الخميس، 2 مايو 2013

حقائق مريرة و تصريحات خطيرة 2



حقائق مريرة و تصريحات خطيرة       2


بقلم : إبراهيم السنوسي امنينه – الحلقة الثانية 25 ابريل 2013

في هذه الحلقة نستضيف الشخصية المرموقة الأستاذة المستشارة المصرية القاضية تهاني ألجبالي و التي كانت أول قاضية مصرية تُعيّن في المحاكم المصرية , و هي قامة و هامة مرموقة عملت في السلك القضائي المصري منذ العام 1953 , و تدرجت في وضايفتها حتى أصبحت نائباً لرئيس المحكمة الدستورية العليا في مصر إلى أن استولت عصابة تطلق على نفسها " جماعة الأخوان المسلمين "في مصر يوم 28-1-2011 عن طريق صندوق انتخابات السكر و الزيت و الأرز و أصبح السجين الهارب محمد مرسي العياط خريج سجن وادي النطرون وهو الذي كان رئيساً لحزب العدالة و الحرية ثم أصبح رئيساً لمصر، و أول انجاز له كان إزاحة هذه القامة عن القضاء مقترحاً عليها استخراج رخصة لفتح مكتب للمحاماة بعد رحلة في سلك القضاء استمرت ثلاثين عاماً , و أنا أعتقد أن السبب في إزاحتها هو أنها عارية الرأس غير متحجبة أو مختمرة و هذا لا يعجب الزنديق العياط مرسي .
و الحاصل أنني كنت منذ أيام أشاهد إحدى القنوات التي كانت تستضيف هذه السيدة المحترمة الجليلة و في سياق دفاعها عن قضاء مصر و كيف كان رمزاً للعدالة و عنواناً للحق لا يعرف للظلم أو الفساد سبيلاً و كان قضاة مصر في ذلك الزمن لا يخشون إلا الله في تطبيق مواد القانون و كانت أحكامهم نافذة لا تعرف الرفض أو الطعن عليها في آخر درجاتها – إذا ما استثنينا ما كان يعرف بمذبحة القضاةفي العام 1969في عهد جمال عبد الناصر حيث تم فصل 43 قاضياًفي ذلك العام وجرى العرف على أنه لا يجوز فصل القاضي أو النائب العام , إلا في أحوال ثلاثة هي : بلوغ السن القانونية المنصوص عليها للإحالة على التقاعد أوبناء على طلب القاضي أو النائب شخصياً لأسباب تتعلق بعجز طبي يعيقه عن أدائه واجباته الوظيفية أو جراء ارتكابه جناية يعاقب عليها القانون , وكانت السيدة المستشار تتحدث في سياق الفخر والحيدة في تطبيق القانون في مصر , وأنه لم يكن في العالم العربي في ذلك الوقت دولة عربية واحدة بها قضاء أو محاكم.
وفي هذا السياق أود أن أورد قصة واقعية حدثت في مدينة درنة في ليبيا في العام 1948 عقب الحرب العالمية الثانية و في عهد الإدارة العسكرية البريطانية إذ لم تكن ليبيا في ذلك العام 1948 قد حصلت على استقلالها الذي تم إعلانه يوم 24 ديسمبر 1951 حينأصدرته هيئة الأمم المتحدة .
وكانت بريطانيا قد وعدت الملك إدريس رحمة الله عليه على لسان السير انتوني ايدن الذي كان في وقتها رئيساً لوزراء بريطانيا العظمى أثناء الحرب العالمية الثانية – وعده بمنح برقة استقلالها وإعلانه أميراً عليها إن هو ساهم بجيشه مع الحلفاء ضد جيوش المحور وأن بريطانيا سوف تجبر القوات الايطالية على الجلاء عن ليبيا وكان الطرابلسيون لا يؤيديون الاشتراك مع الجيش السنوسي إذ كان لهم رأي آخر معادي للسنوسية منذ العام 1921 الذي وقعت فيه معركة القرضابية التي قادها السيد صفى الدين السنوسي ابن عم الملك إدريس و تكبدت فيها القوات الإيطالية هزيمة نكراء تحدثت عنها صحف العالم ممجدة المجاهدين الليبيين في ذلك الوقت.
لا زلنا في معرض الحديث عن القضاء في ليبيا, ومتى تأسس وهل من مذابح أوتجاوزات ؟
في العام 1948 ( صدر قرار رقم 4 من رئيس الإدارة العسكريةللمملكة المتحدة ( بريطانيا ) في برقة بتشكيل مجلس إداري مختلط لإدارة حكومة برقة يتكون من الرئيس وأسمه E. A. V. De candole بالإضافة إلى عشرة أعضاء منهم المرحوم عبد الرزاق افندي شقلوف وكيلاً للمالية والمرحوم على افندي الجربي وكيلاً للأشغال والسيد بالقاسم أحمد الشريف السنوسي وكلاً للداخلية (حرر بتاريخ 14 فبراير 1948) وذلك خلال عهد الملك فاروق وقبل قيام ثورة جمال عبد الناصر بأربع سنوات وبضعة أشهر وقبل مذبحة القضاة المصريين بواحد وعشرين عاماً , وإليكم هذه الرواية.
اعتذر عن عدم تذكر اسم القاضي الليبي المعني في هذه الرواية , لكنه إما أن يكون من (عائلة جبريل) أو (أسطى عمر) ( و موطنهم مدينة درنة )
كان القاضي المعني يترأس هيئة المحكمة , وكان المتهم سليط اللسان و يخيل له أنه برئ من التهم المنسوبة إليه , فاشتطفي الحديث مع القاضي بما لا يليق من الفاظ خارجة نابية متجاهلاً هيبته ومجلسه على المنصة فماذا يا ترى فعل ذلك القاضي ؟
لقد رفع ذلك القاضي الجلسة فوراً و أعلن عن تنحيه .
بعد أن تنحى ذلك القاضي الليبي قدم استقالته فوراً , و أنا اليوم اعتذر عن استحضار الذاكرة لمعرفة من الذي كان يحكم بريطانيا في ذلك الوقت ؟ هل هو الملك جورج السادس أو ابنته الملكة اليزابيث , و هذا لا يهم , بل الذي يهم هو أن ذلك القاضي استقبل من الملك أو الملكة بعد أيام من تاريخ استقالته مبعوثاً يتحرى أسباب استقالة ذلك القاضي , فماذا كان من جواب يصدر عن القاضي إلا عبارة واحدة هي :
" لقد حقدت على ذلك المتهم بسبب ما صدر عنه من إهانة لشخصي لكني خشيت أن يكون حكمي مشوباً بعاطفتي متأثراً برد فعل من ناحيتي فأكون ظالماً فإن آفة الحكم الهوى " و أعلن إصراره على ترك الوظيفة !
بعد أيام وصله كتاب رسمي ممهور بتوقيع و ختم ديوان المملكة يشكره بحميمية وحرارة, ويرجوه (ألا يتردد إن هو في يوم من الأيام شعر برغبة في العودة لسلك القضاء " ونحن على يقين من أن عودتك سوف تكون إضافة تزيد المملكة وسلك القضاء والعدل شرفاً )
ورجوه أن يحتفظ بهذا الكتاب كمرسوم ملكي يفتخر به وشهادة على سلوكه المشرف و, إذ أنه سوف يكون نبراساً ومثلاً يقتدي به كل قاضي يعمل في دول الكومنولث !
 مع أخلص التحيات وأطيب التمنيات ..... انتهى نص الخطاب
 ترى أين الثرى من الثريا, وأين هو قضاء مصر اليوم عندما حوصرت المحكمة الدستورية العليا واعتدى الاخوان المنحرفون بالضرب على رئيس نادي القضاة المستشار القامة الهامة أحمد الزند، وحيث منعت المحاكم في مصر من مزاولة نظر القضايا وتعطل العدل تماماً وأصبح المستشار صاحب الكلمة الاخيرة هو (( قراقوش العياط ))  .
أما الكاتب فيهديك أجمل الأماني وأحلي "التهاني"
ويقول لك يأيتها السيده الجليله :
"يا جبل ماتهزك رايح" 
سيرى الي الامام قوية كما عهدناك صامده ونحن والله معك , ونستشهد بقول الحكيم الشاعر :
"أصبر على كيد الحسود فانك قاتله فان النار تاكل نفسها ان لم تجد ما تاكله "
فأن ما يفعله معك مكتب الارشاد وطفله المدللَ الغبىَ هو فقط من باب الحسد وهم ليسوا بقادرين بفعل اكثر من ذلك والله المستعان .
ويا ليت مرسي وحسام الغرياني و سليم العوّا و الأخوان مكي وزير العدل المصري الذي استقال بعد خراب البصرة , وفي ذيلهم عبدالله طلعت المستشار الذي لا يستشار .
أقول ليت كل هذه الزمره وغيرهم يعتبرون ويتدبرون فيما فعله قضاء ليبيا منذ خمسة وستين عاماً اي سنة 1948 , أيام كان عبدالناصر محاصراً في الفالوجا والاسرائليون يهدون له دون غيره من الضباط الاسرى المصريين البرتقال اليافاوي والشكولاته , وعندما يسأله رفيقه المرحوم الضابط وزميله في الاسر المقدم حسين الشافعي آمر سلاح الفرسان , عن السبب والغرض من تخصص كل هذه الهدايا للضابط المقدم عبدالناصر دون غيره , لم يتلقى جواباً , وبعد مرور اربعة سنوات فجر هذه الضابط أنقلاب 23 يوليو 1952 ضد الملك فاروق وذلك بعلم بريطانيا و اسرائيل ومحمد حسنين هياكل كمراسل لجريدة Egyptian gazette أي الجريدة المصريه الرسمية .
وظلت قصة البرتقال اليافاوي والشكولاته مجهوله إلي أن رواها المرحوم حسين الشافعي علي شاشة الجزيرة في ضيافة الأستاذ أحمد منصور منذ حوالي اربعة سنوات , وحتي الشافعي لم يدرك سبباً ولا تبريراً حتي وفاته حيث دفن السر معه .

لكننا عرفناه واطلعنا علي تفاصيله في كتب صدرت خلال الستينيات بالانجليزيه ومنها كتاب (حرب الايام السته) تأليف راندولف تشرشل وهو حفيد / ونستون تشرشل رئيس وزراء ووزير الحرب - طبعة الاولي 1967 - دار الناشر / وليام هانيمان المحدوده -لندن ملبورن .
وكذلك في كتب أخرى تثبت عمالة محمد حسنين هيكل وكذبه وأعلانه بأنه لولا حلف الناتو ما قامت ولا نجحت ثورة 17 فبراير , وبالمناسبة هناك مقالة للكاتب علي مدونته بتاريخ 2-11-2011 بعنوان (ما هكذا تورد الأبل يا هيكل ) في سلسلة في 16 حلقة , يمكنكم الأطلاع عليها في : http://herodot17.blogspot.com
وتفند هذه المقالات كل ما تفوه به هذا المدعي , كما تفضح سيرته التاريخيه وكذبه علي كل الزعماء العالميين الذين أجرى معهم مقابلات صحفيه - وطبعاً كلهم في ذمه لله اليوم فمن تسأل ومن تصدق !!


.
و إلى اللقاء في الحلقة الثالثة
مع ضيف آخر                




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق