الأربعاء، 1 أغسطس 2012

تابع المركزية وطبائع الاستبداد وفيدرالى حتى النخاع

  
تابع : المركزية وطبائع الاستبداد
وفيدرالي حتى النخاع
31-7-2012                            بقلم : إبراهيم السنوسي أمنينه
ويا لحظ بنغازي العاثر أو كلما حدث مكروه لطائفة من الناس حلّوا بها طلباً للملاذ الآمن وسد الرمق وكسر الجوع والعطش، ليس إخواننا في الإقليم الغربي كانوا آخرهم، بل حلّوا قبلهم بزمان وبعدهم طوائف أخرى من يهود وأرمن وغجر من سوريا وفلسطينيين وعراقيين وملونين من جنوب البلاد ومن أقصى المغرب على حدود الأطلسي – بمراكش بلد الدروشة والسحر، ومن صوماليين وتشاديين وأحباش وسوريين فارّين من مذابح العلويين إخوان النعجة، وآخر المطاف من أبناء جلدتنا من سرت ومن بني وليد وتاورغا وحتى أجدابيا عندما إبتليت بالدمار والاغتصاب – لجأ كل هؤلاء إلى بنغازي كلما حلّ بهم خطب أو نائبة، فحلّوا أهلاً ووطئوا سهلاً ووجدوا كل ترحاب ومودة من الأهالي وكل تفضيل وإيثار ولو كان بهم خصاصة، رغم إن اللاجئين من بني جلدتنا قد تسبّبوا لنا في مشكلة اقتصادية وهي ارتفاع أسعار الأراضي والعقارات والإيجارات حيث تخضع هذه (السلع) لظروف العرض والطلب، وحيث تكون الحروب والخطوب حيث وجد الاستغلال والطمع وازدياد الرغبة لدرجة الهوس والكَلَب لتكوين الثروات ولو على حساب الغير .
وحيث جاء إخواننا هؤلاء من تاورغا وسرت وبني وليد ومن المعروف أن غالبية هذه الشرائح هم ممّن كانوا في صف الطاغية ومن البديهي أنه كان يجزل لهم العطاء، فلما قضى واندحر ورجحت كفة الثوار، برزت قضية تصفية الحسابات بين بعض الفئات وإيقاظ الفتن النائمة منذ عهد الطليان والعثمان، بينهم وبين من استعدوا من جيرانهم، واستعرت الحرب بينهم والسلاح بأيديهم وكذلك الثروة فلم يجدوا أمامهم من ملجأ آمن إلا بنغازي " رّباية الذايح" كما قال المغفور له المبروك البسيوني، فحضروا ومعهم حقائب ملئت بالقناطير المقنطرة من الذهب والعملة التي كان قد حباها لهم المقبور واشترى بها ولاءهم وإخلاصهم، وكانا يخبئونها تحت الأرض ليخرجوها في يوم مثل ذلك اليوم .
أقول حضروا بتلك الأموال الغير قابلة للعّد والإحصاء واشتروا العقارات السيارات والأراضي في بنغازي بأسعار عُرضت من قبل ولم يقدروا عليها البؤساء من السكان في بنغازي لكونها فلكية استغلالية، ليس هذا فقط فاخواننا من تاورغا خصّصت لهم الثورة في بنغازي شاليهات 5 نجوم بكامل مرافقها في منتجعات بنغازي على شواطئ بحور بنغازي الساحرة، مستأجرة من ملاكها بأثمان فلكية أيضاً تكفلت بدفعها لجان الإغاثة أو أهل البرّ والإحسان أو المجالس المحلية .
جزاء سنمّار :
منذ يومين ولأسباب مجهولة لدى الكاتب نشبت معارك بين هؤلاء الاخوان اللاجئين ورجال الأمن من الثوار استعمل فيها الرصاص الثقيل والقنابل من الجانبين وشوهدت طائرة عمودية يتحلق ما بين مدينة بنغازي وميدان المعركة ألا وهو الشاليهات السياحية التي خصصت لأخواننا من تاورغا !! والسؤال هو :
كيف يسمح لهؤلاء النازحين بحمل السلاح لأن حمايتهم هي ضمن مسئوليات ومهام رجال أمن الثورة في بنغازي، البلد الذي وفر لهم الملاذ الآمن، وفي هذا المقام يحضرني بيت من الشعر كان قد قاله الإمام علي بن أبي طالب عندما أحسّ بالالهام أن هناك شخص من الخوارج أسمه عبد الرحمن بن ملجم المرادي يتربص به وينوي قتله، قال هذا البيت :
أريد حباءه ويريد قتلي        عذيرك من خليلك من مرادي
"حباءه يعني عطاءه وفي رواية أخرى "أريد حياته" وكلا اللفظين محتمل ويؤدي الغرض .
فهؤلاء مواطنينا من تاورغا أجرناهم وآويناهم خير مأوى ووفرنا لهم الحماية والرعاية والإعاشة فقلبوا لنا ظهر المجنّ ورفعوا في وجوهنا أسنّة رماحهم وشرعوا حرابهم نحو صدورنا ومهما كان السبب فلا وجه حق لهم في ذلك ؟
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولمصطفى عبد الجليل رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي (الدائم)   لا أدامه الله !!!
مثالين على التهميش والاختزال والتناسي والحرمان والإحتقار  :
المثال الأول :
منذ حوالي شهرين حدثني من لا يعرف الكذب بالقصة الآتية :
أصدرت الخارجية الطرابلسية قراراً ظالماً يجذّر التهميش والتجاوز والحرمان من الفرص بالنسبة للبرقاويين، ونقتبس فقرة من مقال نشر لنا يوم 24/5/2012 على هذه المدونة بعنوان "المشهد الأخير من خريف ليبيا – ثورة الكآبة والإرتياب والملفات العالقة – الحلقة الخامسة" وذلك من خلال سردنا لهذه الملفات وحصرها في ستة عشر (16) ملفاً ونعيد نشر الجزئية التي تتعلق بالتهميش والمركزية الواردة في البند رقم (14) وهو ملف الفيدرالية فنقول ما قيل عنها وعليها من اتهامات لأقطابها والمروجين لها بأنهم عملاء للخارج مطلوب تفسير لهذا الموضوع وهو الفيدرالية كذلك فإن المطلوب من السيد المستشّرالانتقالي أو السيد وزير الخارجية التفسير والتبرير والتوضيح فيما يتعلق بقصة الـ 58 موظف مرشح قُبلوا لشغل مناصب في الخارج ضمن السلك الدبلوماسي أي وزارة الخارجية منهم (55) من سكان ولاية طرابلس الغرب ؟؟ والثلاثة الباقين متوزعين بين ولاية فزان أي الجنوب وولاية برقة أي الشرق، فما رأيكم دام فضلكم في هذا الموقف الذي يدفعنا للشعور بالتهميش ويُجبرنا للهتاف للفيدرالية من أعماق قلوبنا بالتصفيق لها والدعوة إليها .
المثال الثاني :
هذه المرة لم يحدثني أحد بل رأيت بعيني، وشكا لي صاحب مكتب أو وكالة سفريات في بنغازي كان قد حجز تذاكر لبضع مئات من الشرق يعني من ولاية برقة لغرض أداء العمرة، وكان عدد هؤلاء المعتمرين يحتاج إلى طائرتين بوينغ على الأقل لاحتوائهم ونقلهم إلى " جدة " والعودة بهم بعد إتمامهم الاعتمار . 
وكانوا قد حضروا إلى مطار بنينة منذ أسبوع عن طريق البر أو بعضهم جاء بالطائرة من مطار الأبرق، وعسكروا في (هناجر) مطار بنينة مؤقتاً إلى أن تتم إجراءات صعودهم للطائرات التي كانت في انتظارهم، وبطاقات الصعود في أيديهم، لكن مدير المطار أبلغهم بأسفه الشديد لأن الطائرتين اللتين كان من المقرر أن تنقلهم إلى جدة صدرت الأوامر من طرابلس بضرورة إقلاع هاتين الطائرتين فوراً إلى طرابلس وإلغاء رحلة العمرة (لعرب برقة) !! هنا قفز إلى ذهني أن مثل هذا الموقف كان يحدث لكن المسئولين يوضحون السبب ونحن نقبله ونشكرهم في العادة مثلاً :
يقولون للركاب : نأسف لأن العبد الآبق يريد أن يسافر بهذه الرحلة في زيارة إلى البلد الفلاني، فينتهي الأمر عند ذاك أو يقول المسئول للركاب أن بوالروايل الوكواك السّراق الهرّاب أول رئيس لللّجان الثورية صديق المرحومة ميمي شكيب (إجلود) وليس جلود، صدر إليه الأمر بالسفر إلى إيران لحضور مؤتمر عاجل ومهم، ويبلع الركاب ريقهم ويغادرون المطار بل ويهتفون بحياة الفاتح . أما اليوم بعد 17 فبراير فلا مبرّر إلا : معلهش أوامر طرابلس !!!
والحجاج أو المعتمرون يتساءلون، وأنا أسال : "عمّ يتساءلون" عن النبأ العظيم؟ أم عن الخيبة التي أصابت ليبيا وثورتها التي سرقها المستشرّ لص عبر الجليد .
والعجائز المصريات عندهن مثل يقلنه عندما يواجهن مصيبة أو خيبة مماثلة وهو :
الناس خيبتها السبت والحد واحنا خيبتنا ما وردتش على حد، وصدقت هذه العجوز،﴿ولله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنونصدق الله العظيم 
               
                        ؛؛؛؛ إنتهت الملاحظة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق