الخميس، 6 سبتمبر 2012

تابع المؤامرة العالمية الكبرى ضد ليبيا خلال الأعوام من 1914-الحلقة الحادية عشر 1923


تابع المؤامرة العالمية الكبرى ضد ليبيا
خلال الأعوام من 1914-1923
1-9-2012                                   بقلم : إبراهيم السنوسي أمنينه                                                                                                                               
الحلقة الحادية عشر                
.... وتقرّر أن يبدأ الهجوم في الليل ليلة 25-26 نوفمبر 1915 وبأمر من محمد صالح حرب ُضرب وادي (ماجد) – على بعد عشرة كيلومترات جنوب غرب مطروح، أول معسكر حربي للمجاهدين وكان ذلك كله مفاجأة للانجليز الذين كانوا يخافون من انتشار الانتفاضة في المناطق الأخرى .
في ذلك الوقت، كانت الوحدات السنوسية برئاسة جعفر العسكري قد توغلت غرباً في أعماق التراب المصري، واحتلَّت سيدي براني وهناك التقت برجال محمد صالح حرب، وصار الانفجار في هذه الحالة ممكناً في أية لحظة . بل وصار الأتراك يحتفظون بقنابل يدوية في جيوبهم استعداداً لنسف المعسكر إذا انقلب أحمد الشريف عليهم وباءت مشروعاتهم بالفشل (انظر كتاب السنوسية دين ودولة – للدكتور محمد فؤاد شكري ص 174) .
وعندما وصل محمد صالح حرب إلى السلّوم، كان أحمد الشريف مستعداً في الواقع للسير وفق مخططات الأتراك وللصلح مع نوري بك، إذ لم يكن محمد صالح حرب مطلقاً في حاجة إلى إقناع أحمد الشريف بالتخلي النهائي عن مواقفه السابقة بل تمكن في الوقت نفسه من إقناع نوري بك وأتباعه ببذل كل ما في وسعهم لعقد الصلح مع أحمد الشريف ونيل عطفه . وما هي إلا فترة وجيزة حتى كانت جميع النزاعات قد سُويّت، ولو من الناحية الظاهرية وبدأت العمليات العسكرية .
وفي ديسمبر 15 من نفس السنة 1915 حدثت بضعة اشتباكات بين الوحدات السنوسية والقوات الانجليزية (في وادي ماجد وأم الرخم) ثم بعد معركة (بير تونس) اضطر السنوسيون إلى التراجع، على أثر التناقص في الذخيرة والتموينات فضلاً عن سوء تدريب المقاتلين فعقد أحمد الشريف اجتماعاً حضره نوري بك وجعفر العسكري ومحمد صالح حرب وعدد من الشيوخ السنوسيين النافذي الكلمة . ومن خلال غضبه الشديد وجّه أحمد الشريف التهمة إلى الضباط الأتراك بأنهم قد تسّرعوا في الشروع بالعمليات الحربية دون أن يستعدوا لها .
واقترح الأتراك بدورهم الانتقال إلى حرب الأنصار Gorilla war (حرب العصابات) في منطقة الساحل . إلا أن محمد صالح حرب وقف ضد هذا الاقتراح متعلّلاً بأن تلك المنطقة غير صالحه لحرب الأنصار لافتقارها إلى الغابات والجبال، منتقداً خطط الأتراك الإستراتيجية والتركيز على العمليات في الساحل في منطقة السلّوم، حيث كان الانجليز يتمتعون بالتفوق الكبير إذ كان بإمكانهم عن طريق البوارج الحربية أن يقطعوا عمليات الفرق الأرضية وأن يؤتوا بالتعزيزات المطلوبة فور نقصها فضلاً عن أن تلك الساحة المكشوفة كانت تسمح لهم بالإنتقال بالمصفحات والسيارات (ص 176 – د. محمد فؤاد شكري من كتاب السنوسية دين ودولة) (غير أن الكاتب يتحفظ بشدة على رواية شكري هذا لأننا كنا قد قرأنا وأوردنا مواقف متحيّزة للأطراف المصرية في النزاع مثل محمد صالح حرب، وعبد الرحمن عزام (باشا)، وسوف نورد التأكيد على نظريتنا هذه في حينها) انتهى تعليق الكاتب، ونواصل : هذا بينما كان الجيش السنوسي يعاني نقصاً حاداً في وسائل المواصلات إذ كان هناك جمل واحد لكل 8 جنود، وللخروج من ذلك المأزق اقترح محمد صالح حرب نقل العمليات العسكرية إلى الجنوب، وشنّ حرب أنصار هناك، إلا أن نوري بك، وجعفر العسكري أصرّا على عدم ابتعاد الجيوش عن الإسكندرية، يعني عن البحر، أي بقيا متمسكين بالتكنيك السابق (نفس المرجع السابق انظر ص 176، ولاحظ أيضاً إصرار المؤلف على مؤازرة القائد المصري محمد صالح حرب في كافة مواقفه وآرائه رغم فشل تكتيكاته وعدم جدوى اقتراحاته – انتهت ملاحظة الكاتب) .
آنذاك اتخذ أحمد الشريف قراره بتقسيم قواته إلى قسمين واتجهت المجموعة الأولى المكونة من 3500 مقاتل، وهي بقيادة محمد صالح حرب إلى الجنوب إلى واحة (سيوه) وانضم إليها أحمد الشريف نفسه .
أما المجموعة الثانية (6000) مقاتل بقيادة نوري بك وجعفر العسكري فبقيت شمال البلاد وتمركزت في واحة (بير كلاب) .
وفي فبراير 1916 دارت في ذلك المكان معركة رهيبة عرفت بمعركة (العقاقير) شرقي (سيدي براني)، وفيها تم تدمير الجيش السنوسي بالكامل وكان من نتائج هذه المعركة أن تشتت قوات المجاهدين واستطاع الانجليز ملاحقة فلولهم التي توغلت في برقة إلى ما وراء (بير واعر)، واضطرت بقايا فلول نوري بك إلى الالتجاء أخيراً إلى موقع العقيلة ناحية غرب مرسى البريقة، أما الانجليز فدخلوا السلّوم يوم 24/3/1916 واستولوا على معسكر السنوسيين والمجاهدين به بينما جُرح جعفر العسكري ووقع أسيراً لم يتمكن نوري بك إلا بصعوبة من الإفلات من أيدي الانجليز . 
وبتاريخ 24 مارس 1916 - احتلت القوات الانجليزية بلدة السلّوم (نفس المصدر السابق – ص 177) .
كان من المهم بالنسبة للانجليز أن ينهوا الحرب مع السنوسيين بأقصى سرعة ممكنة وذلك لتخصيص الجيوش من أجل جبهات أخرى، ولذلك أستأنفوا مراسلاتهم مع أحمد الشريف . وفي الرسالة الموجهة بتاريخ 8 مارس 1916، طرح القائد ماكسويل (قائد الجيش) جملة من الشروط التي يمكن تنفيذها أن يؤدي إلى عقد الصلح هي : إطلاق سراح الأسرى – إبعاد العسكريين الأتراك والألمان عن البلاد – سحب القوات السنوسية المسلّحة من الأراضي المصرية . غير أن أحمد الشريف لم يقبل تلك الشروط، فماذا فعل ؟
                                ؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق