الخميس، 6 سبتمبر 2012

هل طالبان قادمون ؟



هل طالبان قادمون ؟
3-9-2012                                       بقلم : إبراهيم السنوسي أمنينه                                                                                                                               

خلال شهر أغسطس سألت سؤالاً بعنوان : هل طالبان قادمون ؟
وأجبت نفسي بنعم !! أكاد أشتم هبوب نسائمهم وعطور مسكهم يفوح في أفق ليبيا الجديدة وقمل لحاهم يسري على قمصانهم المتّعرقة وعيدان الاراك في أفواههم، ويمكن التعرف على هؤلاء من خلال مواقف لشخصيات تبحث عن مؤلف درامي أفغاني – عراقي – إيراني ومنتج أمريكي – بريطاني – فرنسي – تظهر لنا على شاشات قنوات تلفازية محدّدة، وأشهر هذه الشخصيات تنتمي إلى أطياف هزلية مأساوية تسمّى نفسها تيارات دينية من أمثال المقاتلة والدعوة والتكفير والإخوان، والإسلام هو الحل، والقاعدة، والسلفيون وأنصار الشريعة في ليبيا! أتدرون ماذا فعلت وماذا أنجزت لصالح الدعوة في مدينة بنغازي وربما غيرها من المدن : اختطفوا فتاة (وليست بالوحيدة ولا الأخيرة) بسبب كونها سافرة، والله أعلم ماذا فعلوا بها ..
كذلك هجموا على بعض أكشاك لبيع الأشرطة المسموعة والمرئية، وهدّدوا بالهجوم على الصالات وتدميرها، وأوقفوا عدة مّرات سيارات يقودها رجل ومعه زوجته وكانت سافرة، وسفورها كان الحجّة الأولى، وأن الزوج لم يكن يحمل (رخصة) الزواج منها في محفظته – كان الحجّة الثانية – ولم ينقذ الموقف إلا شهامة بعض المارّة .
وباسم الدين والإسلام تم اقتحام منازل بحجّة أن ساكنيها يصنّعون أو يتعاطون الخمور – وهنا نتذكر قصة عمر بن الخطاب الشهيرة في تاريخ (الدعوة الإسلامية) عندما كان كعادته وحينما تأكد من أن الموجودين داخله يتعاطون الخمر قام باقتحام ذلك المسكن ولما شرع في عقابهم قال له أحدهم نحن يا أمير المؤمنين إرتكبنا ذنباً واحداً إلا وهو التعاطي أمّا أنت فارتكبت ثلاثاً بنص القرآن، فحمل درّته وغادر .
وما دمنا في معرض الحديث عن ولاة الأمر ونهيهم عن المنكر ومواطنه فإننا نذكر يوم 7/8/2012، وهو يوم تسليم السلطة إلى المؤتمر الوطني المنتخب والاحتفاء بالأعضاء المنتخبين في حفل مهيب وفي خطبة (الوداع) لولّي أمر الليبيين قال السيد المستشار أمير المؤمنين الليبيين – عندما لاحظ تلك الفتاة التي تقدم المتحدثين بناقل الصوت – ولم يلاحظ ذلك غيره – قال أو (أفتى بأنه لا يجوز ونحن في بلد مسلم أن تقوم امرأة سافرة غير متخمّرة بالظهور أمام هذا الجمع من الرجال – وإننا بذلك نتحدى الدين والشرع والعرف) والفتاة تتساءل : ماذا عن وزيرة صحّته التي تبالغ في التبرّج والسفور والإغراء بالتنمّص والوشر أمام الوزراء الرجال والمرضى الذكور وعدسات التصوير ؟؟ حقاً إنها خطبة الوداع الحقيقية لوضع الأسس للدين وللشرع والعرف، دون مراعاة لمشاعر الأفراد ؟
ترى ما الفرق بين أسلوب هذا المستشار السابق وهو ولي أمر المؤمنين الليبيين، وأسلوب ذلك الرجل الذي كان يقود سيارته وإلى جانبه ابنته الشابة في الطريق إلى الجامعة فاستوقفه أحدهم صارخاً، بعد أن رأى ابنته الشابّة إلى جانبه بدون خمار أو حجاب : إتق الله !!
لا فرق بين الأسلوبين إلا أن والد الفتاة ردّ عليه قائلاً :
يقول أبو الطيب المتنبي :
         أغاية الدين أن تحفّوا شواربكم ؟
                                             يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

    ؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق