الأحد، 12 أغسطس 2012

مقال الوداع

 


مقـال وداع
12-8-2012                           بقلم : إبراهيم السنوسي أمنينه
ودّع هريرة أن الركب مرتحل     وهل تطيق وداعاً أيها الرجل ؟
      مطلع معلقة الأعشى
أنا لا أحب ولا أطيق وداعاً لصديق أو رفيق أو قريب فما بالك شخص لا مأثره له ! ولم يترك وراءه غير المثالب .
سبعة عشر شهراً ونحن نتعامل مع شبح .. شخص ليس له أبعاد ... ولا يُرى ... فهو أثيري غير مادي ... لا يخضع لقوانين المادة ولا الأبعاد الطبيعية فهو شبح GHOST ، من مخلوقات ما وراء الطبيعة أي Metaphysical ، ينفذ من خلال الجدران ، يطير في الهواء بسرعة 186.000 ميل في الثانية أي يكون معك في وقت ما ثم يطير إلى مدينة البيضاء موطنه الأصلي ويعود قبل أن يرتد إليك طرفك كما قال الذي عنده علم الكتاب .
قلت لا أطيق وداعاً لصديق أو رفيق أو قريب ، فما بالك بشبح إستعدى الشهداء في مقاعدهم عند العزيز المقتدر ، أولاً بالقفز إلى مركز قيادة الثورة منتهزاً الوقت المناسب حينما كان الثوار يبحثون عن قيادة ويتساءلون : من هو القائد ؟ أين القائد؟ ، ممّا يدلّ على عفوية الثورة وصدقها – سيمّا بعد فرار جرذان كتيبة الذعر والقهر وقادتهم متمثلين في العبد التشادي المجرم المطلوب دولياً وإبن خالة أبنائه المعتوه (الكروى) الملياردير ، فرارهم إلى مطار بنينة وذلك على أثر سقوط باستيل بنغازي بمبادرة الشهيد المرحوم المهدي زيو ورفاقه الأشاوس .
هذا الحدث الذي لم يكن يتوقعه لا (نيرون) الذي أحرق روما عاصمة امبراطوريته عنوة وشرع بعدها يعزف بقيثارته (لحن الخراب المجنون) ، ولا أجد من يتوقعه من المراقبين العسكريين أو السياسيين في العالم الخارجي ، أقول أن هذا الحدث الجبار والمفاجئ الذي ألقى في قلوب الذين كفروا الرعب ، حفّز ذلك الشبح ليستلّ ويقفز إلى مركز الصدارة بعد أن كان قد أجرى إتصالات سريعة بأشباح أخرى كانت مغمورة ومأخوذة بنشوة الخدمة مع سيف أبيه والأزلام ، ويجتمع بهم ليقررّوا إنتهاز الفرصة كما كان قد قالها الرئيس الأسبق للولايات المتحدة – ريتشارد نيكسون : في كتاب له بهذا العنوان (إنتهزوا الفرصة SEIZE THE MOMENT) وركوب الموجه ليبدو للعالم أن الثورة كانت من تخطيطهم وهم قادتها وتقديم أنفسهم للعالم الخارجي بأنهم كذلك ، ويتم الإعتراف بالنظام الجديد ، وكان ما كان !!
قلت أن هذا الشبح قد استعدى الشهداء والشرفاء في ليبيا قاطبة بسرقة الثورة وجرّها إلى مسارات منحرفه وانحدر بها إلى قيعان المهالك ، وعلى من يريد الاستزادة والتفاصيل عن الأفعال الأثيمة التي قام بها هذا الشبح أن يتصفح تاريخ أدائه البغيض وسلوكه الإجرامي والخطير والذي يتضمن نهب أرصدة الشعب الليبي على صفحات هذه المدونة Herodot17. blogspot.com وذلك في مقالات بدأ نشرها إعتباراً من تاريخ 10أكتوبر2011 . وبينما ليس بإستطاعتي توديع هذا الشبح اللص والقاتل ، فإنني أرحّب في نفس الوقت وأهنئ السيد الدكتور محمد يوسف المقريف على فوزه المحتوم ، وأتمنى له أن يوفّق في إختيار زملائه للحقائب المناسبة والسيادية وهي الداخلية والخارجية والعدلية والدفاع وأن تكون أولى المسئوليات بالنسبة لوزارة الداخلية هي توفير الأمن ووجوب عدم حمل السلاح بدون ترخيص والخارجية تحديد مواقف واضحة وحاسمه من أي دولة تؤوي أعداء ثورة 17 فبراير ، ولو وصل الأمر لمقاطعتها .
والعدلية بتفعيل القضاء فوراً وقبل كل شئ لإنجاز المحاكمات التي تأخرت طويلاً بالنسبة لرموز النظام البائد ، وقبل ذلك محاكمة الشبح ومعاونيه بعد توجيه ما يصح توجيهه من إتهامات بجرائم قتل أو نهب لأموال الليبيين وكذلك إلغاء مشروع ما سمّاه هذا الشبح بالمصالحة الوطنية .
أنه في الوقت الذي أقول أنه لا يجوز منطقياً ولا شرعياً ولا قانونياً التصالح مع من تسببوا في تشريد أسرة بكاملها وتقويض محل سكناها بهدمه ، وملاحقة ربّ هذه الأسره في الأصقاع البعيدة ، والشروع في محاولة إغتياله بتفجير طائرة الـ UTA بسماء النيجر عام 89 على أساس أن هذا المواطن موضوع الملاحقة كان قد أعتلى متنها من مطار أنجامينا في طريقه إلى باريس (أوردنا هذه الواقعة كمثال حي) أقول يتوجب علينا محاكمة هذا (الشبح) ومعاونيه قبل أن يفرّ إلى المغرب بعد قضاء العمره، حيث أولاده يستثمرون أموال الشعب الليبي المنهوبه هناك .
وأخيراً نكرر الترحاب بعودتكم الميمونة أيها السيد العائد المحارب العنيد الصنديد ، فنضالكم طيلة 31 عاماً ومحاولتكم الهجوم على قلعة الطاغية التني كان يحرسها الشيطان عام 84 ، وكذلك محاولتكم التي أعقبتها بعد عامين بالهجوم على النظام كرّةّ أخرى، عن طريق الجزائر ، لكن الأخيرة أحبطتها إثر خلاف بين ثلاث محاور وهي الجنرالات والمخابرات والرئيس بن جديد- أقول أن نضالكم طيلة حوالي ثلث قرن مقروناً بمحاولاتكم الهجوم على النظام المجرم مرتين حتى ولو بقضّ مضجعه – لازالت في الأذهان وستبقى كذلك مهما طال الزمان ، والحمد لله وله المنّه الذي توّج نضالكم التاريخي بفوزكم الحاسم والتاريخي في سبيل إستعادة الوطن، وندعو لكم بدوام العافية والعمر لتشهد عملية بنائه وهي الجهاد الأكبر .

   ؛؛؛ واللـه المستعــان !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق