الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

ماذا قال الشعراء العرب الاوائِل فى رثاء الكتيبة بعد سقوطها

ماذا قال الشعراء العرب الأوائل
في رثاء الكتيبة بعد سقوطها يوم 21 فبراير 2011م
8-11-2012                                
مقـال مستقـل                               بقلم : إبراهيم السنوسي أمنينه                                                                                                                              
(1)
قال النابغة الذبياني وهو صاحب المعلقة:

* 1- وقفـتُ فيهـا أصيـلاً كي أسائلهـا    عيّت جواباً وما بالربع من أحد
   2- أضحتْ خلاءً وأضحى أهلُها احتُمِلوا     أخنى عليها الذي أخنى على لُبدِ
   3- سَـرَت عليـهِ من الجوزاءِ ساريـةً     تُزجِي الشمالُ عليهِ جامدَ البَرَدِ
* شرح الأبيات :
1- أصيـلاً : إما طويلاً أو عند الأصيل – وقت الغسق .
     عيَـت : لم تجد جواباً وعجزت عنه .
     الرّبْـع : المكان بمن فيه من أهل وأصدقاء .
2- أضحى أهلها احتُمِلُوا : حملوا أمتعتهم ورحلوا .
     أخنَى عليها : أتى عليها والخنى هو الفساد . لُبَد : طول العمر والإقامة مثل (آخر نسور لقمان) وفي سورة البلد ﴿يقول أهلكت مالاً لبدا (  آية : 6) أي كثيراً من الشئ أو تلبد الشئ وتداخله إذا اجتمع. وفي سورة الجن ﴿كادوا يكونون عليه لبدا (  آية :19) بمعنى أن الكافرين كانوا يتزاحمون حول النبي (ص) متعجبين من عبادته وتلاوته . لبد : جمع لبده أي ما تلبد بعضه على بعض -لبدة الأسد .
3- أتى عليه وابل ونوء ساقته (الجوزاء) من جامد البرد : (تبروري) وهو مطر مجمّد في حب كالحصى .
(2)
وقال عمرو بن كلثوم وهو من شعراء الجاهلية وصاحب معلقة ، يخاطب جثث القتلى عند هروب عبد الله السنوسي والساعدي يوم 20/2/2011م عن طريق مطار بنينا :

1- نزلتـم منزلَ الأضيـاف منا      فأعجلنا القِرى أن تشتمونا
2- قرينـاكـم فعجلنـا قِراكـم       قبيل الصبح مرداةً طحونا
3- وها نسألك هل أحدثْتِ صَرْماً      لِوشْكٍ البيْنِ أم خُنْتِ (الأمينا)
4- وإن غـداً وإن اليوم رهـنُ       وبعـد غـدٍ بما لا تعلمينا 
5- وإنا نـورد الراياتِ بِيضـاً       ونُصدرهُنّ حمْراً قد رَوينا
6- وأيـامٍ لنـا غُـّرٍ طَــوالٍ      عصينا المُلْكَ فيها أن ندينا
* شرح الأبيات :
4- استضفناكم واستعجلنا في كرمكم خشية أن تشتمونا أو تسجنونا .
5- تعرضتم لمعاداتنا في مقابل كرمنا لكم ولم تقدرونا ، فعجلنا بقتلكم قبيل الصبح فكانت حرباً طاحنةً أهلكتكم أشد هلاك . المرداة : هي الصخرة التي يُرمى بها . الصَرَم : القطيعة . والوشك هي السرعة – الأمين يعني : المأمون جانبه .
6- الكريهة هي الحرب والضرب والطعن أقرّ بها عيون أصحاب هذه الأرض وظفروا بمناهم من قهر الطغاة .
7- واليوم والغد كثر فيه الضرب والطعن أما بعد غدٍ فهو مرتهن بما لا تعلمين من وقائع وحوادث .
8- نخبرك اليقين من أمرنا ، بأننا نورد أعلامنا الحروب بيضاً ونرجعها منها حمرا قد روين من دماء المحاربين .
9- نخبرك بوقائع لنا مشاهير عصينا الملك (القائد) فيها كراهية منا أن نطيعه ونتذلّل له – أن تدينا يعني : كراهية أن ندين له .
(3)
وقال البحتري وهو من الشعراء العباسيين عندما مرّ على الكتيبة بيتين من قصيدة كان قد قالها في رثاء الخليفة العباسي المتوكل الذي قتل وكان يقطن في قصر منيف اسمه (الجعفري) وكان يطل على موضع يسمى القاطول في العراق:

محلٌ على القاطول أخلق داثره      وعادت صروف الدهر يوماً تبادرُه
تغيّـر حُسنُ الجعفري وأُنسُـه      وقُوّض بادي الجعفري وحاضِـرُه




(4)
أما طاغية ليبيا فقد عاد خلسةً وهو يمتطي إحدى (نوقه) عند الفجر عندما مرّ ببقايا خرب (الكتيبة) ورأى هذا الجمع من الشعراء وكأنهم في سوق عكاظ ، ترّجلّ عن ناقته وصاح في (الحادي) وأظنه عبد الله السنوسي قائلاً :

أعقـل قلوصي أيها الحـادي       إني بربع صفيةٍ وسعادِ
ربعٌ عفتهُ الريحْ في إعصارها       إلا بقايا النؤى والأوتادِ
فوقفْتُ والمعكاةُ ترزمُ حسـرةً       ولُغامها متتابع الأزبادِ
10- شرح الأبيات :
1- المعكاة : الناقة – النؤى : حبال الخيمة – القلوص : الناقة الفتية – ترزم : تجثم وتصبح متضايقة – عفته : محته من على وجه الأرض – صفية وسعاد : من خليلات الطاغية .
ودع صفيّة إن الركب مرتحـلْ      وهـل تطيـق وداعـاً أيها الرجـلُ 
غرّاء فرعاء مصقول عوارضها      تمشي الهونيا كما يمشي الوجى الوحلُ
11- شرح الأبيات :
الغراء : البيضاء الواسعة الجبين – الفرعاء : الطويلة .
العوارض : لها من الرباعيات والأنياب من الأسنان، وهي نقية بيضاء مصقولة تمشي الهوينا : تمشي على رسلها وعلى مهلها وبرشاقة .
الوَجى الوحِل : الذي يشتكي من حافره .
ويتساءل الطاغية معمر مجدداً وهو واقف أمام الكتيبة، موجهاً سؤاله للجمع من الشعراء :
أين دار ميَّة بالعلياء فالسند ؟
أين أسماءُ التي لم يملّ منها الثواء ؟
أين دار عبلة بالجواء، الذي قال فيها عنترة :
أعياك رسمُ الدار لم يتكلـم       حتى تكلّم كالأصم الأعجم  
ولقد حبستُ بها طويلاً ناقتي      أشكو إلى سفع رواكد جثم
12- رسم الدار : يعني ما تبقى (من مقر الكتيبة) التي أضحت أثراً بعد عين .
سفح رواكد جثم : لفح رياح لاسعة تأتي من مياه راكدة جاثمة لا حراك بها .
ويستطرد الطاغية :
يا دار عبلة بالجواء تكلمي      وعِمى صباحاً دار عبلة واسلمي
فوَقَفِتُ فيها (ناقتي) وكأنها       فَـدَنُ لأقضى حاجة المتلـوّم
بالجواء: يعني بالوادي. ويتساءل: أين (خولة) واطلالها ببرقة (بالفضيل) ثهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد ؟
أين أم أوفى (دمنة) وهي الحبيبة التي كانت تسكن في منازل أصبحت اليوم مسودة آثارها نتيجة للدمار والحرائق فهي (دمنة) ؟ وأضحت قاعاً (صفصفاً)

وصاح في الجمع قائلاً :   

مـن أنتــم ؟؟؟؟؟؟؟    أنــا المجــد !!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق