الأربعاء، 1 أغسطس 2012

اعادة قراءة سياسيه فالتاريخ الجزء الرابع

 
إعادة قراءة سياسية في التاريخ
الجزء الرابع                          بقلم : إبراهيم السنوسي أمنينه
31-7-2012  
نواصل فيما يأتي بالحلقة الرابعة موضوعنا : قراءة أو إعادة قراءة سياسية في التاريخ وكنا قد قلنا أنه عندما نلقي نظرة عامة على عالم اليوم نجده يتطابق إلى حد كبير مع مرحلة من المراحل التي جاءت في "بروتوكولات حكماء صهيون"، تلك البروتوكولات التي تمثل منهج الصهاينة في كيفية السيطرة على العالم، وتحقيق هدفهم النهائي في حكم العالم بملِك من صهيون (وصهيون إسم قلعة أو حصن يقع على قمة جبل أو تل في القدس كان قد احتله الملك داود King David (سيدنا داود عليه السلام) وفوق هذا التل قد بني المعبد، وبمرور الوقت أصبح إسم صهيون مرادفاً لمدينة القدس التي يسمونها الصهاينة (مدينة الله) . وحتى يتحقق لهم ذلك طبقاً لمخططهم فعليهم أولاً السيطرة على العالم بما يسمى (باليد الخفية) (The Hidden Hand) عن طريق عملائهم ووكلائهم .
وللأسف فقد استطاعوا بالفعل تحقيق ذلك المخطط في معظم دول العالم، وهذا الأمر واضح جليّ لمن له معرفة جيدة وإلمام كافي بما جاء في تلك البروتوكولات وبمقارنته بما هو واقع في عالم اليوم، ولقد عبّر عن هذا الواقع الدكتور مهاتير محمد رئيس  وزراء ماليزيا السابق – ذلك الرجل الذي نهض بماليزيا – إذ قال : " إن اليهود يحكمون العالم بالوكالة " .
ولقد تفاوتت درجة سيطرة الصهاينة على العالم من دولة إلى أخرى فنجدهم يسيطرون سيطرة كبيرة على الولايات المتحدة الأمريكية ومعظم دول أوروبا وتقريباً كل العالم العربي قبل اندلاع ثوراته (ثورات الربيع المباركة) إن شاء الله . بل إنهم يسيطرون أيضاً على الهيئات الدولية بالقدر الذي يجعل تلك الهيئات تعمل كأدوات للصهاينة من أجل تحقيق أهدافهم كالأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية  CCIالتي جعلتها إسرائيل كأداة لملاحقة من يأبى الخضوع للصهاينة، كعمر البشير في السودان، وحزب الله في لبنان (والله أعلم) بدرجة عمالتهم . وقد تصاب بالدهشة، كما يقول السيد المغمور نيكولاي ستاركوفي Nicolai Starkov – عندما تعلم أن سيطرة الصهاينة على المحافل الدولية إمتدت لتصل إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، تلك السيطرة التي جعلته مسئولاً عن تنظيم كأس العالم 2022 وإهدائه لدولة قطر التي تعتبر فرعاً لإسرائيل في منطقة "الخليج" وذلك على مسئولية المحلّل السياسي المغمور نيكولاي ستاركوف سالف الذكر والذي لم أتشرف بمعرفة أي شيء عن سيرته الذاتية ومقاصده وتوجهاته العقائدية ! ولا أعرف لغته الأم هل هي سلافية أم روسية أو قفقازية لنتعرف على ميولاته وعن لهجته !
ونعود إلى موضوعنا الأساسي فنقول :
يعلم الصهاينة تمام العلم أن العقبة الأساسية التي تقف في سبيل تحقيق هدفهم في حكم العالم هم المسلمون الحقيقيون الذين يريدون أن يَحيَوا بمنهج الإسلام لأنه هو النقيض لما جاء في بروتوكولاتهم في إفساد العالم ، ذلك الإفساد الذي يراه الصهاينة سبيلهم للسيطرة على الكون .
ولذا يعمل الصهاينة على محاربة الإسلام وكل من ينادي به بكافة الوسائل سواء العسكرية أو الإعلامية، فهي تعمل دائماً على إبقاء كافة الدول ذات الأغلبية المسلمة في حالة ضعف وانهيار دائم حتى يمكن السيطرة عليها، وللأسف الشديد أن معظم حكام العرب كانوا أداة للصهاينة في تحقيق ذلك شاءوا أم أبوا وهذا ما نراه واقعاً ملموساً في تلك الدول .
ولا شك أن نظام المقبور كان أحد أنظمة الحكم هذه في الوطن العربي والتي تعتبر خط الدفاع الأول عن الصهاينة المحقق لأهدافهم .
وعندما بدأ القذافي في السقوط أمام ثوار ليبيا هبّ الصهاينة للدفاع عنه للإبقاء عليه، وجاءوا وهم يمتطون حلف الناتو كما سبق أن امتطوه سلفاً في احتلال العراق ... وبدت مؤامرة تقسيم "ليبيا" .
وحتى يمكننا أن نرى هذه المؤامرة بوضوح فيجب علينا أن نرتب مشاهد تلك المؤامرة في لوحة واحدة لتتضح الصورة أمامنا .
المشهد الأول : بدت سيطرة الثوار على الأمور تزداد وتترسخ وتقوى يوماً بعد يوم – بدأت سيطرتهم بالشرق ثم بدأ زحفهم نحو الغرب حثيثاً وببطء لكن بثبات .
المشهد الثاني : وحدات من الجيش الليبي تنشق وتنضم للثوار – طائرتان حربيتان مكلفتان بقصف الثوار تهبطان في مالطا وتطلبان اللجوء السياسي بعد أن رفضتا قصف الثوار في الميدان ، وسفينة حربية تلجأ أيضاً إلى مالطا رافضة قصف الثوار من البحر في الشمال، ومن المعروف في مثل هذه الأحوال أن تحذوا باقي وحدات الجيش حذو من سبقهم في التخلّي عن قيادتها وبوتيرة أسرع .
المشهد الثالث : استنجاد القذافي بالقوة المعادية للمسلمين بعد أن شعر بأنه على وشك السقوط واصفاً الثوار بالإرهابيين والجرذان والمتعاطين لحبوب الهلوسة والعملاء للغرب والذين سيشكلون خطراً عليهم (الإرهابيين هو الاسم الذي تطلقه الصهيونية العالمية من خلال إعلامهم على المسلمين الذين يريدون الإسلام كمنهج حياة) وكان من الطبيعي أن يهبّ الصهاينة لنجدة القذافي والإبقاء عليه، تلك النجدة ليست من أجل شخص ولكن للمحافظة على مصالحهم وأهدافهم المتحققة من خلاله .
المشهد الرابع : بداية مؤامرة الصهاينة لتقسيم البلاد والاستيلاء على نفطها، وتمثل ذلك في :
1- عبور إحدى حاملات الطائرات الأمريكية إلى البحر المتوسط وتمركزها أمام السواحل الليبية، وعندما نقول حاملة طائرات أمريكية فعلينا أن نتذكر أن الدولة بأكملها صاحبة حاملة الطائرات تحت سيطرة الصهاينة .
2- قفز الصهاينة على الثورة في مدينة بنغازي (عيني عينك) فوق ظهر ما يسمى بالمجلس الوطني الإنتقالي ، وبدأت منظومة الإعلام العالمي الصهيوني في التسويق لهذا المجلس والإشارة إلى أنه أي المجلس هو الممثل الوحيد للشعب الليبي والإيعاز للمجتمع الدولي للإعتراف به ، إذ انه أثناء احتدام المعارك في الشرق والزحف إلى الغرب ظهرت إشارات وخرجت تصريحات عن طريق وكالات أنباء وقنوات فضائية بأنه قد جرت اتصالات بين المجلس الوطني الانتقالي ممثلاً في شخص رئيسه  Mr. Boofa وإسرائيل حول إمكانية الاعتراف والتمثيل الدبلوماسي بين البلدين، ثم ما لبث "المستشرّ" Mr. Boofa أن أنكر أو استبعد ذلك، بعد أن إستعرت الإشاعة وكادت أن تكون حقيقة ماثلة .
ويوم 18/7/2012 ضُبط متسلّلاً إلى ليبيا – عن طريق أحد المنافذ – أحد البارزين اليهود هو المدعو رافائيل لوزون والذي قيل انه رئيس الجالية اليهودية من أصول ليبية – دخل عبر الحدود بدون تأشيرة وذلك للمرة الثانية .
واليوم 29/7/2012، قرأنا على شريط بث الأخبار على إحدى القنوات أنه قد تم الإفراج على هذا المتسلل اليهودي (رافائيل لوزون) .
فما هي القصة على وجه التحديد، وماذا جرى في فترة الحجز التي استمرت عشرة أيام ! وكيف تم الإفراج عن هذا الجاسوس هل دفع الغرامة التي ينص عليها القانون في بعض الحالات ؟ وهل حكم عليه بالسجن ؟ وما هي نتائج التحقيق ؟ وعلى أي أساس تم ذلك الترحيل ؟ أفيدونا يا غجر ليبيا !!!
قل لنا يا وزير الداخلية "الزايط" ! ضعونا في بؤرة النور يا خفافيش الظلام! أتستغفلوننا أم تستعبطوننا أنتم يا رمم ويا قمامة القرن ؟ أم تسخرون منا يا زبالة ليبيا ؟ من أنتم ومن جاء بكم ؟ فلا تنسوا أننا نحن الذين قهرنا الطاغية وعائلته وأزلناهم كما يزيل الجاروف البولدوزر القاذورات من على سطح الأرض الليبية إلى مزبلة التاريخ فكيف تصعب علينا إزالتكم رغم جبروت وقوة من وضعكم على كراسي السلطة وهم أمريكا وإسرائيل في غفلة من الزمن وفي أوج احتدام المعارك خلال فبراير 2011 فقبلنا بكم مؤقتاً وقسراً ومرحلياً إلى أن تستقر الأمور وتعود الدولة بدلاً من الثورة ويفعّل القانون ويعلن الدستور وتتم الانتخابات الرئاسية والنيابية في ظل الدستور والقوانين، غير أنكم لم تسمحوا بذلك لأسباب بدت لنا واضحة وسردناها في مقالات لنا على نفس هذه المدّونة وسنزيدها توضيحاً في المقبل من الأيام وليس الأسابيع .
المشهد الخامس : " التنفيذ العسكري للمؤامرة "
                                        Military Action in Progress
بدأ الموقف يتبدل على أرض المعركة وبدلاً من أن نرى تنامي في انفراط عقد جيش القذافي النظامي (هذا إن وجد جيش أصلاً) وهو الأمر الذي يتفق مع المعطيات التي حدثت من بدء الانفراط الأول، ففوجئنا بطائرات تقصف بقوة وتركيز مواقع الثوار مما أوقع ضحايا وأوقف تقدمهم، والتفسير لهذا هو أن تلك الطائرات إنما تأتي من حاملة الطائرات التي استقرت أمام السواحل الليبية. وبدأت كتائب القذافي في استرجاع المدن التي فقدتها، وها هي تتقدم ناحية الشرق حتى وصلت إلى مشارف وريف بنغازي (قاريونس) يوم السبت 19/3/2011، وباتت تهدّد باسترجاعها، ثم عادت الأمور تميل مرة أخرى ناحية الثوار بعد صدور قرار مجلس الأمن من فرض الحظر الجوي وتدخل الطيران الفرنسي والناتو ودول عربية أخرى – بانسحاب كتائب القذافي من الشرق صاحبها تقدم سريع للثوار وأصبح الوضع واضحاً وهو أن القذافي أصبح كبيدق من عساكر الشطرنج في أيدي الصهاينة ويحركونه في الاتجاه الذي يريدون، طبقاً لمخططه وهو إبقاء الوضع على ما هو عليه:
المجلس الوطني الانتقالي في الشرق، والقذافي في الغرب
بما يعني تقسيم البلاد .
وعلى ما نذكر أنه قد جرى لغط كثير في هذا الخصوص في تلك الأيام .
المشهد السادس : وفي هذا المشهد نذكر عدة أمور تدلّل على أن الصهاينة يضعون في تلك المرحلة في ذلك الوقت اللمسات الأخيرة لتقسيم ليبيا والاستيلاء على نفطها وغازها .
فبماذا صرّح المستر غيتس، وزير الدفاع الأمريكي (منذ عهد بوش) وهو رجل المخابرات الذي تم تعيينه في عهد بوش ليرسخ الاحتلال الصهيوني للعراق بدماء وأموال الأمريكان، والذي استطاع الصهاينة بنفوذهم في الولايات الأمريكية المتحدة الإبقاء عليه في الإدارة الأمريكية الجديدة – ذلك الرجل قال : إن مهمتنا في ليبيا لا تشتمل على إزاحة القذافي عن موقعه، إنما هذا أمر يخصّ الشعب الليبي، أي أن الأمر يبقى على ما هو عليه .
فماذا قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي (مستر بوفا Mr. Boofa ) ؟
هذا الرجل ذكر عدة أشياء تؤدي إلى بقاء الوضع على ما هو عليه أي تقسيم البلاد . قال الرجل بالحرف : نحن نقبل بوقف إطلاق النار إذا التزم القذافي بذلك، كضمان لبقاء الوضع كما هو عليه أي بقاء المجلس الوطني في محلّه لتنفيذ تعليمات الصهاينة . وتعهد الرجل بإجراء انتخابات نزيهة عقب الإطاحة بالقذافي  أي أنه باقي في منصبه طالما بقي القذافي ، كما صرح في مناسبة أخرى بعد ذلك بأنه يوافق على إقامة القذافي وعائلته في أي مكان يختاره في ليبيا بشرط أن يتخلى عن السلطة ، كما تعهد في تصريح تالي له بأنه سيقوم بتقديم قتلة القذافي للمحاكمة العادلة .
وهناك نظرية تقول باتفاق جرى بين قطر والمجلس الانتقالي برئاسة Mr. Boofa على أن تقوم قطر بتسويق النفط الليبي والغاز، وهناك إمكانية أن تستفيد إسرائيل من عملية التظهير هذه (ينالها من الحب جانب) على رأي المصريين، طالما فشلت محاولة حسني مبارك قبل أن يُخلع إذ كان قد عرض على معمر القذافي أن يكون وسيطاً بينه وبين إسرائيل ليبيعها النفط والغاز الليبيين (باقتراح من الرئيس أوباما طبعاً) وذلك لتوفير الحماية اللازمة من قبل إسرائيل للطاغية ونظامه مدى الحياة لكن الطاغية رفض ذلك العرض بالكلية . وإني لأخاله يقول بعد نجاح الثوار وفقده كل شيء :
"يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً" وهو في حسبانه أن إسرائيل وأمريكا سوف يضمنان له دوامه وديمومة عرشه في المقابل إلى الأبد، ولم يخطر بباله أبداً ما سوف يفعله الشهيد المهدي زيو ورفاقه . وبنظرة تأمل وتفكر في تلك المشاهد تتضح مؤامرة الصهاينة لتقسيم ليبيا ووضع يدهم على نفطها .
إتخذ مجلس الأمن قراره وفقاً للبند السابع يسمح باتخاذ إجراءات حربية ضد ليبيا وفرض حظر جوي عليها كما حصل في العراق في العام 1991، وقدمت أمريكا تفسيرات رسمية لما يمكن أن يتخذ من خطوات لاحقة، وحسب تصريحات هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أوباما فإن الخيار العسكري ما زال قائماً، كذلك فإن صدور القرار من مجلس الأمن وفقاً للبند السابع يعتبر تمهيداً أما لغزو ليبيا أو لفرض مناطق حظر جوي عليها تضعضع وحدتها الإقليمية تدريجياً .. ومما كان يقلق العالم هو ما قالته هيلاري كلينتون يوم 27/2/2011 بعد مرور عشرة أيام فقط على الانتفاضة وسقوط قلاع معمر القذافي في الشرق كلّه، إن أمريكا تجري اتصالات مع الرافضين للقذافي، وما قاله (أوباما) من أن القذافي يجب أن يغادر Kaddafi must step down now فوراً، وهي مطاليب كان الاتحاد الأوربي قد كررها  وكذلك إسرائيل والتي تعني إذا طبقت زج بليبيا في حرب أهلية كارثية ربما تخلق بيئة مناسبة لتقسيمها واستعمال اصطلاح صوملة ليبيا لأول مرة، كذلك وفي نفس اليوم أعلنت الحكومة البريطانية بأن طائرات عسكرية بريطانية نقلت أشخاصاً من داخل ليبيا إلى خارجها مما يؤكد أن قوات غربية توجد فوق الأراضي الليبية في ذلك الوقت (أي قبل سقوط النظام) استعداداً لتقسيم ليبيا . وأكد هذا النبأ ما أعلنته وكالات أنباء بعينها عن وجود بضعة مئات من القوات الأمريكية الفرنسية والبريطانية في ليبيا لتدريب مناهضي القذافي على كيفية إسقاطه .
والذي يعنينا في هذا المقال وكل ما تطرق إليه هو :-

دور المستر Boofa في العملية كلها ونتسائل اليوم :
لماذا هَرَبْتَ إلى الشرق قاصداً مصر لتتضامن مع فلول اللاجئين هناك وذلك صبيحة يوم السبت 19/3/2011– أي يوم الأرتال، بعد أن أرسلت عائلتك وأولادك للخارج قبل أيام وبعد أن علمت أن عصابات صف الغرب قادمة في طوابير لتلتهم وتحرق الشرق الآمن كما وعد سيف أبيه منذ شهر مضى- وتغتصب حرائره وتغلق الحدود مع مصر لتتفرغ لمن في الداخل . لقد شُوهِدت وأنت تجري لقاءً هاتفياً مع الجزيرة في البيضاء مسقط رأسك، ثم شُوهدت في طبرق وأنت تكذب على الناس هناك، ولما علمت أن أشاوس بنغازي شتتوا شمل الأرتال، بالاشتراك مع نسور الجو الثمانية من قاعدة بنينة الجوية الذين استشهدوا بعد أن هزموا أرتال صهرك ومرتزقته من أفريقيا ومن بقايا الدول المتشرذمة بعد رحيل (جوزيف بروزتيتو) ،ومن المحسوبين على ليبيا من قبائل صف الغرب، وأنت تعرف المقصود بمصطلح صف الغرب – شر هزيمة .
ويجدر بنا هنا أن نعيد نشر بعض فقرات مما كنا نشرناه في السابق حول مواقف وتصرفات وعمالة وولاء (MR. Boofa) لسيده المقبور ، وذلك للتذكير والتفكّر والتذكّر وأخذ العبر .
إذن فلم يكن هناك مكان أو مجال أيام ذلك الحكم الذي استمر 18 عام بنظامين فيدرالي وموحد ، للجهوية أو القبلية أو العنصرية (Under good control) فلماذا يا ترى ؟
لأن العدل والمساواة كانا سائدين ، فمثلاً عندما ارتكب أحد أبناء عمومته ، أي الملك وهو : الشريف محيي الدين السنوسي جريمة قتل لأحد مستشاريه يوم 5/10/1954م أصرّ على ان يأخذ القانون مجراه وأن يُعدم ذلك القاتل ويطبق عليه قول الله عز وجل ﴿ ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب بصرف النظر عن رأي القانون والاجراءات القضائية أو الدفوع المقدمة ، وذلك بأسرع ما يمكن .
وعندما قامت عناصر ليبية كان قد ضيّعها وأضلّها القنصل المصري في بنغازي أيام عبد الناصر عام 1965م ، وقاموا بتفجير خزانات وأنابيب النفط في ليبيا ، وحُكم عليهم بالإعدام ، بدّل الملك الحكم بالسجن المؤبد ، ثم بعد ذلك بسنوات قليلة أصدر العفو الملكي ، وصاروا طلقاء ، لماذا ؟
ذلك لأن السلطة والنظام مؤمّنيْن ، والقانون سائد ، والقضاء مستقلّ ومفعّل ، والأمن الداخلي والحدودي مؤمنّيْن ومفعّليْن أيضاً ، ولم يكن هناك وزير يجرؤ على أن يصفع صحفياً بالكف أمام الملأ ! مثلاً ، ولم يكن هناك وزير يهدّد ويقول : أننا لم نستعمل القوة بعد ! مثلاً . ولم يكن هناك مصور صحفي ليُقتل على بوابة سرت خلال شهر مارس 2012م دون التحقيق في الموضوع (الجريمة) ولم يكن هناك رئيس مؤقت يهرب إلى مدينته (البيضاء) ، مسقط رأسه ، عندما علم بمجيئ الأرتال إلى بنغازي يوم 19/3/2011م ، وترك شعبه في بنغازي فريسةً للوحوش القادمة من سرت لتأكلهم وتغتصب حرائرهم ، لولا أن هبّ نسور الجوّ من قاعدة بنينا الجوية للهجوم على تلك الأرتال فعطلتهم ودفعتهم إلى الوراء وقضت على ما شاء الله منهم ، وهؤلاء الشهداء الأبرار هم :-
1- محمد فتحي جاب الله 2- إبراهيم بدر محمد خليل 3- حسين محمد عوض الورفلي
4- فخر الدين علي الصلابي    5- المهدي رشيد السمين    6- محمد مبارك العقيلي
7- جمال عبد الكريم العجيلي    8- أسامة علي العقوري
نسأل الله لهم الجنة واحتسابهم عنده ورحمته لهم ، في هذا اليوم الاثنين 19/3/2012م الذكرى الأولى التي تمر على استشهادهم ، حيث لم تذكرهم يا سيادة المستشار ولم تستمطر شآبيب الرحمة عليهم ولا تعترف لهم بالجميل الذي هم أولى به ممن ذكرتهم من الأجانب – لا غفر الله لك .
أيضاً لم يكن هناك رئيس مؤقت يصف شريحة من شعبه بأنها عميلة لجهات أجنبية مع ان تلك الشريحة كانت فقط تطالب بالحرية في إختيار نظام الحكم الذي تنشده تلك الحرية التي حُرم منها "ذلك المتهم" بالعمالة وهو السيد أحمد الزبير السنوسي الذي اتهمته بالانشقاق والذي كان قد مكث في سجون العهد البائد مدة 31 عاماً ، ومن قبلها كان قد نُفي خارج البلاد دون ذنب اقترفه سوى مطالبته بالحريّة ، فضلاً عن أنه سليل الملوك الأدارسة الأشراف في المغرب الأقصى والمجاهدين ضد الفرنسيين في تشاد والجزائر وضد الطليان في ليبيا والانجليز في مصر – ذلك جده لأبيه السيد أحمد الشريف السنوسي رحمة الله عليه – شئتم أم أبيتم.
نعم لم يكن هناك وجود في ذلك العهد لأي مسئول من أمثال مسئولينا اليوم في المجلس والحكومة يتجرأ على التلفّظ بتلك التهم والتجاوزات والسب والقدح والتشهير بمواطنيه من الأشراف أو حتى البسطاء منهم – هل علمتم لماذا ؟
لأنه كما سبق وذكرت أعلاه بأنه كان هناك قانون سائد ، وعدل ومساواة وولاة يخشون الله في رعيتهم ويقيمون الحق في حكمهم لشعوبهم وهم كارهون للسلطة والتشبث بكرسيها ، ولم يبيعوا الوطن !!


؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق