السبت، 19 أكتوبر 2013

جذور الإرهاب - الحلقة الخامسة


جذور إرهاب الإخوان
الحلقة الخامسة     18 سبتمبر 2013      بقلم إبراهيم السنوسي أمنينه
قال الإمام الغزالي : " إن التدين المغشوش مثله مثل الكفر البواح "
ونواصل الحديث عن الموضوع فنقول : 
والآن فليعذرني سيدي القارئ عن قطع هذا السيل الجارف الدرامي من سلوكيات وأخلاق بعض قادة هذه العصابة المجرمة التي سميت – تجاوزاً – الإخوان المسلمين – في تلك الحقبة , فنذكر نبذاً عن قياداتهم الضالة و المندفعة  و ربما المأجورة من الماسونية و لا نقول الاستعمار, و تاريخ حيواتهم الذي يغيب عن كمّ غير قليل من الناس فنقول :
 تناولنا في حلقتنا السابقة تاريخ حياة موجزة للشخصية الأولى وهو          ( حسن ألبنا ) تلك الشخصية الغامضة و ما يدور حولها من لغط لاسيما حادثة اغتياله التي كان قد اكتنفها كل غموض , و لقد توج ذلك الغموض باستحضار تصريحه المسرحي الصاروخي عندما قال واصفاً عصابته بأنهم " لا إخوان و لا مسلمين " , و من المؤكد سوف يرد خلال سردنا للحديث عن بعض الشخصيات كلما كان الكلام عن ألبنّا يجرجر تاريخه بالحديث عن توصيفاته أو سلوكياته – كلما كان ذلك ضرورياً 
 سيد قطب : وهو الجسر الذي عبر عليه كل مَن تلا هذه الشخصية ومن والاها من غير الوطنيين والمخبولين و السايكوبات ممن نصبهم مكتب الإرشاد الدولي كمرشدين للأمة الإسلامية المبتلاة بهم عبر الزمان .
وممن قرءوا له أي سيد قطب و آمنوا به بل واعتقدوا بما يهذي به هذا المخلوق متخذين العنف والتقتيل والسحل والتعذيب أسلوباً غير أخلاقي كما فعلوا في " كرداسة " و " ناهية " و رفح و سينا و المنيا و نواحيها مثل (دلجا) " بفتح اللام وتعطيش الجيم " بمحافظة المنيا ومعسكرات التجمع في رابعة و النهضة ورمسيس – متخذين هذا الأسلوب سبيلاً لتحقيق مآربهم وغاياتهم للوصول للسلطة التي ظلوا يحلمون بها منذ ثمانين عاماً – وكانوا في ذلك شياطين لا يشق لهم غبار!!
وفي مساحة أخرى من هذه السلسلة سوف نتناول بتفصيل وتركيز أكثر في تحليل عقل و أفكار و أساس وهدف و لا أقول مبادئ سيد قطب , ونضرب مثلاً على واحدة من هذه الأفكار المريضة المتمكنة منه و المتملكة لشخصيته و المستحوذة عليها Obsession , وهي مبدأ نسف فكرة المواطنة ويعني ذلك أن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير مسلم عند سيد قطب و بذلك فأن المجتمعات المسيحية و اليهودية هي جاهلية بلا جدال, يقول سيد قطب، ولا يسميهم بأهل الكتاب، وقد برهنت هذه المجتمعات عن جاهليتها من خلال شعائرها- كما يستطرد سيد قطب-       وطقوسها المنبثقة عن تلك المعتقدات المحرّفة و المنحرفة, و لذلك يرى سيد قطب أن العلاقة بين تلك المجتمعات و المجتمع المسلم هي علاقة تعارض            دائم   ومستمر Relationship Adverse constant لا يتحقق معه التقاء في كبيرة أو صغيرة , و ذلك لأن غير المسلمين هؤلاء في نظره لا يبتغون إلا أن يُحوّل المسلمون عن دينهم الحق To Be Converted!! و في المقابل يتحتم على المسلمين أن يسعوا إلى نشر دينهم و تعبيد العباد لله وحده  ( يعني جعلهم أي العباد، من مسلمين ومسيحيين ويهود يعبدون ربهم ولو بالجبر و القوة إذا لزم الأمر)   forced conversion وتحطيم " الطواغيت " لأنظمة والقوى التي تقهرهم و تجبرهم على عبادة غير الله !! وأضيف مثل : 
حرق وتحطيم 68 كنيسة في مصر و نهب آثارها وممتلكاتها وتحطيم صلبانهم والاعتداء على من فيها من رجال دين وخطف بعضهم مقابل الجزية اعتباراً من 3 يوليو 2013, أي اعتباراً من سقوط نظام الإخوان المسلمين في مصر " وطرد مرسي عشيق الكرسي من قصر الاتحادية – أي قصر الرئاسة بالقاهرة إلى سجن طره – هذا القصر الذي سقط الكثير من الشهداء من المواطنين المصريين على مدخله برصاص مرسي وعصابته.
نتناول الآن شخصية أخرى على نحو موجز هي : صالح سريه رئيس تنظيم " الفنية العسكرية " . 
  صالح سرية : كان على رأس مجموعة الفنية العسكرية , وهو الإخواني العراقي ذو الأصول الفلسطينية وهو مؤلف كتاب بعنوان " رسالة الإيمان " والذي أصبح فيما بعد " عمدة " لمن جاءوا من بعده و أُطلق عليهم          "الجهاديون" و يقول سرية في كتابه المذكور الذي كتبه العام 1973 أن كل الأنظمة و كذلك كل البلاد الإسلامية التي اتخذت لها مناهج و نظماً وتشريعات غير الكتاب و السنة قد كفرت بالله واتخذت من نفسها آلهةً وأرباباً, فكل من أطاعها مقتنعاً بها فهو كافر. وأحال هذا الكافر                  - "سرية " - الشباب الذين يقرءون رسالته إلى سيد قطب باعتباره مصدر هذه الفكرة و رائد المُكفّرين , بل و اعتبر في مقدمة رسالته تلك – أن من خير التفاسير لمعرفة التفسير الحق للقرآن هو كتاب في ظلال القرآن (للشهيد) سيد قطب الذي يقع في اثنتي عشر مجلداً .

 أيمن الظواهري : وهو أحد مريدي سيد قطب مثله مثل زيدان و صوّان وكعوان من كفار ليبيا من الإخوان . و يقول هذا الدكتور الظواهري, ولقبه هذا مثل الألقاب التي اتخذها المزيفون أمثال البلتاجي و محمد بديع المرشد, وصفوت حجازي و محمود عزت، هذه شهادات لا قيمة لها و قد اتخذوها لخداع المجتمع والبسطاء من الناس – يقول في كتابه " فرسان تحت راية النبي " إن كلمات سيد قطب الأخيرة في العام 1965 ,وهو يرفض أن يتقدم بطلب عفو من الرئيس جمال عبد الناصر مشدداً على (أن إصبع هذه السبابة التي تشهد لله بالتوحيد في كل صلاة , تأبى أن تكتب استرحاماً) و باتت هذه الكلمات دستوراً ومنهجاً يَدرُسه ويُدرِسّه الأصوليون        ( في جميع أنحاء المعمورة ) وأنا أقول : قبّح الله سعيكم أيّها الخوارج والزنادقة!! 
و يؤكد الظواهري أن سيد قطب هو أول من أكد مدى أهمية قضية التوحيد في الإسلام ( أي أن العالم الإسلامي قبل مجيء  قطب من الولايات الأمريكية المتحدة العام 1950 و سجنه في العام 1954 , وإعادة كتابة ومراجعة بعض مجلدات كتابه " في ظلال القرآن " في السجن قبل أن يُعدَم – أقول قبل كل ذلك كان العالم الإسلامي يعتبر في زمرة المشركين والكفّار, وكادَت الآية رقم 71 من سورة الزمر أن تطبق على الذين كانوا مشركين بالله أمثال كعوان و صوان و زيدان من خوّان ليبيا , و الآية تقول (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ رُسُلٌ مِنكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿71﴾ صدق الله العظيم   سورة الزمر .
 لكن الحمد لله فلقد نجت عصابة إخوان ليبيا ومعهم عبود الزمر و طارق الزمر – قتلة السادات-  الأخَوان اللذان كادا أن يساقا إلى جهنم زمراً لولا أنهم أتبعوا سبيل الشيطان سيد قطب الذي كان قد أرسى قواعد قضية التوحيد , و إنقاذهم من الشرك جميعاً .ويشدّد الظواهري هذا على أن المعركة بين الإسلام و أعدائه هي في الأصل معركة عقائدية حول قضية التوحيد أو حول لمن يكون الحكم والسلطان : لمنهج الله وشرعه , أم للمناهج الأرضية و المبادئ المادية أم لمدعي الوساطة بين الخالق ومن خلقه . و يؤكد هذا الظواهري أيضا أنه كان لفكر قطب أثره الواضح في معرفة الحركة الإسلامية لأعدائها و تحديدها لهم وإدراكها أن العدو الداخلي لا يقل خطورة عن العدو الخارجي بل أنه الأداة التي يستخدمها العدو الخارجي و يضيف هذا الظواهري في معرض لغطه عن خطة قطب و رفاقه في مواجهة نظام عبد الناصر قائلاً :- كان المعنى في هذا التخطيط أكبر من قوته المادية , فقد كان يعني بوضوح أن الحركة الإسلامية قد بدأت خوض حربها ضد النظام (نظام عبد الناصر) و من قبله النظام الملكي (الملك فاروق) و يقول المدعو " خليفة عطوة " وهو المتهم الثالث في قضية محاولة اغتيال جمال عبد الناصر يوم 26 أكتوبر 1954, و من بين الذين حكم عليهم بالمؤبد وخرج من السجن لأسباب تتعلق بصحته أو إتمام مدته لست أذكر، و استمعت إليه يوم 19 من سبتمبر 2013 وهو على فراش المرض وهو يتحدث هاتفياً مع إحدى القنوات، يتحدث بما مفاده أن اغتيال حسن ألبنّا المرشد العام كان بإيعاز و أوامر من سيد قطب و ذلك بسبب التهمة الموجهة إليه و هي الاتصال و التخابر مع القصر و ما كان يسمى بالسراي , وهو ما يعتبره سيد قطب و القطبيون خيانة جزاؤها الإعدام , و كان التنفيذ خلال شهر نوفمبر من العام 1949 , و كان أيضا انتقاما منه أي حسن البنّا المرشد العام لمقولته الشهيرة " هؤلاء لا هم إخوان و لا هم مسلمون " .
نستخلص ممّا سبق أن سيد قطب كان عدوا للسلطة ملكاً كان أو رئيساً أينما كان وفي أي دولة لأنهم جميعاً مشركون و كفار إلى أن يؤمنوا و يعتقدوا فيما يهذي به هذا (الشهيد) وهو لا يتردد في استعمال السلاح والقوة وإقناع أدواته من مريدين مثل صوان وكعوان وزيدان بتنفيذ عمليات الاغتيال.
 هؤلاء المريدين كانوا بالطبع قد أقسموا اليمين بين يديه ثم من بعده يدي المرشد الذي يليه على السمع والطاعة  ومفردات اليمين تقول : " أبايعك على السمع والطاعة في اليسر والعسر , في المنشط والمكره , والله على ما أقول شهيد"            ( أو وكيل فالله أعلم حيث تباعدت السنون ) 
إلى اللقاء في الحلقة القادمة    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق