الأحد، 10 يونيو 2012

قراءة سياسية فالتاريخ


قراءة سياسية في التاريخ
الجزءالأول                                         بقلم : إبراهيم السنوسي أمنينه
10/6/2012   
"قال النبي أشعيا الذي أرسل ليهود بني إسرائيل في أصحاحه رقم 59 : خيوطهم لا تصير ثوباً ولا يكتسبون بأعمالهم، وأعمالهم أعمال إثم وفعل الظلم في أيديهم . أرجلهم إلى الشر تجري تسرع إلى سفك الدم الزكي، أفكارهم أفكار إثم، في طرقهم اغتصاب وسحق، طريق السلام لا يعرفون وليس في مساكنهم عدل، جعلوا لأنفسهم سبلاً معوجّه، كل من يسير لا يعرف سلاماً" .
                                               أشعيا – أحد أنبياء بني إسرائيل
           الأصحاح 59
مـدخـل :
جذور المؤامرة الصهيونية العالمية الإلحادية
إن الحروب والثورات والانقلابات العسكرية التي تعصف بحياتنا، والفوضى التي تسيطر على حياتنا وعالمنا ليست جميعاً سوى نتائج مؤامرة شيطانية مستمرة، بل لعل هذه المؤامرات بدأت في ذلك الجزء من الكون الذي ندعوه "الفردوس" حين تحدى الشيطان الحق الإلهي في أن تكون كلمة الله هي السلطة العليا وقد أخبرتنا الكتب المقدسة (القرآن والأناجيل والعهد القديم) ، كيف انتقلت المؤامرة الشيطانية من جنات "عدن" إلى عالمنا الأرضي .
يجب أن ندرك أن معرفتنا وتعاملنا ليست مع مخلوقات عادية من لحم ودم، بل مع القوى الروحية والفكرية التي تعمل في الظلام وتسيطر على معظم هؤلاء الذين يشغلون المراكز العليا في  العالم بأسره . 
يذكر لنا الإنجيل – وهذا ما ينساه معظمنا – أن الشيطان أي إبليس كان من أكبر سكان الفردوس ذكاء ودهاء ومقدرة وأن روحه باقية لم تفن ، وكيف خرج إبليس وإتباعه على قواعد الدستور الإلهي الذي يمنح المخلوقات الضعيفة حق المعرفة والحب ويرسم عالماً مليئاً بالكمال والمثالية ، بينما تقوم عقيدة إبليس على أن الحق في القوة وأن للأفراد الذين يتمتعون بذكاء وتفوق ، الحق في كافة المخلوقات الأخرى لأن الجماهير تجهل ما هو صالح لها ، وهذه العقيدة في رأينا هي عين ما ندعوه في اصطلاحاتنا المعاصرة بالطغيان أو الحكم المطلق والاستبداد ، وليست التوراة أو العهد القديم في الواقع سوى قصة الشيطان حين أصبح سيد العالم وجعل أجدادنا الأولين يحيدون عن جانب الحق فتأسس كنيس الشيطان على الأرض ثم تخبرنا التوراة كيف شرع هذا الكنيس منذئذ، في التآمر لمحاربة الدستور الإلهي .

ولقد بُعث السيد المسيح عليه السلام إلى الأرض في الوقت الذي بلغت فيه المؤامرة مرحلة أصبح الشيطان فيها المسيطر على كل هؤلاء الذين يشغلون المراكز العليا في العالم – ففضح السيد المسيح كنيس الشيطان، وهاجم أتباع الكنيس (أبناء الشيطان) الذين يسمّون أنفسهم اليهود قائلاً : إنهم كاذبون لا يدينون بأي دين، كما عرّف كبار صرافي النقود المرابين آنئذ – وهم يرادفون كبار أصحاب البنوك في هذا العصر ويسمى بعضهم بالنورانيين .
وجاء في إنجيل يوحنا :
"والكثيرون منا ينسون أن المسيح، ما قدم إلى الأرض إلا لينقذنا من حبائل الشيطان التي كانت تضيق علينا الخناق أكثر فأكثر على مر السنين وقد منحنا السيد المسيح حبل الخلاص عندما طلب منا أن نذهب إلى جميع الأمم والشعوب لنعلمهم حقيقة المؤامرة"
ولقد وعد السيد المسيح بأن معرفة الحقيقة سوف تحرّر البشرية من ربقة هذه المؤامرة، إذا أدركوا تلك الحقيقة ، ولكنهم ، أي أتباع المسيح ، أهملوا في القيام بالواجب المطلوب منهم من قبل السيد المسيح وكان ذلك بكل بساطة هو السبب في أن المؤامرة تطورت إلى المرحلة ما قبل الأخيرة . 

       ؛؛؛؛؛ وإلى اللقاء في الحلقة القادمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق