الأحد، 20 أكتوبر 2013

جذور إرهاب الإخوان - الحلقة الرابعة


جذور الإرهاب وتاريخ المرشد حسن البنّا وفضيحة عبد الحكيم عابدين
 وكيفية معالجتها
الحلقة الرابعة – 26-9-2013 بقلم إبراهيم السنوسي امنينة
قام المرشد الأول للجماعة حسن البنا، بشكل سري، بتكليف الدكتور إبراهيم حسن بالتحقيق فيما يثار، وقبل الوصول إلى نهاية التحقيق، عرف أغلب أعضاء الجماعة بأمر التحقيق السري، وتقدم الدكتور إبراهيم حسن باقتراح يقضي بفصل عبد الحكيم عابدين من الجماعة وهو ما رفضه المرشد حسن البنا.
قرر هذا الأخير تشكيل لجنة جديدة من كبار أعضاء الجماعة لتقصي الحقائق، كانت الاتهامات مشينة وخطيرة، ما زاد كثيراً من الإخوان إصراراً على فصل المدعو عبد الحكيم عابدين على تصرفاته الفاحشة، وبخاصة بعد أن وصفه أحد الشاكين بأنه "راسبوتين الجماعة" ولمن لا يعرف راسبوتين، فكما وعدناكم في الحلقة السابقة،  فهو الشخصية الغامضة والمسيطرة على قصر الأمبراطور في روسيا، وساحر نسائه كافة والامبراطور خاصة وله تأثير سحري على سكان القصر قاطبة من أميرات وخدم وحاشية، وعلى النبلاء كذلك، وكان ذلك في أواخر القرن التاسع عشر وخلال الحقبة الأولى من القرن العشرين إلى أن قامت الحرب العالمية الأولى في العام 1914، وتلا ذلك قيام الثورة البلشفية في العام 1917، حين قُتل هذا الداعر من قبل أحد النبلاء انتقاما لشرفه وعرضه، لذا وجب التنويه عن شخصية عبد الحكيم عابدين موضوع هذه الحلقات.
رفض المرشد البنّا الرضوخ لرأي الأغلبية بالرغم من نتيجة التصويت بــــ8 أصوات مقابل صوت واحد، وفاجأ الجميع بقرار عرض هذا الأمر على الهيئة التأسيسية لإعادة التحقيق.
وإذ لم تَرُق لكثير من الأعضاء والقيادات مناورات البنّا، قدّم الدكتور إبراهيم حسن استقالته وكان المنطقي أن يرضخ البنّا المرشد لرأي الأغلبية بتأييد فصل هذا العضو المنحرف من الجماعة، لكن المرشد آثر أن يراوغ ويُبقي على عضويته ويبحث عن سبيل آخر لكن ذلك لم يكن فقط بسبب المصاهرة التي كانت تربطه بعبد الحكيم عابدين، ولكن و الكلام موجّه لعضو البرلمان الليبي النائب نزار كعوان – المريد المعجب بحسن البنّا – ولكن لأسباب أخرى سوف نوردها في سياق الحديث عن هذا المنحرف عبد الحكيم وسيده المرشد في الصفحات القادمة.
ونمضي في إنهاء الحديث عن هذا الانحراف في سلوك المرشد – وهو ليس الوحيد في سلسلة انحرافات هذا المرشد ليقتنع السيد نزار كعوان بوجهة نظرنا هذه – لكنه المثال الأول وليس الأخير، فنقول أنه كان قد سبق استقالة الدكتور إبراهيم حسن احتجاجاً وهو وكيل الجماعة بتاريخ 27 أبريل 1947، وكان قد سبق هذه الاستقالة قرار من البنا بإيقاف أحمد السكري – نائب رئيس الجماعة، وكمال عبد النبي، والدكتور إبراهيم حسن عن مزاولة حقوق عضوية الهيئة التأسيسية، وكان لموقف البنّا أثره السلبي في التهيئة لانشقاق جديد حيث أعقب خروج الدكتور إبراهيم حسن خروج أحمد السكري – أحد أهم الرموز في تاريخ الجماعة.
وترجع أسباب خروج السكّري، إلى علاقة الجماعة بحزب الوفد الذي هو رئيسه مصطفى النحّاس باشا، واعتراضه على سياسة البنّا في تأييد حكومة اسماعيل صدقي وهو ما أدّى إلى إضعاف الحركة الوطنية وإثارة الشكوك حول حقيقة جماعة أو عصابة الإخوان المتأسلمين، إذ كان السكّري من المطالبين بالتنسيق مع حزب الوفد، وكان حسن البنّا يضع شرطاً مستحيلاً وهو تبنّي حزب الوفد لمبادئ الجماعة وإلا فلا!!
ومن ناحية أخرى لا يمكن إهمالها وهي العامل الشخصي في الانشقاق الكبير وهو أولاً موقف المرشد البنّا من سلوك صهره عبد الحكيم – الشائن – وأنه، أي المرشد آثر وفضّل أن يستغني عن الدكتور إبراهيم حسن النائب الكبير في الجماعة وهو وكيلها، والسكري، القيادي الكبير ونائب رئيس الجماعة- انحيازاً لصهره عبد الحكيم عابدين في قضيته الأخلاقية ومسلكه المشين (راسبوتين) – ونقول ثانياً أن السكّري كان يشعر بأنه أكبر من أن يكون نائباً لرئيس الجماعة، وله الحق في ذلك، ويعتقد أن البديل هو تقسيم السلطة بينه وبين المرشد بحيث يتولى السكّري الزعامة السياسية وينهض البنّا المرشد بالجانب الدعوي للجماعة، لكن السيد نزار كعوان لم يطالب بمثل هذه المطالبة – أي ان يتولى الجانب الدعوي لأنه بذلك يكشف الستار عن نفسه وشخصيته ويظهر للناس ميوله الإخوانية وعوراته السياسية، ورأي ان يكتفي بالعضوية الصامتة الساكنة في برلمان آخر الزمان طالما استمر ضخّ الأموال والهدايا الآتية من الأميرة موزة والأمير تميم !! 
إذاً فقد جاء ردّ البنّا بإحالة الخلاف إلى الهيئة التأسيسية لمساءلة السكّري وإصدار قرار بفصله، وعلى الرغم من العلاقة التاريخية الممتدة بين البنّا والسكّري، فقد ارتأى حسن البنّا أن يضحّي بالصداقة العميقة والتاريخية كي ينفرد وحده بالسلطة داخل صفوف الجماعة ويفعل ما شاء!
وبينما كان البنّا يسعى جاهداً إلى التحكم في إيقاع الخلاف حتى لا يؤثر على مكانة الجماعة وشعبيتها وصيتها- لجأ السكّري والدكتور إبراهيم إلى صحيفتي صوت الأمة الوفدية وصحيفة الجماهير السياسية، ونشرا مقالات عنيفة ضد البنّا وصلت إلى درجة اتهامه الصريح بالعمالة لإسماعيل صدقي ومحمود النقراشي (وهما يمثلان حكومات غير شعبية)، كما اتهمه بالغدر والتلويح والتلميح والتصريح بانه يتقاضى أموالاً من الانجليز!! وكانت مثل هذه التهمة من أخطر التهم في ذلك الزمان!
ونواصل في الحلقة القادمة؛؛؛

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق