الخميس، 26 يوليو 2012

ليبيا تنتخب أم هي تنتحب الحلقة السابعة


ليبيا تنتخب أم هي تنتحب
الحلقة السابعة                                           بقلم : إبراهيم السنوسي أمنينه
26-7-2012  
متى نكتب عنواناً يقول : ليبيا تنتخب ، وليس تنتحب !؟
أفلا يكفيها نحيباً بل ونواحاً وحسبها ذلك منذ العام 1943 أي منذ تسعة وستين عاماً ذلك بقيام أول ناد سياسي في طرابلس، وقيام نادي عمر المختار في بنغازي وكان هذا الأخير يعني بالنواحي الرياضية والاجتماعية والثقافية سواء خلال مركزه الرئيسي في بنغازي أو الفروع المتعددة التي أنشئت في الجهات الأخرى من برقة، وكان الملك إدريس رحمه الله قد باركه سنة 1944 على أنه كذلك وعلى أنه رمز للتآخي ومعهد للرياضة والثقافة والأعمال الخيرية، إلا ان هذا النادي كان منذ إنشائه تقريباً يعني بالنواحي السياسية يطالب بوحدة ليبيا، وكان من المتربعين على قمته : المرحوم الأستاذ مصطفى بن عامر والمرحوم الأستاذ محمد بشير المغيربي وآخرون كلهم في ذمّة الله .
نشطت الحركات السياسية في ليبيا بعد احتلال الحلفاء للبلاد .
يمكن القول بأن هذه المرحلة الأولى كانت تتميز برغبة المشرفين على النشاط السياسي في أن يكون للبلد الحق في إنشاء الأحزاب والتنظيم السياسي وحرية الصحافة . ويبدو هذا بشكل واضح في إنشاء النوادي السياسية التي تضطلع بمثل هذا النشاط .
وإذا عرضنا للنشاط السياسي لما يبدو في قيام الأحزاب ونشاطها في طرابلس بالتحديد لوجدنا أن "الحزب الوطني"، وهو أول حزب أنشئ هناك، جاء في بيانه الذي أذاعه عام 1945 ما يوضح الاتجاه المعتدل في السياسة الليبية . ولم توافق الإدارة البريطانية على إنشاء الحزب إلا في أبريل 1946.
وفي السنة نفسها تألفت في طرابلس "الكتلة الوطنية الحرة" و"الجبهة الوطنية المتحدة" وينتمي زعماء هذه الجبهة إلى عائلات معروفة وهم أثرياء أو تجار أو شيوخ دين، أما "الكتلة الوطنية الحرة" فكان فيها جماعة من أعيان مدينة طرابلس ومثقفيها . وقد ظهر في أواخر عام 1946 "حزب الاتحاد المصري الطرابلسي" الذي كان يرى وجوب الاتحاد بين مصر وطرابلس (ليبيا) إلا أن هذا الحزب لم يجد تأييداً كافياً لا في ليبيا ولا في مصر، إذ كانت هذه الأخيرة قد تغيّر هذه النغمة أيضاً .
وفي  العام 1947 أنشئ "حزب العمال" لكنه ظلّ في عزلة تقريباً عن الميدان السياسي الصحيح بسبب تشكيله وأعضائه وبسبب الإدارة البريطانية التي كانت ترفضه أصلاً . أما "حزب الأحرار" الذي تأسس في العام 1948 فقد يقبل بإمارة السيد محمد إدريس السنوسي على ليبيا كلها .
وعندما نعود إلى برقة نجد أن "نادي عمر المختار" لم يلبث أن دخل المعترك السياسي، وكان نشيطاً فعاّلاً مع فروعه الخمسة عشر . وبسبب المقاومة لجمعية عمر المختار قامت "الجمعية الوطنية" وهي لم تختلف عن الأولى إلا باسمها . ولعل "رابطة الشباب" كانت الجمعية التي جرّبت أن تضاهي الجمعية الأولى تنظيماً وغاية، وقد أوقف الأمير نشاط هذه الجمعيات كلها في ديسمبر 1947 فحلّها، وفي أوائل السنة التالية أقام مكانها "المؤتمر الوطني" الذي أصبح بعد قليل مكوناً من 71 عضواً "يمثلون وجهات النظر في البلاد" وهو الوحيد الذي قدم "للجنة التحقيق الرباعية" وجهة النظر عن برقة .
ويمكن القول إجمالاً أن هذا النشاط العام في ليبيا دار حول قضية الاستقلال والوحدة السنوسية، وإذا جاز لنا أن نلخص الموقف عامّة قلنا أن الاتجاه العام في طرابلس كان يهتم بالوحدة والاستقلال تاركاً أمر شكل الحكم إلى المستقبل، بينما كان "المؤتمر الوطني" في برقة يرى أن الوحدة بين برقة وطرابلس يجب أن ترتبط بقبول الطرابلسيين للإمارة السنوسية . وكان لهذا الرأي بعض التأييد في طرابلس ، ويبدو الرأي البرقاوي الرسمي في مذكرة رفعت في شهر مارس 1946 جاء فيها ما يلي :
"ولهذا قد استقر الرأي على أن نطالب نحن ممثلو الأمة البرقاوية مجلس هيئة الأمم المتحدة بتحقيق مطالبنا الوطنية وأهدافنا القومية وحقوقنا الشرعية الغالية، تاركين للشعب الطرابلسي الشقيق بدوره تقديم مطالبه التي يرغبها إلى سمو الأمير محمد إدريس السنوسي مباشرة :
أولاً : إستقلال البلاد سياسياً وإدارياً تحت إمارة سمو الأمير محمد إدريس السنوسي .
ثانياً : تكوين حكومة دستورية وطنية تدير شئون البلاد .
ثالثاً: قبول هيئة وطنية تمثل الشعب الليبي في مؤتمر الصلح للدفاع عن قضيته ينتخبها سمو الأمير .
رابعاً : منح البلاد حقها في التعويض عن الأضرار التي لحقت بها من جرّاء الحرب .


             ؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق