السبت، 19 أكتوبر 2013

حذار من النسيان - الحلقة الثالثة

حذار من النسيان
الحلقة الثالثة 20 سبتمبر 2013 بقلم إبراهيم السنوسي امنينه

أين وصل التحقيق في اغتيال الشهيد اللواء عبدالفتاح يونس ورفيقيه الذي يذكرنا باغتيال الشهيد موسى الصدر ورفيقيه وبأوامر الطاغية، في شهر ديسمبر 1978 – ووجه الشبه بين الجريمتين مع اختلاف الجهة التي أصدرت الأمر، فبالنسبة للشهيد موسى الصدر كانت إسرائيل هي التي أصدرت الأوامر للطاغية، أما بالنسبة للشهيد اللواء عبدالفتاح يونس فكانت الجهة التي أصدرت الأوامر باغتياله هي جهة مركبة من المسئولين في قطر والمسئولين في ليبيا. (ما قولك يا شيخ؟).
وكان السيد المستشار اللغز قد صرّح لأهل الثقة من دوائره "بأن هناك شخصيتين عسكريتين في قواتنا المسلحة كان الله قد ابتلاني بهما، أحدهما متعجرف والآخر مشكوك في وطنيته !!" والله أعلم بمن يقصد بالمتعجرف والمشكوك في وطنيته .. إلا أنه حدّد كلاّ من هاتين الشخصيتين وهما اللواء خليفة حفتر والشهيد اللواء عبدالفتاح يونس.
وإن التحقيق مع هذا المستشار يجب أن يبحث معه هذه المقولة.
كان يجب التحقيق مع المستشار أيضاً في الآتي:
من المسئول عن تهريب محمد معمر – لص الاتصالات بعد القبض عليه؟
من المسئول عن أول واقعة هروب للمجرم عبدالله السنوسي قبل أن تعيده لنا موريتانيا وكم تقاضت موريتانيا من الملايين لقاء تسليمه لنا؟
التحقيق معه في واقعة تهريبه للّص عبدالسلام جلود إلى إيطاليا، وإننا نعلم بحقيقة تعاون كل من العيساوي وجبريل وهم أعضاء المجلس الانتقالي السابقين – في إنجاز صفقة التهريب هذه وعرضهم عليه تهريبه عن طريق طائرة تابعة لحلف النيتو لكنه رفض. وهل أسباب رفضه هو ضخامة المبلغ الذي طلبه أعضاء المجلس الثلاثة ورئيسهم أم ماذا؟
التحقيق معه فيما قاله نيكولا ساركوزي في مناظرة مع منافسه فرانسوا أولاند عندما اتهمّه الأخير بتهريب الصندوق الأسود للطاغية وهو العبد بشير صالح ومعه المليارات من العملة الصعبة والمجوهرات إلى فرنسا حيث تقيم أسرته واعتراف ساركوزي بذلك على الهواء مباشرة قائلا: لقد طلب مني ذلك صديق فرنسا السيد المستشار مصطفى عبدالجليل ولم استطيع رفض طلبه.
كيف هرّبت عائشة وأمها وأخويها سيف وهانيبال، ومحمد والسفّاحَيْن  والخويلدي وابنه خالد وأسرته، وكيف هرّبت البغدادي من طرابلس إلى تونس، وكيف هربت الساعدي إلى النيجر وتركته يتصل بأزلامه المتسلقين الذين كانوا يشتغلون تحت إمرتك؟
إن تقصيرك وتهاونك بالتعاون والتواطئي والتآمر مع فوزي عبد العال وزير الداخلية الأسبق في عدة جرائم أشهرها خطف فتاتين من بنغازي، وقادة الجيش الليبي أسامة جويلي ويوسف المنقوش في عدم توفير الأمن على حدودنا مع الجارات الأربع ومما يعني خيانة وخذلان الشعب الذي ائتمنك على ليبيا، وتستحقون من أجلها الإعدام.
 من هو وراء عدم تفعيل الجيش والشرطة، والنيابات والمحاكم لتستمر حركة الاغتيالات والتفجيرات لنشر الرعب والفوضى والترويع ومن ثم انهيار النظام لتقفزوا عليه وتسلموه لورثة الطاغية وتحتفلوا بعودتهم وتصفية ما تبقى من الشعب الليبي.
ملف الهاربين الفارين من لصوص وقَتَلَه وسَدَنَة العهد المباد المتواجدين في دول الجوار( وعددهم حوالي ربع مليون جرذ ) حسب الإحصاءات المصرية الحديثة.
ما الذي يؤخر محاكمة القاتل عبدالله السنوسي، وما الذي يؤخر جلب سيف أبيه – وما الذي يريده أهل الزنتان، وهل هم خارج نطاق وحدود ليبيا وسيطرتها؟ أم أنتم هم الخونة؟
وأخيراً ... ونحن إذا نأتي على نهاية هذا المقال – مقال التحذير من نسيان أفعال هذا المستشار اللغز- فإننا نكرّر توصيتنا للشعب الليبي في برقة، ذلك الشعب الطيب البائس بعدم النسيان وألّا يشربوا من "نهر النسيان" Lethon وترجمته: الليثي وهو يجري في أعماق منطقة بوعطني وقصر الجخ أي معسكر الصاعقة، القصر الملكي والكلية العسكرية سابقاً وهو يمتد من الشمال من بودزيرة إلى الجنوب ناحية بوعطني والليثي.
وفي العصر الإغريقي كان كل من ابتُلي بمرض الكآبة ذكراً كان أو أنثى ويشكو من لوعة العشق والهيام أو غير ذلك من أمراض نفسية أو اجتماعية، فإن قليلاً من ماء هذا النهر لكفيل بأن يُذهب الكآبة ويجلب النسيان لمثل هؤلاء المرضى الذين فقدوا الوسيلة للعلاج بعد وفاة "الفقي إحميد" رحمة الله عليه – وكذلك "الفقيه احمودة في الماجوري"، لا رحمه الله، ولغيرهم ممن ابتلاهم الدهر بأمثال أولئك المجرمين واللصوص والسايكوبات الذين سرقوا ثورة 17 فبراير 2011 من شبابها عراة الصدور .... ومن بعدهم عصابة الإخوان الخوّان المتأسلمين والعائدين من المهاجر "والمرَاغِم" (أنظر قاموس القرآن) – والذين شرعوا فعلاً في الفرار بعد استبعادهم بقوة قانون العزل السياسي الذي طُبّق بموجب لا مشروعية السلاح، وفوضى اللجان الثورية المحدثة والتي نشأت في البيئة العفنة بانتهاء معركة التحرير وقتل الطاغية والتبرير بالخطف والترويع بالقتل والتفجير والتزوير ومعارك التزييف والرشوة والتدمير، تحت قبة برلمان حقير!!
إلى اللقاء في الحلقة الرابعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق