الأربعاء، 15 أغسطس 2012

تابع المؤامرة الكبرى على ليبيا خلال الأعوام (1914-1923) الحلقة السابعة


تابع المؤامرة الكبرى على ليبيا
خلال الأعوام (1914-1923)
الحلقة السابعة                             بقلم : إبراهيم السنوسي أمنينه                                                                                                                               
15-8-2012  
... وفي فبراير 1915 لم يعد بيد الإيطاليين غير خط مزدهنالوت (وكانت السلطات الإيطالية قد قامت في مارس 1914 ، أي منذ عام تقريباً بتوجيه فرقة من جيشها ضد الجنود السنوسيين في الجنوب الليبي لكنها حُطمت جنوب مزده)
وفي 29 أبريل 1915 نشبت المعركة الشهيرة قرب مكان يُعرف (ببير القرضابيه) وهي (قصر بوهادي) في منطقة خليج سدره تعرف جغرافياً وتاريخياً بـ(منطقة السُّرت الكبير) فقد كان الإيطاليون يخططون منذ وقت لتدمير معسكر المجاهدين في (عين النوفليه) حيث كان يتجمع هؤلاء المجاهدون من منطقة طرابلس وبرقه ، وكان من بينهم مقاتلون من أولاد قبائل بوسيف وأولاد سليمان و(المغاربه) (المعروفين في برقه بضنا جبريل أحفاد حرب بن عقار وبن أبي الليل من سعده الزناتية) ، كل أولئك كانوا بقيادة السيد صفي الدين السنوسي ، (وهذه الجزئية التاريخية كان الطاغوت المقبور يسعى إلى طمسها من تاريخ الجهاد الليبي ولكن هيت لك) .
والآن لنتحدث بالتفصيل اللازم في تأريخ هذه المعركة المفصلية التي انهزمت فيها جيوش المحتل الإيطالي وترتب عليها عزل قيادات عسكرية شهيرة . وكان الإيطاليون قد شكّلوا جيشاً قوامه أربعة آلاف مقاتل بقيادة العقيد الإيطالي (مياني) ، على أن يقوم بدعمه وحماية ظهره الفيلق الليبي وقوامه ثلاثة آلاف وخمسمائة مقاتل بقيادة رمضان اشتيوي السويحلي من مصراته ، إلا انه ما أن بدأت المعركة حتى أصدر رمضان السويحلي أوامره الى رجاله بتوجيه النيران ضد العدو الإيطالي ولم يفلت من الموت سوى العقيد (مياني) والمحيطون به من الضباط ، وكان مقتلة كبيرة وفوزاً عظيماً في العتاد من بنادق ورشاشات ومدافع وغير ذلك من التجهيزات بما في ذلك المرتبات النقدية للجنود ناهيك عن الجمال ووسائل النقل الأخرى والتموين بشتى صنوفه . وما أن تحقق النصر حتى أن إتجه السويحلي برئاسة الجيش (14000) مقاتل إلى مصراته .
وتكتسب معركة القرضابية شهرتها من كونها أكبر إنتصار لحركة التحرر الوطنية للشعب الليبي ، فقد تجذرت وترسخت بذلك المكان ، كما لم يحدث ذلك في أي مكان آخر- الفكرة التي تُجزم بأن قوة الليبيين في وحدتهم ، إذ شارك في المعركة مقاتلون من طرابلس وبرقه وفزان ، وفيها تواءمت جهود السيد صفي الدين السنوسي ممثل برقه والقائد الطرابلسي رمضان السويحلي*
وكان للمعركة نتائج بعيدة الأثر تركت ميسمها وبصماتها على المسار النهائي لنضال الشعب الليبي، فقد ألهمت المجاهدين خوض عمليات حاسمة جعلت كثيراً من الحاميات الإيطالية تُخلي مواقعها دون أن تقوم حتى بمحاولة حمايتها ثم تتجه صوب الساحل ، أما تعزيزات الإيطاليين فكانت قليلة ولا تصل إلى مواقعها إلا متأخرة . وفي يونيو 1915 سقط موقع مزده ، وما هي إلا فترة وجيزة حتى كان الليبيون في (قصر بن غشير) وهي على بعد نحو 25 كم من طرابلس . 


                         ؛؛؛؛ وإلـى اللقــاء
----------------------
* ذاعت شهرة رمضان السويحلي إبان الحرب الإيطالية التركية عام 1911-1912 ثم تعامل بعد ذلك ولفترة قصيرة مع الإيطاليين وهادنهم . ولقد ارتكب العقيد الإيطالي خطئاً مميتاً عندما عندما افترض أن بمقدوره الاعتماد على السويحلي ، وقد كتب المرحوم الشيخ الطاهر الزاوي عن نوايا السويحلي موضحاً أن فكرة الانقضاض على الطليان قد نضجت عند رمضان لدى تشكيله الجيش واتصاله بالقادة السنوسيين في سرت فعندما توجه الجيش إلى هناك أرسل من عنده رسولاً ، واعداً أنه يعتزم الإنقضاض على الطليان أثناء اشتداد إوار المعركة ، وقد برّ بوعده .
(من كتاب جهاد الأبطال- مصر – الفجاله – 1950 ، ص : 148-149)        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق