) الحلقة الخامسة


تابع المؤامرة الكبرى على ليبيا
خلال الأعوام (1914-1923)
الحلقة الخامسة                                 بقلم : إبراهيم السنوسي أمنينه                                                                                                                               
14-8-2012  
وقد أجبر نشاط الوحدات التركية في الجهة الشرقية من مصر أجبر الانجليز على إتخاذ إجراءات أكثر فعالية لحماية مصالحهم في حوض النيل واستعملوا من أجل ذلك صنيعتهم السلطان حسين كامل كوسيط في المفاوضات مع أحمد الشريف . وفي سبتمبر 1915 أرسل السلطان إلى برقه محمد الشريف ومحمد الميرغني في مهمة لإقناع السيد أحمد الشريف بضرورة عدم القيام بأية أعمال مناهضة للإنجليز ، وحمل الوفد معه رسالة من السلطان المصري وأخرى من المستر ماكماهون MCMAHON والمستر MAXWELL ، وقد وعد الوفد السيد أحمد الشريف بأن تساعده إنجلترا مقابل حياده في قضية استقلال ليبيا وفي الصلح مع الطليان (محمد فؤاد شكري – كتاب السنوسية دين ودولة ، صفحة 165 ، دار الفكر العربي 1948) .
وكانت الخطة الألمانية التركية تتضمن مهاجمة مصر من الشرق عبر قناة السويس ، وكان المتوقع أن تبدأ تركيا ، إلى جانب ذلك ،عمليات قتالية إضافية على الجهة الغربية بإثارة نشاط السنوسيين ضد الانجليز وأن تنظم انتفاضة لبعض القبائل والوحدات العسكرية داخل مصر . ومن أجل ذلك شكلت في تركيا لجنة للوحدات الخاصة * تابعة لوزارة الحربية برئاسة سليمان عسكري بك .
أما الدور الذي لعبته هذه اللجنة في تحقيق التخطيطات الألمانية فيظهر من نموذج مناقشة قضية طرابلس وبرقه خلال إحدى جلساتها : فالشيخ صالح التونسي ، ممثل تونس ، دعا أهالي برقه وطرابلس إلى الاشتراك إلى جانب تركيا في القتال ضد انكلترا وفرنسا وروسيا ، وإتخذ المشاركون في اللجنة قراراً يؤيد مخططات تركيا وألمانيا المتعلقة بإستخدام الأراضي الليبية من أجل الأهداف المشار إليها (محمد فؤاد شكري : ميلاد دولة ليبيا- الجزء الأول ، ص: 43) .

----------------------
كانت هذه اللجنة تضم 40 رجلاً منهم محمد فريد ممثل الحزب الوطني المصري وعبد العزيز جاويش والدكتور أحمد فؤاد المصري (ممثلين عن مصر) والشيخ صالح التونسي ، وعلي باشا ، وهما زعيمان سياسيان (من تونس) (محمد فؤاد شكري- ميلاد دولة ليبيا الحديثة ، الجزء الأول ، ص: 460) ومن المؤسف عدم توفر المعلومات الدقيقة عمن كان ضمن هذه اللجنة من الليبيين ، إلا ان هذه الشخصيات السياسية اللبيبية مثل بشير السعداوي ، وسليمان الباروتي ، وفرحات بك الزاوي ، كانت ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذه اللجنة – حيث أنهم كانوا ينفـذـّون مهمات متفرقة للحكومة التركية .

وبصورة عامة فإن مثل هذه الجلسات كانت تعقد خصيصاً من أجل تدعيم المخططات الحربية الألمانية – التركية عن طريق الدعوة إلى الجهاد باسم تحرير المسلمين والوصول عن طريق ذلك إلى كتم أصوات الاعتراض من جانب الزعماء السياسيين العرب (والليبيين من بينهم) على الزج ببلادهم في ساحة الحرب .
وبعد فترة قصيرة من إعلان الحرب قام أنور باشا بمقابلة بشير السعدواي وقال : (الآن وقد دخلنا الحرب فإن الواجب عليكم يا أهل طرابلس وبرقه أن تشتركوا معنا في القتال ، ولذلك فإن الحكومة التركية تزمع إرسال بشير السعداوي مع نوري بك شقيق أنور باشا إلى طرابلس لتسليم رسالة إلى السيد أحمد الشريف . وكان مؤدى هذه الرسالة ما يلي : إن الدول الائتلافية الثلاث – إنجلترا وروسيا وفرنسا قد أعلنت الحرب على تركيا ، ولذلك قررت هذه الأخيرة أن تبدأ في عملياتها الحربية ضد هذه الدول المذكورة في كل مكان ، وطلب من السيد أحمد الشريف أن يعلن الجهاد بدوره ضد هذه الدول ، وأن يهاجم مصر بشكل خاص (التي يحتلها الانجليز) وأبلغ السيد أحمد الشريف بأن حامل الرسالة إليه سيسلمه المال أيضاً ، كما أعطت الوعود بتقديم الأسلحة والذخيرة ونصّت الرسالة أيضاً على أن السلطان التركي محمد رشاد الخامس قد عيّن السيد أحمد الشريف نائباً عن الخليفة في شمال أفريقيا بلقب الوزير الأول ومنحه الحق في منح المناصب وإعطاء الهبات (محمد فؤاد شكري- ميلاد دولة ليبيا الحديثة  ، الجزء الأول ، ص: 461) وكانوا في استانبول يعتقدون أن ليبيا بداية من سنة 1912 أي منذ توقيع معاهدة أوشي لوزان ، لم تعد مرتبطة بتركيا والحق أنهم كانوا ما يزالون هناك يذكرون اسم السلطان التركي خلال خطب الجمعة ويدعون له حسب العادة من قبل ، وكان تعيين السيد أحمد الشريف نائباً للخليفة في الشمال الأفريقي يعني محاولة العودة إلى الأعراف السابقة لتوقيع معاهدة أوشي لوزان .     

                                                                      ؛؛؛؛ وإلـى اللقــاء











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق