السبت، 6 أكتوبر 2012

المعادلة The Equation الحلقة الثانية


المعادلة The Equation
2 / 10 / 2012
الحلقة الثانية                                                                  بقلم : إبراهيم السنوسي أمنينه
نواصل حديثنا عن الأصول البيولوجية للبغل ؛ وأنه من سلالة الحمار نتيجة التواصل مع الفرس ؛ وأنه لذلك يفخر بأن الحصان خاله ؛ وكان ينسي الحمار تماماً  وذلك قد أثبتته تحليلات الـ DNA في العام 2003 ؛ وأنه لم يكن يسمح ( أي البغل ) لأحد أن يذكر تلك الحقيقة ؛ لأنه ستتم تصفيته كما تمت تصفية عمار ضو سفيرنا في روما عندما توصل لتلك النتيجة وغادر ايطاليا إلي ليبيا حاملاً الدليل ( الوثيقة ) علي ذلك ليسلمها للبغل شخصياً . وكنا قد قلنا أنه حتي أو كان المتحدث عن هذا الموضوع هو أحد الأعضاء البارزين في المزرعة ؛ وأحد أصدقائه المقربين والذي كان يعيش معهم في منزل واحد في مصراته يتمتع بعطفهم واحتوائهم له كأنه أحد أبنائهم ؛ عندما طرد من مدرسة سبها لأسباب تتعلق بالـ DNA ؛ فأنه ؛ أي البغل ؛ لم يجد غضاضة في قتله عندما طلب من الملك ( أبو الغوايش والسلاسل الذهبية - قاتل أبيه ) تسليمه إياه ؛ مقابل فاتورة ( وجده ) الوحدوية الفاشلة والتي ماتت في المهد !
بل واستمرت عملية القتل في الخارج والداخل لنفس السبب أو بسبب معارضتهم للنظام ولأسباب أخري .
3 _ ونواصل ونوضح قليلاً عن العام 2003 فماذا حدث ؟
أنه اعتبارا من العام 1973 إلي العام 1996 ؛ كان قد أعدم أو أمر صنائعه بإعدام 1316 شهيد وذلك باستثناء من قدموا قرابين في تشاد وأوغندة ولبنان ومصر وعلي الطائرة الليبية في العام 1993 ؛ وطائرة الــ UTA وألبان أٌم الأمريكية في العام 1989 فوق لوكريي ( اسكتلندا ) بلأضافة إلي 35 شهيداً في بلاد الغربة أبتداءً من العام 1976 وأخرهم في العام 1996 هو عامر هشام علي , رجل الأعمال الذي تم اغتياله في مالطة يوم 21 / 8 / 1996 ؛ كما لا ننسي من ساعدت مخابرات نظام حسني المنهار علي خطفهم وإيصالهم بأي وسيلة لطرابلس( عاصمة الطاغية ) مثل الدكتور منصور رشيد الكيخيا ؛ وعزت المقر يف وجاب الله مطر ومن ثم إعدامهم هناك فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى .
ذلك فضلاً عن المحاولات التي فشلت في اغتيال الأحرار من الليبيين وهي 18 محاوله وكلها خارج البلاد - قام بها عناصر من اللجان الثورية .
في العام 2003 ؛ ومباشرة بعد القبض علي صدام حسين ومحاكمته وإعدامه وخيبة بوش في إثبات وتبرير حربه علي العراق ؛ وإذ لم يجد علي الأرض العراقية شيئاً أسمه أسلحه نوويه ؛ أتجه بالأنظار الي ليبيا ؛ وعندئذ قدم ألقذافي طواعية مشروعاً لخمسه مصانع نووية في ليبيا لم يكن بوش يعلم أو يحلم بها . وكان يتحدث فقط عن مصنع الرابطة ( للأدوية ) ونال كلمات الشكر والاعجاب من العبيط بوش الأبله وسلمه سجينين كانا يقبعان في غوانتانامو وهما عبد الحكيم بالحاج وسفيان بن قمٌو ؛ وكانا ناشطين مع آخرين في أفغانستان وقضيا بعض الوقت في بوسليم ؛ وأفرج عنهما مع آخرين بواسطة سيف الشيطان وعلي الصلابي في عام 2005 ؛ وبقية القصة معروفة - فالأول بالحاج هو الذي قاد العمليات في طرابلس حني سقوط العزيزية إلي مقتل ألقذافي ( البغل ) ؛ والثاني ( سفيان ) هو الذي نفذ المهمة الجبانة وهي الاعتداء علي السفير الأمريكي في بنغازي (كريس ستيفنز) خلال شهر سبتمبر الماضي ؛ وهو من أعضاء القاعدة .
وكذلك أفرج عن آخرين ( حوالي الـ 200 ) أيضاً بمجهودات علي الصلابي عن طريق سيف الشيطان منهم جماعات من ( المقاتلة ) مثل نعمان عثمان الذي هو الآن ناشط في لندن ويعمل في شركة بريطانية متخصصة والسؤال هو : مقابل ماذا أفرج بوش العبيط والمخابرات البريطانية علي حكيم بالحاج وسفيان ونعمان ؟ ومن المعروف أن حكيم بالحاج كان قد رفع دعوى قضائية للتعويض عن التعذيب الذى تعرض له ضد المخابرات البريطانية بمبلغ مليون جنية إسترليني ولا زالت المفاوضات جاريه للوصول إلي حلول توفيقية بين الطرفين لتسوية الوضع بين المتخاصمين ( compromise ) .
أما بالنسبة لبريطانيا فقد رضيت مقابل تسليمها من لجأ إليها – إلي البغل في طرابلس – أن يسلمها عبد العاطي ألعبيدي ؛ وهو خادم البغل المخلص حني أخر لحظه ؛ جميع ملفات الجيش الأيرلندي IRA ؛ وأنهي بذلك أسطورة كفاح ايرلندة ضد انجلترا إلي الأبد ؛ وقالت : شكراً للبغل " ووداعاً للسلاح " علي رأي الكاتب الأديب " ارنست همنغواي " .
ولازلنا في موضوع التنازلات المقدمة من البغل للعبيط بوش والمخابرات البريطانية في العام 2003 ؛ فنقول :
كان ألقذافي قد طلب من إيران والعرب بأن يفعلوا مثل ما فعل هو أي تقديم تنازلات مجانية لصالح الغرب ( بالتحديد الاستعمار الأمريكي ) في المنطقة ولعرض تناقضه فيما كتبه ايضاً عن روسيا والاتحاد السوفيتي في وقت مضي لتوكيد قدرته علي التغيًر من اليمين الي اليسار والعكس بأسرع من راقصي الموسيقي الحديثة .
وتتساءل Patricia Douce  في كتابها المسمي ( صبر الأسماك)(A patience de poissons)  لماذا لم يتحالف ألقذافي مع مصر وسوريا في حربها ضد إسرائيل ؛ إن كان عربيا وناصريا كما يدعي ؛ الأمر الذي يتوافق مع التنازلات التي قدمها لأمريكا بعد إن كان يقول (طز في أمريكا) بشكل فاجأ به الجميع مبرراً ذلك بضرورة ومنطقية اعتبار واشنطن هي القوة ؛ ولا بد من الانصياع لأرادتها ومطالبة العرب وإيران وسوريا بأن يفعلوا مثل ما فعل هو !!!
وفي نفس السياق ؛ ذكرت صحيفة الحوادث بتاريخ الجمعة 22 / 2 / 1980 العدد 1216 : يقول رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق السيد شارل حلو الراحل ما يلي :
سألت أحد المسئولين في الإدارة الأمريكية بعد ما ترددت إشاعات ونظريات حول دور الولايات المتحدة في تنفيذ انقلاب سبتمبر 1969 في ليبيا : " ما هي حقيقة الدور الأمريكي " ؟ فأجابه : إن دورنا كان محصورا ً في الاستفادة من الانقلاب ؛ ولقد وجدنا أن قيام حكم عسكري ديناميكي بواسطة شاب ينتمي إلي ثورة 23 يوليو 1952 ؛ ومجاور لمصر من شأنه أن يريح أعصاب عبد الناصر لأنه بعد هزيمة 1967 أصبح التصلب العربي يشكل حجر عثرة في طريق السلام وهو وضع طبيعي ؛ لأنه في أعقاب الهزائم تتحول الصلابة إلي تصلب ؛ وكان عبد الناصر يشعر بأنه محاصر بنظم معاديه من حوله تتشفي بهزيمته ؛ فجاءت ( الثورة ) الليبية عام 1969 لتليين الرئيس المصري وجعلته يقبل بمشروع روجرز الذي طرحناه في العام 1970 بعد قيام انقلاب سبتمبر بشهرين !!!

                                                والي اللقاء في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق