الاثنين، 30 يوليو 2012

ليبيا تنتخب أم هي تنتحب الحلقة الثامنة



ليبيا تنتخب أم هي تنتحب
الحلقة الثامنة                                            بقلم : إبراهيم السنوسي أمنينه
30-7-2012  
نعم كانت تنتخب بحرّية وجدّية، وتناضل في جو من الحماس وتحتفي بالنصر وهزيمة المحتل بل وإندحاره – كانت تناضل في الوقت ذاته ضد مؤامرات ودسائس حبكت في الخارج، أما اليوم فهي تنتحب بحرقة وتلطم خدودها وتشقّ جيوبها وتدعو بدعوى الجاهلية بسبب قوافل من فيروسات كانت متجمدة تعيش حياتها كاملة تحت درجة الصفر، وبعد أن دبت فيها الحياة على أثر شروق شمس 17 فبراير 2011 عندها شعرت بالدفء إنتعشت مشرعة حرابها مستلّة سيوفها من أغمادها بقيادة لص طفا عبر الجليد لمواجهة الشرفاء !
وعندما انحسر اللثام عن وجهه الصفيق وسقط القناع وبدت للناظر عيناه كعيني الذئب أو كعيني الطاغية (ضيقتان) تبثان الشرّ والشرار، ولما لامه وعاتبه من تبقى من الشرفاء الأحرار البرقاويون  إنتفض من مجلسه كالملدوغ صارخاً : ﴿ إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم، ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ﴾ فجاء الرد توّا من الأشراف المجاهدين الحقيقيين:
قالوا : ﴿ هذا فراق بيننا ﴾ فلتكن حرباً إن شئتم لتحقيق ما كان قد صبا إليه الصف الأول من شهداء برقة من آمال في الوحدة والاستقلال التام أو الموت الزؤام على مذبح الحرية والتحرّر في اليوم المشهود يوم ﴿ قتل أصحاب الأخدود بالنار والوقود ﴾ يوم 17 فبراير 2011 .
ونواصل من حيث  انتهت الحلقة السابقة وهي السابعة :
هذا ما تطالب به البلاد الآن : يجب أن نشير إلى أن مفاوضات كان قد دارت في بنغازي خلال شهر يونيو 1946 ويناير 1947 لمحاولة التوفيق بين وجهات النظر بخصوص الإمارة السنوسية التي كان الكثيرون من زعماء طرابلس يقاومونها لأسباب شخصية وغايات خاصة لا تمت في كثير من الأحيان إلى المصلحة العامة بسبب، التي كان يقاومها أيضاً الأمين العام لجامعة الدول العربية آنذاك المدعو عبد الرحمن عزام باشا غير أن هذه المفاوضات لم تؤد إلى نتيجة قط .
ولعل مذكرة الكتلة الوطنية الحرة التي قدمتها ليبيا إلى جامعة الدول العربية في سنة 1946 حول القضية الليبية هي التي بلورت الأهداف السياسية الليبية كما تراها طرابلس والمؤيدون لها في برقة، فقد جاء فيها :
"فالكتلة الوطنية الحرة ترفع صوتها باسم العروبة إلى أمانة الجامعة العربية مستنكرة كل تفكير في تقسيم ليبيا ومعلنة عزمها الأكيد على نيل حقها الكامل في الوحدة والاستقلال، وتتشرف الكتلة الوطنية بأن تبّلغ الجامعة العربية القواعد التي تريد ليبيا أن تبني عليها مستقبلها ولن تحيد عنها قيد أنملة هي :
أولاً : وحدة ليبيا بحدودها من مصر شرقاً إلى تونس غرباً ومن السودان جنوباً إلى البحر المتوسط شمالاً .
ثانياً : استقلال ليبيا التام الذي لا تشوبه شائبة .
ثالثاً : الانضمام إلى جامعة الدول العربية .
وقد كان آخر تكتل سياسي في ليبيا هو : "هيئة تحرير ليبيا" وهو الذي ورد ذكره في الترجمة العربية لتقرير اللجنة الرباعية باسم "المجلس الوطني لتحرير ليبيا"، فقد شكلت هذه الهيئة في القاهرة في مارس 1947 من السادة:
بشير السعداوي، وأحمد السويحلي ومحمود المنتصر وجواد زكري وطاهر المريّض، ومنصور قداره، وكان غرض الهيئة الدفاع عن حقوق الوطن المقدسة، ومن المعروف أن هذه الهيئة تقدمت بمطالب البلاد أمام لجنة التحقيق الرباعية : وهي  المركبّة من وزراء خارجية الدول الغربية الكبرى: بريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية .
ويمكن القول إجمالاً بأن الوضع في الوقت الذي وصلت فيه لجنة التحقيق إلى طرابلس كان قد تبلور حول أمور واضحة، فقد جاء في تقرير اللجنة الرباعية ما يلي : "ويهدف برنامج جميع الأحزاب السياسية فيما يتعلق بمستقبل طرابلس إلى هدف واحد هو الاستقلال التام ووحدة طرابلس وبرقة وفزان والانضمام للجامعة العربية وقد رفعت مذكرة جماعية بهذا البرنامج مفصلاً إلى اللجنة، ويطالب "حزب الاتحاد المصري الطرابلسي" بتوحيد ليبيا ومصر تحت التاج المصري، بينما يفضل "حزب الأحرار" إمارة السيد محمد إدريس السنوسي وجميع الأحزاب – ما عدا حزب العمال الصغير – فهو يؤيد "المجلس الوطني لتحرير ليبيا" أي هيئة تحرير ليبيا والتي سبق ذكر أسماء أعضائها الست وعلى رأسهم السيد بشير السعداوي .
غير أن هيئة تحرير ليبيا لم تقم بأي عمل في برقة، والمؤتمر الوطني الذي مثل تلك المنطقة أمام لجنة التحقيق الرباعية طالب بالاستقلال والوحدة والملكية السنوسية ، وكان ثمة من يأخذ برأي الأمير السيد محمد إدريس السنوسي أيّاً كان هذا الرأي .
وقد حاول السيد بشير السعداوي مرة أخرى أن يرأب الصدع فحصل على بيعة للأمير من جماعة من الزعماء الطرابلسيين خلال شهر يونيو غير أن الأمير محمد إدريس كان يعرف أن هذه البيعة الجديدة تمثل وجهة نظر هؤلاء الأشخاص فقط وان الخصومة له من الكثير من الطرابلسيون لا تزال قائمة .
                                                                                       ؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة

هناك تعليق واحد:

  1. ما قتلت بن رزق لله لين وكل سيعكم تفل البحر وحكمكم وقت اطول من عمرك

    ردحذف