الاثنين، 4 نوفمبر 2013

جذور الإرهاب الحلقة السادسة والأخيرة

تابع : جذور الإرهاب في جماعة الخوّان المتأسلمين
الحلقة السادسة والأخيرة  30/9/2013 بقلم إبراهيم السنوسي امنينه

نواصل حديثنا الموجه إلى خوّان ليبيا عن الاختيار الخاطئ الذي تبنّاه المرشد حسن البنّا وحقق من خلاله العديد من المكاسب دون انتباه إلى رد الفعل المضاد من القواعد الإخوانية، والمقالات التي ينشرها معارضوه من بعض القيادات البارزة والأعضاء في الهيئة التأسيسية أمثال الدكتور إبراهيم حسن وكيل الجماعة وعضو مكتب الإرشاد، والاستاذ أحمد السكري الوكيل العام لجماعة الإخوان المتأسلمين، حيث وصف المرشد البنّا بالشيخ الكذّاب والمزيف والمرتشي، والمنافق والانتهازي والمادي والضعيف في اتخاذ القرارات، وذو الوجوه المتعددة!
لقد تحوّل أصدق أصدقاء الأمس القريب إلى ألدّ أعداء اليوم، وأصدر المرشد البنّا قراراً في أكتوبر 1947 بفصل الأستاذ أحمد السكري، الوكيل العام لمكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين- بفصله من عضويته التأسيسية وعضوية الجماعة، وذلك بموجب كتابين، إنما ينمان عن سوء اختيار في اتخاذ قرار لا يلجأ إليه إلاّ عديم الحكمة وقليل الحيلة والتجربة، إذ طلب من السكري أن يقرأ أحدهما قبل قراءة قرار الفصل فإن أعجبه الأول وهو مرفق بكتاب الفصل ونقتطف منه ما يلي: " فما عليك إلاّ أن تمزّق الآخر، وهو قرار الفصل واكتب إلىّ باستقالتك مشكوراً وجزاك الله خيراً وأقسم بالله أني لم أخبر بخصوص هذا الكتاب أحداً وأنه سيظل سرّا بيننا حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، وإن كانت الأخرى فإني لا أملك لكولا لنفسي من الأمر شيئاً، ولتكن إرادة الله، ولازلت كبير الأمل في أن تجد هذه المناجاة موضعها في نفسك، وفي انتظار ردك مشكوراً أرجو ؟أن تستفتي قلبك وحدك ولا تستفتي الناس، والسلام عليكم و رحمة الله".
أنظر بالله إلى هذا الضعف والهوان يا ابن كعوان، والالتفاف والالتواء في اتخاذ القرار ونحن نورد هذا المقطع من الكتاب المرفق بكتاب الفصل، من نصّ بخطّ يد المرشد حسن البنّا وكذلك كان الأستاذ أحمد السكري وهو بخط يده أيضاً وكذلك كافة المكاتبات والمراسلات الصادرة عن المرشد البنّا، والتقارير والردود كانت بخط اليد نصّياً، ونحن نمسك عن تفريغها منعا للإطالة وهي موجودة لديّ مع العشرات من أصول الوثائق ذات الصلة بهذا الموضوع، والشكر موصول للأستاذ الفاضل الدكتور عبد الرحيم علي، الباحث والمستنير في شئون الحركات الإسلامية ومدير المركز العربي للبحوث والدراسات والتحليل، وعلى مدار أكثر من ثمانين عاماً هو عمر جماعة الخوّان المتأسلمين، هذه الوثائق التي توضح لنا كيف انزلق هؤلاء الخوّان في مستنقع الانتهازية منذ البدايات وعلى يد الشيخ حسن البنّا بتعبير الشيخ أحمد السكّري في كل كتاباته ومراسلاته ومقالاته وهو صديق عمره ورفيقه في تأسيس هذه الجماعة منذ أن كان عمر الأول لا يتجاوز الرابعة عشر، والثاني يناهز العشرين في مدينة الاسماعيلية بمصر.
كانت هذه الجماعة في سياساتها العقيمة تحت حكم المرشد تهادن حزب الوفد ثم تنقلب عليه، يدعمون الملك فاروق ثم يناصبونه العداء، يصرخون ليل نهار بالعداء للولايات المتحدة الأمريكية ويسعون في الخفاء لمدّ الجسور معها واستجدائها، يتعاونون مع رجال ثورة يوليو 1952 في البداية ثم يتصادمون مع قادتها ويحاولون اغتيال جمال عبد الناصر وذلك بإطلاق الرصاص عليه أثناء إلقاءه خطابه بمناسبة جلاء القوات البريطانية عن مصر في أكتوبر 1954.
ويساندون الرئيس الراحل أنور السادات، ثم يستشهد على أيديهم غيلة وغدراً أثناء العرض العسكري يوم 6 أكتوبر 1981.
يدّعون الديمقراطية والتعدّدية ثم يضيقون بها ذرعاً وبالمطالبين بإعمالها داخل الجماعة، فإمّا السمع والطاعة وإماّ الحصار والإبعاد والتهميش والتشنيع والاغتيال وغير ذلك كثير.
حتى بدا أن هذه الانتهازية هي النهج المألوف في سلوك هؤلاء الخوّان حتى بعد ثورة 25 يناير 2011 في مصر، في سياق سلسلة من التحالفات تنتهي دائماً بالغدر بالحليف!!
(وما تحالفهم مع أوباما الذي منحهم 8 مليارات من الدولارات، وتحالفهم مع حماس التي كانت هي بمثابة المدرّب والمموّل والمورّد للآلاف من المرتزقة من كافة الأجناس من الإرهابيين لإحداث التفجير والتدمير والتقتيل وقطع الطرق وكان الذي سلمهم الخطط الأمنية لمصر والخرائط اللازمة لإنشاء الحفريات لحوالي 70 نفقاً، والعديد من البيارات لتخزين النفط ومنتجاته وإحداث أزمة في السوق الاستهلاكي للنفط في مصر بين ارتفاع سعره وندرة توفره في محطات التوزيع وبالتالي نشوء سوق سوداء لهذه السلعة في مصر وفي نفس الوقت تحقيق انفراج غير متوقع في أسواق غزّة وإسرائيل الاستهلاكية وتهدئة جبهة الصواريخ بينهما- ما كان هذا التحالف إلاّ لتحقيق كل ذلك).
أقول كان الذي سلمهم الخطط الامنية لمصر مع كافة الخرائط اللازمة – كان هو محمد مرسي العياط ليلة أن دبّرت حماس مع إرهابيين يتبعون كتائب عز الدين القسام –دبّرت هروب مرسي ومعه لا يقل عن 30 ألف سجين من سجن وادي النطرون فجر 28 يناير 2011 ليختبئ في غزة لدراسة المؤامرة.... والتخطيط لإسقاط النظام في مصر.
وكان بعدها ما كان، إذ حضر إلى مصر ليركب موجة شباب 25 يناير بمساعدة محمد البرادعي.
والذي يتحدث عن هذا الموضوع بتفاصيل مؤلمة هو مستشار الأمن القومي السابق اللواء شريف اسماعيل الذي استقال في بداية عهد مرسي، بعد أن قدّم كل هذا الكمّ من المعلومات الاستخبارية إلى الفريق عبد الفتّاح السيسي.
الذي كان وقتها يشغل مركز رئيس المخابرات الحربية في الجيش المصري، ثم فيما بعد وزيراً للدفاع.
أقول وما تحالفهم مع أوباما، وهنيّة، وتركيا، وقطر وإسرائيل (كمراقب كلما كانت الأمور تجري لمصلحتها) إلا لتحقيق وإنجاز مخطط دولي لتقسيم العالم العربي من جديد.
وتمر الأيام تطوي لتسفر عن الوجه الحقيقي للإخوان وتبين عن مخططاتهم البعيدة المدى والتي مضى فيها مرسي بضع خطوات مثل تدويل قناة السويس أو تأجيرها أو بيعها مقابل سندات، والمشتري كان جاهزاً جداً جداً وهو "جوز الست موزة" وموافقةخيرت الشاطرعلى شطر جزء كبير من سيناء لتوطين الفلسطينيينمن سكان الضفة الغربية والقدس– بعد تمليكهم هم وسكان سيناء لذلك الجزء الكبير والخصيب من الأرض المليئة بالمعادن والخيرات وفصلها عن مصر– وترضية الأخيرة باقتطاع جزء أقل من بسيط من صحراء النقب المهجورة البائرة والتي لو كانت تصلح لشيء لما تركتها إسرائيل.
وبذلك تمت تصفية قضية فلسطين لوطن يملكه مواطنون مهجرون وكان لهم وطن.
كذلك وافق مرسي في اجتماع مع دول حوض النيل بما فيها السودان وإثيوبيا على منح السودان بلدتي حلايب وشلاتين المصريتين منذ الاكتشاف المبكّر للقارة الأفريقية.
كذلك في سياق مخطط تدمير الشرق الأوسط الجديد، فقد وافق مرسي على مشروع سدّ النهضة الإثيوبي ضمن خطة تصحّر أراضي مصر وتعطيش الشعب المصري ومن ثم تركيعه بعد انهائه وإنهاكهوإهلاكه- وذلك خلال زيارته لإثيوبيا دون أن تطلب منه الأخيرة ذلك.
ومن المعروف أن تمويل هذا المشروع الهائل والمستنزف سيكون على عاتق الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى ترى مصلحتها في ذلك!
هذا الكمّ الهائل من التفريط في أراضي مصر ومياهها والغدر بشعبها وكل ذلك كان بمبادرةوموافقة ومباركة من عصابة الخوّان بقيادة مرسي وليس بضغوط من مستعمر.
يا إخوان ليبيا ويا صوان وكعوان، فيما تقدم أوردنا غيضاً من فيض لتكونوا على علم، فنحن من خلال ما نقرأ من وثائق ومراسلات وكتب وتنظيرات وخطب، فإننا نتتبع هذا التاريخ الطويل من الانتهازية السياسية والملفات السرّية للأخوانالمتأسلمينوارتباطهم بالماسونية العالمية ومن خلال هذه الملفات التي تحوي وثائق تاريخية صادقة فإنه يتضح لنا كيف يعمد الخوّان إلى خلط الخطاب الديني (الثابت) بالمقاصد السياسية (المتغيرة) لخلق الخطاب الضبابي الغير شفاف ومتعدّد الوجوه الذي يهدف إلى الاستحواذ والإقصاء، ذلك بمفردات وسلوكيات أيضاً تحمل في طياتها الكثير من الاستعلاء والمراوغة.
يا إخوان ليبيا وأغلبية برلمانها الهزلي المريض الجبان والمتآمر على الشعب المسكين والمتحايل على حلّ مشاكله الاقتصادية بأسلوب الرشوة والارتشاء وتأجيل الحلول وتبرير الفشل بأعذار واهية، وتأجيل تأسيس القوات المسلحة وتفعيل الشرطة، والنيابات والقضاء إلى أن يرضى الناس بتمديد فترة زمنية أخرى لبرلمانهم العتيد في غياب الدستور والقانون.
يا خوّان ليبيا، يا صوّان ويا كعوان ويا زيدان ويابوسهمين، أيها القفّة بلا وذنين، اقروأ ما تقدّم عن الإخوان في مصر في هذا المقال، وما سوف يأتي لتكتشفوا ((مأزقكم)) الذي تعيشونه أو بالأحرى: تراجيديا صعودكم نحو الهاوية!!
انتهت حلقات فساد الإخوان فهل تريد المزيد
يا سيد كعوان وصوان وزيدان ومعكم حفيد الكاهنة

والمرتدين "بو سهمين" أبو قفّة بلا وذنين؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق