السبت، 15 سبتمبر 2012

الطموحات التوسعية القاتلة للقذافي الحلقة الأخيرة



الطموحات التوسعية القاتلة للقذافي
13-9-2012
الحلقة الأخيرة                               جمع وتنسيق : إبراهيم السنوسي أمنينه
تحدثنا في الحلقة الماضية عن هزيمة الجيش الليبي المنكرة في تشاد في العام 1987، وكيف توسّط الملك الحسن الثاني المغربي لدى الرئيس حسين هبري بناء على طلب القذافي لجلب حوالي 1200 جندي وضابط من القوات الليبية الذين كتب عليهم الهزيمة والأسر والاحتجاز لدى حسين هبري – وذلك مقابل الملايين من الدولارات فضلاً عن التنازل عن إقليم أوزو الواقع في شمال تشاد، وكيف حطت طائرة نقل عسكرية أو أكثر – تابعة للاستخبارات الأمريكية لنقلهم للولايات الأمريكية المتحدة ليقيموا فيها، لتأهيلهم وتدريبهم أيضاً بغرض العودة إلى ليبيا بأي طريق والقضاء على نظام القذافي .
وقامت الحكومة الأمريكية بإيوائهم في معسكرات خاصة بهم وكان جهد الليبيين الثوار أن يستكملوا استعداداتهم ليعودوا إلى وطنهم من أجل التحرير سواء عن طريق تونس أو مصر أو تشاد أو الجزائر.
في البداية كانت أمريكا تغدق على القوات الليبية اللاجئة لديها والثائرة المساعدات وتقدم لهم الرواتب المضاعفة، وكأنهم جنود وضباط في القوات الأمريكية المسلحة، وقد جرت أكثر من محاولة للتخلص من القذافي بواسطة عناصر من هذه القوة وقد سبق وأن أوردنا رواية عن إحدى تلك المحاولات في مقال  لنا بعنوان : (رحلة السيد المستشار إلى الجزائر دولة البوار)
ونتساءل في المقال : (ترى ماذا كان الغرض من تلك الرحلة وماذا جرى خلالها، والتي نشرت على صفحات هذه المدونة بتاريخ 29/4/2012) .
وكانت رحلة الجزائر هذه وقعت حوالي منتصف شهر أبريل 2012 . ولمعرفة المزيد عن تفاصيل (المحاولة) المنّوه عنها، وأسباب فشلها ومن هم الوشاة وأصحاب المصلحة في فشلها، يمكن للقارئ الكريم الرجوع إليها على صفحات هذه المدونة وهي تقع في 6 ورقات .
ونعود إلى جيشنا المنهزم رغم أنفه والمأسور جبراً في الولايات المتحدة، فإنهم بعد فشلهم في تلك المحاولة في الجزائر وقبلها في طرابلس يوم 8 مايو 1984 فإنه قد أسقط في أيدي قياداته، وران عليهم اليأس جرّاء ما وقع لهم من خيانة وغدر وفشل وما يعانونه من غربة ووحشة أهل ووطن قد طالت دون بارقة أمل، وعندما تحسنت العلاقات بين الولايات الأمريكية والقذافي بمساعدة تغيير في الزعامات، والفساد الذي استشرى في السياسات الدولية واستخباراتها – يقابل ذلك تنازلات من جانب القذافي طالت كثيراً من مبادئ كان يقول أو يخال له أن يؤمن ويتمسك بها – وكان ذلك على حساب مستقبل ليبيا وأسراها هناك .
عندها بدأ البعض في العودة إلى بلاده راضياً (بدل الغنيمة بالإياب) وذلك عن طريق وساطات قبلية وعائلية، وتعهدّات بعدم القيام بأي نشاط معادي للنظام ؟    
ساءت أحوال الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا، وهي التي كانت الغطاء الشرعي والسياسي والحزبي، وتخلت أمريكا سياسياً عمن بقي منهم في أراضيها، خاصة بعد أن حصل عدد كبير منهم على الجنسية الأمريكية، ووزعت السلطات الأمريكية بعضهم على الكنائس والمؤسسات الخيرية والإعاشية للحصول على إعانات اجتماعية كالطعام واللباس ووسائل التدفئة والوقود، ولتأمين وظائف وضيعة لمن يريد البقاء منهم داخل الأراضي الأمريكية – في غياب المؤهلات العلمية المطلوبة .
إذاً، فلقد تراجع وضع الجبهة الوطنية للإنقاذ في أمريكا فنقلت مقرها إلى لندن، وفيها تم اختيار إبراهيم عبد العزيز صهد مكان (صهره) الدكتور محمد يوسف المقريف، في مركز قيادة الجبهة .
(ولا أستطيع الجزم بأن هناك كانت اختراقات لهذه الجبهة لصالح نظام القذافي لبعض القيادات سواء عسكرية أو سياسية، وهناك مؤشرات زئبقية غير ثابتة حول البعض تجاه هذه النظرية وهذا ما أدى إلى تفرّقهم أيدي سبأ منذ حوالي حقبتين) والله أعلم .
ونعود والعود أحمد للمنجزات الوطنية والقومية والإنسانية للقائد (الفـذ) معمر القذافي، أتدرون ماذا ؟
إنه في إحدى نوباته الجنونية أمر بإحراق كل الوثائق التي تملكها الدولة الليبية منذ قيامها ومنها الوثائق التي تثبت تبعية إقليم (أوزو) لليبيا، وضاعت وثائق أخرى حول أوزو أيضاً أثناء نقل الإدارات من طرابلس إلى سرت (المجاهدة !!) .
ففقدت ليبيا ورقة بالغة الأهمية في نزاعها القضائي مع تشاد أمام المحافل الدولية، عندما رفعت (انجامينا) قضية تحكيم لإثبات هوية هذا الإقليم الليبي جنوباً، ومع هذا فإنه عندما ساند الضابط التشادي المتمرد وهو عبد القادر كوكوني في ثورته ضد حسين صبري ودخلت قوات كوكوني انجامينا مع قوات ليبية، كان بإمكان القذافي الحصول على تنازل تشادي رسمي من الرئيس التشادي الجديد لينهي  الجدل حول هوية أوزو إلى الأبد .. غير أنه لم يفعل .. فلماذا ؟؟؟
وأترك التخمين للأذكياء فقط خصوصاً بعد مغادرة القذافي .
(وأنصح بأن تسألوا التشاديين الحقيقيين وهما عبد الله السنوسي وأحمد إبراهيم طالما هما على قيد الحياة) .                                       
؛؛؛ نهاية الحلقات حول الطموحات التوسعية القاتلة للقذافي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق