السبت، 15 سبتمبر 2012

الطموحات التوسعية القاتلة للقذافي الحلقة الخامسة


الطموحات التوسعية القاتلة للقذافي
13-9-2012                                 جمع وتنسيق : إبراهيم السنوسي أمنينه
الحلقة الخامسة               
قال معاتباً شعبه محمّلاً إياه المسئولية بأن حرب تشاد كلفت ليبيا 25 مليار دولار، ومن قال للقذافي أن يشعل هذه الجبهة ؟ وما ذنب الشعب الليبي الذي بعد أن خسر أجيالاً من أبنائه يخسر أيضاً كرامته بتأنيب من القذافي ؟ ثم يخسر هذه المبالغ الطائلة من الأموال التي من شأن صرفها على الليبيين توفير رغد العيش وكرامة المواطن .
ويروي الليبيون بحسرة أن القذافي كان يكره أن يرى مشوهين من أي حرب يخوضها لأن تشوهاتهم تذكره بالخطايا التي ارتكبها وهو لا يريد أن يعترف بدوره في صنعها، ثم أنه لا يريد أن تظل شواهد هذه الخطايا بالحروب العبثية التي يفتعلها شاهدة أمام الناس في البيوت والشوارع والمؤسسات لأن من شأنها تعميق النقمة في نفوس الليبيين على مغامراته وحكمه وقراراته المأساوية .
فماذا كانت خطة العقيد للخلاص من المشوهين ؟ إن القذافي كان يأخذ المشوهين الذين يضبطهم رجاله في الشوارع ويضعهم على متن الطائرات ثم يُقذف بهم في الصحراء للموت جواً وأرضاً ونهباً للطيور الكواسر وسط الرمال الحارقة .
ويتحدث الليبيون في بنغازي عن شاب أصيب بلوثة فأصبح مختل العقل، وكان الجميع يعرف أنه قاتل في تشاد، فيقول : إن الرجل وقع في الأسر التشادي مع مجموعة مقاتلة من الليبيين، وكان تشاديون أيضاً وقعوا في الأسر الليبي وتمت مبادلة الليبيين بالتشاديين .
صدرت الأوامر للاستخبارات الليبية في الجبهة بقتل الأسرى الليبيين المحرّرين فتم إطلاق النار عليهم جميعاً حتى تحول الجميع إلى جثث هامدة، غير أن هذا الجندي الشاب ظل على قيد الحياة مدعياً أنه ميت، فإذا بمجموعة الاستخبارات الليبية تنتشر بين جثث القتلى تبحث في ملابسهم عن غنيمة مالاً أو ذهباً .
وكان في أصبع الشاب خاتم زواجه (دبلة) فأراد أحدهم انتزاعه فصعب الأمر عليه فأخذ سكيناً من رفيق له ليبتر أصبع ذلك الأسير وهمّ بذلك لولا أن ناداه رفيقه ليسرع في المغادرة .
نعم لقد نجا الشاب المختلّ من الموت .. لكن عقله أصيب بمسّ من جنون من هولّ الصدمة وعاد إلى مدينته شاهداً على وحشية لم تعرفها حروب الجيوش النظامية من قبل .. ومن أبناء وطنه وليس بإسرائيليين .
وفوق كل هذه الغرائب والعجائب في سلوكيات (القائد) يظن أن يعرف الليبيون والعرب أن هذا القذافي تنازل عن إقليم أوزو لتشاد في صفقة هي الأكثر استهانة بكرامة وطن وحقوقه ودماء وأموال أبنائه الصابرين بعد كل تلك التضحيات على مذبح شهوات القذافي للعبث والجنون والمجون .
نتج عن معارك تشاد وفي عمليات الكر والفرّ أن سقط حوالي 1200 جندي وضابط ليبي وقائدهم اللواء خليفة حفتر في أيدي القوات التشادية وسرعان ما أنتشر في ليبيا كلها والعالم أن هؤلاء أعلنوا من تشاد أنهم يريدون الخلاص من القذافي ونظامه الإرهابي .
جنّ جنون القذافي وبذل المستحيل لاسترجاعهم لمعاقبتهم وقتلهم بتهمة الخيانة العظمى، ولأن القذافي، وهو ملك الصفقات، بغض النظر عن أخلاقياتها ومنطقها – أي الصفقات – فأنّه وسّط صديقه الملك الحسن الثاني في المغرب ليقنع الرئيس التشادي– وكان يومها حسين هبري – بتسلم (حفتر) مع ضباطه وجنوده مقابل أي مبلغ مالي يشترطه .
ولأن التشاديين باتوا خبراء في حسابات القذافي وسلوكياته، فإن صبري طلب المال بمئات الملايين من الدولارات، وأن يعيد القذافي إقليم أوزو إلى تشاد، في مقابل تسليمه (لحفتر) ومن معه .   
ولأن القذافي يعتبر أن ليبيا كلها ملكه الشخصي، ولأنه أيضاً يعتبر أن ليبيا ومن عليها ملكه أيضاً، فهو قبل مطالب هبري وشروطه لتسليم المطلوبين من ضباط وأفراد الجيش الليبي وقائده، فقد سلّم  القذافي 20 ألف كيلومتر مربع من الأرض الليبية روتها دماء الآلاف من الليبيين إلى عدوّه حسين هبري، وسلّم له مئات الملايين من الدولارات إضافة إلى ذلك .
ولم ينقذ حفتر ورفاقه إلاّ تدخّل الولايات المتحدة التي كانت تتابع بنود هذه الصفقة خطوة خطوة من مصادرها الأساسية : الملك الحسن وحسين هبري، فهبطت طائرات استخباراتها في مطار انجامينا لتنقل مئات الضباط والجنود الليبيين إلى الولايات المتحدة ليدخلوا معسكرات خاصة ليعاد تدريبهم وتأهيلهم ليعودا إلى ليبيا من طرق مختلفة للتخلّص من القذافي في الوقت المناسب .
وفي الولايات المتحدة جرى تدريب قوات حفتر تحت مسمّى (الجيش الوطني لإنقاذ ليبيا) ليكون القوة المسلحة لجبهة إنقاذ ليبيا التي كان يرأسها الدكتور محمد يوسف المقريف الذي يرأس اليوم المؤتمر الوطني العام في ليبيا بعد نجاح ثورة 17 فبراير 2011 .
؛؛؛ إلى اللقاء في الحلقة القادمة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق