الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

المعادلة THE EQUATION الحلقة الرابعة



المعادلة    THE EQUATION
   
الحلقة الرابعة                                                                       10-10-2012م
بقلم :إبراهيم السنوسي أمنينه

 5- انقلاب سبتمبر 1969 صناعة أمريكية صرفه

 نحن نستغرب لما قاله رئيس وزراء ليبيا الأسبق السيد مصطفى بن حليم  وهو السياسي المحنك في كتابه ( ليبيا - انبعاث امة وسقوط دولة )  بان المخابرات الغربية لم تكن على علم بحركة طغمة ألقذافي مع أن كتابه المذكور يعج بالأدلة التي تؤكد وجود اتصالات واسعة بين رجال السفارة الأمريكية وعملائهم المدنين والعسكريين الليبيين وفي نفس السياق نستغرب أيضا ما قاله بن حليم بأنه اتصل بثمانية من كبار المسئولين الانجليز الذين نفوا جميعا أن تكون لدولهم علاقة بانقلاب سبتمبر 1969 ومع علمه بان من ثوابت الدول الكبرى عدم الإفصاح عن أي دور لها في تغيير الأنظمة وما كان عليه إلا أن يسال المستشار مصطفى كمال المهدوي - احد عرابي الطاغية وهو ماسوني معروف – ويملك الإجابات . ومن الأمور المحيرة فيما كتبه مصطفى بن حليم هو دفاع السفيرين السابقين  - David Neosom and Joseph palmer عن ألقذافي ونظامه أثناء اجتماعهما بالرئيس ريتشارد نيكسون ( رئيس الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة 1969-1974)  في البيت الأبيض وبحضور ريتشارد هيلمز  
 (Richard Helms)
مدير وكالة الاستخبارات المركزية حين قالا وفي نفس واحد ** يا سيادة الرئيس :ليبيا وقع فيها انقلاب وأمامنا ثلاثون سنه من التعاون و التفاهم مع النظام الليبي الجدد **ص 411 من كتاب المذكور**
فهل دبر السفيران السالف ذكرهما انقلاب سبتمبر دون علم الإدارة الأمريكية ؟ أم هل أخفى الأمر عن وكالة الاستخبارات الأمريكية ؟ ولصالح من كان مصطفى كمال المهدوي يعمل وهو الذي كان يصرح دائما بأنه يعمل للأمريكان وان أمريكا تريد إحداث تغيير في ليبيا وأنها منذ أواخر 1966 وجدت ضالتها في مجموعة الملازمين وأنها اتفقت معهم على جميع المسائل و التفاصيل ومن بينها إجلاء قواعدها وإمداد الانقلابين بالسلاح والذخيرة و الآليات والوقود صباح الاثنين سبتمبر 1969 كما سوف يرد في مكان لاحق من هذه الحلقات
كما لم يحدثنا السيد مصطفى بن حليم في كتابه الأخر ( صفحات مطوية من تاريخ ليبيا السياسي -1992 لندن ) عن سبب سفره المفاجئ إلى بنغازي حيث يقطن المهدوري والقذافي يوم الجمعة 22 أغسطس 1969 ومغادرته لها يوم الاثنين 25 أغسطس 1969 مباشرة إلى بيروت ثم إلى زيورخ .
وكان الأولى والأجدر والأحرى به –وهو يدعي الوفاء و الإخلاص للملك إدريس –أن يبلغ الملك إدريس بما كان يدبره الأمريكان والمهدوي من مؤامرة دنيئة أثناء غيابه في إجازة خارج البلاد.
وهناك العديد من المسئولين البارزين السابقين في الحكومة الليبية الذين يفسرون سكوته عما كان يحاك في السر بأنه نكاية في خصمه اللدود :العقيد عبد العزيز إبراهيم الشلحي وأسرته وإفشال مساعي الشلحي في الاستيلاء على السلطة في ليبيا و التي كان من المقرر لها ساعة الصفر يوم الجمعة 5 سبتمبر 1969 والانجليز يعلمون بذلك فاستبقتهم الولايات المتحدة الأمريكية إلى الهدف المنشود والذي كانت تخطط له ولقد سبق وان اشرنا إلى ذلك في الحلقة الثانية من هذا الموضوع وسوف نوفيه حقه بتفصيل أكثر في الحلقات القادمة إن شاء الله .
ونحن بينما لا زلنا في موضوع ( المعادلة) فإننا نميل إلى اخذ استراحة قصيرة للترويح عن النفس قليلا ثم نعود من جديد فنقول :
حدثني احد الأصدقاء من مدينة البيضاء وهو لا يعرف الكذب فقال أنه قبل ثورة 17 فبراير عندما كان مصطفى عبد الجليل قاضي شريعة والذي كان قد انقض وهو ومجموعة من التكنوقراط والمحامين على الثورة بعد أسبوعين من نشوبها وبعد ما تأكد له نجاحها وذلك يوم 2 مارس 2011 وليس قبل أن يؤكد له نيكولا ساركوزي وقطر وايطاليا وبريطانيا وكل أوروبا دعمهم له وان إعلان تركيبة الحكومة أمر ضروري للحصول على الاعتراف الدولي بها – ففعل ذلك وأصبح رئيسا للمجلس الانتقالي وتوالت الاعترافات الدولية
يواصل صديقي حديثه فيقول : أن المستشار مصطفى أيام ولايته لوزارة العدل كانت إقامته غالب الأيام في طرابلس , وفي البيضاء يملك مزرعة بها قطيع من البقر الذي يعبر إلى مزرعة صديقي هذا المتحدث كل يوم ويحش ما فيها من خضراوات إلى أن قاربت على الجدب وكلما أردت الحديث و الشكوى إليه يقول أهله انه في طرابلس وذات يوم سمعت بأنه وصل إلى البيضاء فذهبت أشكو اليه  بقره فوعدني بأنه سوف يمنع بقره بأي وسيله من التعدي على مزرعتي  ولكن ذلك لم يحدث وسافر وعاد عدة مرات والحال لم يتبدل إلى إن نسيت الأمر تماما حتى جاء احد الجيران وجرى بيننا الحديث الأتي باللغة العامة طبعا :
قال الجار : علمت بالحاج مصطفي ايش ماسك توه:
قلت : لا ما علمت
قال الجار : توه ماسك حكومة ليبيا كلها
فقلت : هذا ما مسك بقاقيره ...يا بال حكومة ليبيا ..


                                     إلى اللقاء في الحلقة القادمة ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق